قال أحمد أبو زيد، القيادي بحزب المصريين الأحرار والباحث في الشأن الإسلامي، إن تنظيم الإخوان قائم على فكر التكفير، مضيفًا: "لعلنا نتذكر الكيفية التي تعامل بها الإخوان مع الشيخ الغزالي وكيف رموه بالكفر والفسوق هو والشيخ سيد سابق لمجرد أن انشقوا عن الجماعة فكانوا يقولون إن الغزالي لم يعد أخًا لنا لا هو لا إخوته المفصولين".

وأضاف أبو زيد، لـ"الوطن"، أن المجتمع من وجهة نظر سيد قطب "الأب الروحي لهم" هو مجتمع جاهلي كافر ويجب أن يستأصلوا شأفة هذا المجتمع لكي يعيدوا بناءه بطريقة صحيحة لا كفر فيها ولا فسوق باعتبارهم أصحاب الحق وغيرهم على الباطل وهذه الثقافة التي تتعامل بها الإخوان مع من يخرج عن طاعتهم وكأنه خرج عن الدين وخلع عباءة الإسلام، فحزب النور كان من القوى الكبرى الداعمة للإخوان ولم يسلم من تكفيرهم.

وتابع: "عادة ما ينتشر التكفير أثناء وبعد الصراعات السياسية، وقد ظهر لأول مرة أثناء الصراع السياسي بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ولم يتحرجوا من تكفير الصحابة مثل علي ومعاوية وعمرو بن العاص وأبي موسى والزبير وطلحة وبعضهم مبشر بالجنة بحجة أنهم لم يحكموا شرع الله"، فتمكنوا من قتل علي لدرجة أن قاتل الإمام علي، وهو عبدالرحمن بن ملجم، كان يقول قتلت عليًا دفاعًا عن شريعة الله، وأزمة الفكر التكفيري أنه يحول أي خلاف إلى كفر وإيمان وحق وباطل، في حين أن الصحابة والتابعين والسلف كان الخلاف بينهم يتراوح بين الراجح والمرجوح والصواب والخطأ، كما كان يقول الشافعي "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، ولذلك تعددت أقوال الفقهاء والأئمة حتى أننا قد نجد في المسألة الواحدة قرابة عشرة أقوال دون أن يكفر أو يفسق أو يبدع بعضهم بعضًا