الأقباط متحدون - القمص باسيليوس المقارى وكتاب لاهوتى جديد عن إيماننا المسيحى
أخر تحديث ٢٢:٤٣ | الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٥ | العدد ٣٠١٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

القمص باسيليوس المقارى وكتاب لاهوتى جديد عن "إيماننا المسيحى"

 د.ماجد عزت إسرائيل


 لوادي النطرون دور رئيسي في استمرار الرهبنة الديرية – خلال القرن التاسع عشر- إذ تهرب أباء الوادي من رواد الديرية الانفرادية المسيحية من نعيم الترف إلى الزهـــد والتقشف بحثا عن الخلاص، ورأى عامة المسيحيين في أولئـــك الرهبان شفيعا لهم عند الرب، ولذا اهتموا بالأديـرة اهتماماً بالغاً، وأسبغوا عليها من الهبات ما ساعد على استمرارها، بحيث تحـــولت من مناطق للزهـد والتقشف إلى منارة للتعلم ونسخ المخـــطوطات وكتابة العديد من المـــؤلفات للمحافظة على التـــعاليم الأولى للمسيحية، مما جعلها حصنا للتصدي لمواجهة المشكلات التي كادت تعرقلها.
 
 والرهبنة في المسيحية هي حياة الوحــــدة والزهد والنسك والصلاة والتسبيح بجانب العمل اليدوي، بقصد التبتل مع اختيار الفقر طوعاً،كما أنها فلسفة الديانة المسيحية والجـــامعة التي تخرج منها مئات البطاركة والأساقفة والآباء الذين قادوا الكنيسة بالحكمة فلكي يكون الإنسان راهــبا ينبغي أن تكون له ميول للفلسفة والحكمة، لأن حياته كفاح وحرمان وإنتاج من أجـــل هـــذه الرسالة السامـية التي يدرك خـــلالها أن فضيلته باطلة إن كان ضياؤهـا لا يتعدى جدران النفس البشرية ولا ينعكس على البشرية كلها ليغمرها بمعرفة الله.
 
 والراهب القمص "باسيليوس المقارى" من بين هؤلاء الآباء،الذى قضى ما يقرب من أربعون عاماً راهباً بدير "أنبا مقار"ببرية شيهيت بمنطقة وادى النطرون، ومشهوداً له بعلمه وفلسفته الدينـية، وكان من بين الأباء المقربين للأب القــــمص"متى المسكين"(1919-200م) أب رهــــبان البــــرية، وصاحب أكبر مدرسة لاهـــوتيه معاصرة ينهل منها العالم  فى وقتـــناً الحالى،وعلى فلســـفته وعلمه الآبـــائى نــهل تلاميذه والمقربين منه بفكره،أو إذا جاز لنا التعبير ،كان القمص"باسيليوس المـقارى" ضمن آبــاء المدرسة اللاهوتية بدير أبنا مقار بوادى النطرون. 
 
 والراهب القمص"باسيليوس المقارى" له العديد من المقالات والدراسات الوثائقية التى تسهم فى الحفاظ على تعاليم كنيستناً القبطية نذكر منها على سبيل المثال،مقال شهرى فى مجلة مرقس،والأحد، وهناك دراسات أكاديمية منها دراسات فى آبـاء الكنيسة،التدبير الإلهى فى تأســــيس الكنيسة،والتدبير الإلهى فى بنيان الكنيسة،السلطان الروحى والتقليد القانونى الكنسى فى اختيار وإقامة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،والخلاص الثمين.  
 
 واليوم صدر للقمص "باسيليوس المقارى"دراسة  لاهوتية جديدة وثائقية تحت اسم "إيماننا المسيحى"   وهى كتابين،الكتاب الأول منها يشمل( 8) باب وكل باب يضم الــعديد من الفـــــصول وعلى مدى (390) صفحة، قـدم لنا شرحاً شامــــلاً للعديد من التفاسير اللاهـــوتية لكتابناً المــــقدس ولدراسات الآباء الإولــــين، وفى ذات الكتاب تحدث عن الله الواحد مثلث الأقـــــانيم،والخلقة،وخلقـة الإنســان، والسـقوط، وسر التجسد،وسر الفـداء،ومن تدبير تجــسد الأبن إلى تدبير الروح الـــقدس، والكـنيسة، 
 
 وفى الكتاب الثانى يواصل القمص"باسيليوس المقارى" على مدى  نحو(420) صفحة ،ونحو 4 أبــــواب من (9-12) باب شـــاملة العــــديد من الفـــتصول شرحه اللاهــــوتى عن ، والأســـرار الكنسية،والحياة الباطنية للكنيسة،والنشاط الخارجى للصلاة،أواخر الأيــام وحـياة الدهر الآتى.
 
وقد اعتمدت الدراسة على العديد من المصادر منها الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد،ثم كتابات وتعاليم آبائنا الرسل الأطهار،وأقوال وتعاليم آبا الكنيسة المعتبرين فى الكنائس الأرثوذكــــسية معلمى الكنيسة الجامعة،ثم ما استلمـــــناه من معلمينا وآبائـــــنا المشهود باستــقائهم التعليم الصيح من المصادر الأرثوذكسية النقية،ونخص القمص المتنيح الأب"متى المسكين" بكتاباته وعظاته وأحـاديثه على مدى أكـــــثر من نصف قــــرن،ووكتب الصلوات الطقسية ،وكتب التسابيح،والأعـــــياد الدينية،
والخولاجى،ومجوعة من دراسات آباء الكنيسة أعمدة الإيمان المسيحى،بالإضافة للعديد من المراجـع العربية والمعربة وبعض الدوريات الكنيسة العلمية.
  هذه نظرة سريعة عن دراسة الراهب القمص"باسيليوس المقارى" "إيماننا المسيحى"،الذى أعده ضمن الآباء المشهود لهم بعلاقتهم بالكتاب المقدَّس، قرأوا، تعلَّموا، درسوا،ثمَّ انطلقوا من المحيط الذي يعيشون فيه، فجعلوا كلام الله في متناول شعبهم، ونحن اليوم،نمجِّد الله ونطلب منه نعمة تساعدنا على فهم إيماننا المسيحى،من أجل كنيستنا القبطية و شعبها فى ظل الظروف التاريخية التى تمر بها مصرنا الحبيبة ،دون العودة إلى الوراء تنسينا ما قاله بولس الرسول إلى العبرانيين (الإصحاح الثالث:آية15) قائلاً:" اذ قيل اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم ....". 
 
  وفى النهاية أسجل سعادتى بهذه الدراسة اللاهوتية "إيماننا المسيحى" التى أزفها إلى المكتبة الديرية والكنسية،ومكتبتنا العربية والعالمية للراهب للقمص "باســـــيليوس المقارى" الذى أعتقد أنه سيقدم لنا العديد  من الدراسات المهمة  فى المستقبل القريب.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع