الأقباط متحدون - الإيرانيون: الاستمتاع بالحريّة أهم من رفع الحظر
أخر تحديث ٠٣:٣٤ | الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٥ | العدد ٣٠١٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

الإيرانيون: الاستمتاع بالحريّة أهم من رفع الحظر

شوارع طهران
شوارع طهران

 تغيّر نمط حياة الإيرانيين بعد زوال نظام الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وتولي حسن روحاني السلطة، وأكد الصحافي الإسرائيلي "الدار بك" خلال جولة 14 يوماً في الدولة الفارسية، أن الإيرانيين لا يكترثون بمحادثات طهران النووية، ولا يساورهم الخوف من احتمالات قصف إسرائيل لبلادهم، ولا يفكرون إلا في حياتهم اليومية والاستمتاع بالحرية.


القاهرة: رغم أجواء العداء بين إيران وإسرائيل، إلا أن صحافياً اسرائيلياً قرر قبول التحدي، والإقامة في الدولة الفارسية أربعة عشر يوماً، وقام بجولات بمختلف مدن وأروقة الأحياء الإيرانية، ونظراً لأن زيارة الصحافي الإسرائيلي لم تكن الأولى من نوعها، إذ قام بزيارة طهران قبل خمس سنوات خلت، فكان من الطبيعي أن يعقد مقارنة بين نمط حياة الإيرانيين إبان نظام الرئيس السابق محمود احمدي نجاد، وبين حياتهم في ظل النظام الإصلاحي الجديد بقيادة حسن روحاني.
 
من الشمال الى الجنوب بجواز سفر أجنبي
ووفقاً لتقرير مطول نشرته صحيفة يديعوت احرونوت على لسان الصحافي الإسرائيلي "الدار بك"، بدأت الجولة في إيران حينما طاف الدار إيران من جنوبها إلى شمالها، واستغل الأيام الأربعة عشر في الانتقال من شيراز حتى تبريز عبر يزد، ثم أصفهان وطهران، وخلال تلك الجولة لاحظ أن الإيرانيين بعد زوال حكم نجاد وولاية روحاني، بدت على وجوههم ابتسامة السعادة، وانطلقت الأجواء المتفائلة في كل مكان، بعد شعور الجماهير بالحرية، التي حرموا منها طيلة ثماني سنوات حكم رأس النظام السابق. 
 
قبل خمس سنوات تقريباً، وتزامناً مع العد التنازلي لنهاية فترة احمدي نجاد الرئاسية الأولى، زار الصحافي الإسرائيلي "الدار بك" الدولة الفارسية، عندئذ لاحظ أن الإيرانيين يرهبون مجرد الاقتراب من أي شخص أجنبي يزور البلاد، خشية احتمالات أن يكون السائح الذي يتجول في البلاد جاسوساً لحساب النظام، وشعر الصحافي الذي يدور الحديث عنه عند ذلك بأن الإيرانيين يعيشون داخل قارب مطاطي مضغوط، يخشى الجميع انفجاره في أية لحظة. 
   
أما إيران التي عاد إليها الدار بعد خمس سنوات، وتجول فيها أربعة عشر يوماً، تغيّرت تماماً لدرجة أن من يزورها حالياً، لا يصدق أنها الدولة عينها التي زارها قبل ذلك، فالعديد من الممارسات التي كانت محظورة في الماضي القريب، باتت تمارس علانية في وضح النهار ومن دون أية تحفظات، فالشباب والفتيات يتنزهون في كل مكان بحرية تامة، لدرجة أنه من الممكن أن ترى بعينيك شاباً يمسك بيد فتاته، وربما يعانقها أو يقبلها في الشارع على مرأى ومسمع من الجميع، ودون أن تلاحقهم عيون السلطات الدينية، للتأكد من هوية علاقة كل شاب بفتاة، وهل هما زوجان أم لا.
المقاهي في كل مكان والمشروبات الروحية في المحال
 
المقاهي باتت منتشرة في كل مكان بمختلف المدن الإيرانية، وترتادها اليوم تلو الآخر مجموعات من الشباب والفتيات بشكل مختلط، ويدخن الجميع النارجيلة، بالإضافة إلى بيع المشروبات الروحية الغربية في المحال التجارية، وتناولها في المقاهي عينها دون تدخل من جهة أو أخرى، ويرتدي الشباب والفتيات أزياء غربية، ويتبادلون الضحكات، وتخيم على الجميع الفرحة بالحرية.
      
ويقول الصحافي الإسرائيلي، إن الجماهير خلال جولته الأخيرة في إيران، لم يترددوا في مصافحته والترحيب به على أنه سائح أجنبي يزور بلادهم، واقبلوا عليه يتبادلون معه أطراف الحديث، ووقفوا في طابور من اجل التقاط صور فوتوغرافية معه، فالجميع كانت لديه رغبة التأكيد أن إيران تغيّرت، وأن الإيرانيين يهرولون للتلاقي مع العالم الخارجي، لا سيما مع الغرب، كما أنهم سئموا الحظر والعزلة التي فرضها عليهم النظام البائد، لدرجة أن باعة الخبز وطاقم المطعم الذي تناول فيه الصحافي الإسرائيلي الإفطار والغداء، رفضوا الحصول على نقود منه لاعتقادهم بأنه سائح من إحدى الدول الغربية، وقال أحدهم له: "أنت غريب، فلا تدفع أموالاً، مرحباً بك في إيران".
 
المفاجأة التي أذهلت الصحافي الإسرائيلي في جولته، هي أنه لا يوجد نقص في أية سلعة داخل إيران، فالإيرانيون تحايلوا على كل شيء وابتكروا طرقاً عديدة، يمكن من خلالها تهريب السلع وكل مستلزماتهم في محاولة لتفادي الحظر المفروض عليهم، وتجاوزوا كل شيء، حينما قاموا بتهريب السلع المحرّمة، وفقاً لتعاليم الشريعة الإسلامية، مثل الخمور الغربية.
ارتفاع معدل التضخم وانخفاض قيمة العملة
   
وفي حديث مع الصحافي الإسرائيلي، يقول رجل أعمال إيراني: "من الصعب أن تلاحظ وجود أزمة أو ضائقة بسبب الحظر في إيران، لكن لاشك أن معظم السكان يشعرون بالضائقة نتيجة لزيادة معدل التضخم في البلاد، فضلاً عن أن قيمة العملة المحلية في البلاد تنهار رويداً رويداً، كما أن نسبة البطالة ارتفعت بشكل ملحوظ، وفي الجزء الجنوبي من طهران يمكنك ملاحظة فقراء إيران، إذ كانت تلك المنطقة معقلاً لمؤيدي رأس النظام السابق احمدي نجاد، فهم يشعرون حالياً بانعكاسات الحظر أكثر من أية فئة أخرى في إيران، فالناس هناك على استعداد لبيع كل شيء من اجل الحصول على كسرة خبز". وفي وسط طهران لاحظ الصحافي الإسرائيلي تظاهرة نظمها عمّال احد المصانع المحلية، بعد أن توقف أصحاب المصنع عن تسديد رواتبهم منذ فترة ليست بالقصيرة.
رغم تلك الظروف العصيبة، إلا أن "الأمل" باتت الكلمة التي يمكن أن يسمعها أي زائر من الشعب الإيراني، فبعد زوال نظام احمدي نجاد، تتطلع الشباب للنظر إلى الأمام والتحلي بالأمل، وفي سياق للصحافي الإسرائيلي مع طالبات إيرانيات، قلن: "نحن نعيش على أمل الانطلاق لمستقبل أفضل". ورغم روح الحرية التي تخيم على الطالبات، إلا أنهن يتحلين بزي إسلامي، ويغطين رؤوسهن بشكل نسبي، ويظهرن بعض خصلات من شعرهن، فتضفي عليهن جمالاً فارسياً ذا طبيعة خاصة".
 
وخلال زيارته لإيران منذ خمسة أعوام تقريباً، يقول الصحافي الإسرائيلي، إنه شعر خلالها بمخاوف الإيرانيين من احتمالات تعرض بلادهم لضربة عسكرية من إسرائيل، إلا أنه في تلك المرة لم يساوره هذا الإحساس، فالإيرانيون لا يهتمون بهواجس الماضي، كما أنهم لا يكترثون حتى بالمحادثات التي تجريها إيران حول برنامجها النووي، ولا ينشغلون إلا بحياتهم اليومية، ومشاكلهم الاقتصادية، كما أنهم حريصون على الاستمتاع بحياة الحرية، التي اقتنصوها بعد سنوات طويلة من الحرمان.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.