الأقباط متحدون - بشاير دستور سلفي الهوا
أخر تحديث ١٩:٣٧ | الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٣ | العدد ٣٣٠٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

بشاير دستور سلفي الهوا

صوره تعبيريه
صوره تعبيريه

 عبد صموئيل فارس 

معضلة كتابة دستور مصر مشابهه تماما لحالة الفوضي التي ترك فيها مبارك البلاد فلو هناك انجاز حقيقي للرجل فهي تلك الحاله الفوضويه التي ترك فيها مصر وهي ليست حاله جاءت نتيجة التغيرات السياسيه التي حدثت بعد خلعه من الحكم لكنها فوضي مرتبه بحنكه نتيجة تخريب الوجدان والفقر والجوع المتعمد من نظام استخدم سياسة التجويع لأركاع الشعب وإزلاله 

فترة حكم الاخوان هي جزء من تلك الفوضي المرتبه والمنظمه والتي كان مقصود بها ان يظهر المخلوع بصورة ليس في الامكان افضل مما كان فجاء الارهاب الي الحكم بصوره رسميه في شخص الرئيس المعزول وجماعته الفاشيه الارهابيه وبرعاية دولة مبارك ليتم اعادة وصياغة المنظومه بشكل مودرن وقام الشعب وعزل الاخوان وواجه ارهابهم 

لتدخل المؤسسه العسكريه علي الخط وتأتي خارطة الطريق واول بنودها تعطيل العمل بدستور الاخوان ليتم اختيار لجنه لا لصياغة دستور جديد ولكن لتعديل دستور مشوه لايمثل المصريين جاء الينا دسيسه في منتصف الليل وحتي يعلم الجميع حقيقة ما نحاول ان نؤجله او نخفيه عن اعيننا بحجة المرحله الحاليه والحرب علي الارهاب ان اخر شئ كانت المؤسسه العسكريه يمكن ان تفعله هو ان تنقلب علي مرسي وجماعته 

بنود دستور 2012 وامتيازات الجيش داخله امر كان ثقيلا وقيوده كانت عثره علي اعضاء المجلس العسكري الحالي في ان ينقلبوا علي الجماعه وينحازوا للشعب ولكن هناك سلطة الامر الواقع التي فرضت نفسها نتيجة شعور قيادات الجيش بالخطر الشخصي اولا علي انفسهم وثانيا علي مكاسبهم الاقتصاديه تهديدات الجماعه للجميع لم يكن لها خطوط حمراء 

لذلك وضع الشعب الجميع امام الامر الواقع ووثق في المؤسسه العسكريه وسلمها مقاليد رسم خارطة الطريق ومن الطبيعي ان تعمل لاجل الحفاظ علي مكتسباتها فلهذا جاءت خارطة الطريق ببند تعديل الدستور حتي يتم الحفاظ علي الامتيازات الي جانب امر هام لابد ان يوضع في الاعتبار لااحد يستبعد ان يكون من هم داخل القيادات الحاليه وهو الواضح متبني للافكار الرجعيه فهناك ثلاث قوي تسيطر علي اللجنه الحاليه 

اولا المؤسسه العسكريه بشرعيتها الشعبيه بعد انحيازها للشعب في 30 يونيو 

ثانيا المؤسسات الدينيه متمثله في الازهر والكنيسه 

ثالثا السلفيين وبعض من القوي الانتهازيه 

والسؤال هنا هل هؤلاء يرفضون فكرة الدوله الدينيه التي تنادي بها جماعة الاخوان واعوانها ؟

في مصر كل حاكم منذ قيام حكم الفراعنه والاسرات الحاكمه حتي حكم الاخوان جاء ليلعب علي التركيبه النفسيه للمصريين وهي الفطره المتدينه بطبعها فهي مدخل كل نظام وكل حاكم جلس او يرغب في الجلوس علي كرسي الحكم هذا ما يحاول النظام القادم الذي يتهئ لحكم مصر الان ان يلعب به 

لذلك جاء الجيش بالسلفيين الي ارض الملعب وهو كان يعلم جيدا ان كل اعضاءهم يتحركون في الشارع لمناصرة الاخوان بدافع ديني واغلب الحشود الاخوانيه في النهضه ورابعه كانت من التيار السلفي ولكنهم جاءوا بهم كشريك في الفتره المقبله مع تفاهمات تمت بتوجيه من المؤسسه العسكريه بين الازهر والتيار السلفي وانضمت الكنيسه الي التفاهمات عبر ممثلها 

الذي يجلس يتفاوض من خلف الستار ويخرج يغسل يديه امام الاعلام ويقول حتي لايغضب شعبي ويقصد بهم الاقباط !!! 

إذن الشركاء الثلاثه متفقين علي دوله دينيه ولا غضاضه في ذلك فمثلا 

المؤسسه العسكريه المتئهبه لحكم البلاد من اجل السيطره علي الاوضاع اقرب الطرق بالنسبه لها هو الدوله الدينيه للسيطره علي الشارع 

الازهر يريد اعادة هيبته وسطوته التي فقدها لسنوات نتيجة الحروب التي كانت تشن عليه من المتأسلمين وخاصة جماعة الاخوان 

بعض رجال الكنيسه الذين ايضا لايريدون يفقدون سيطرتهم ووجودهم في المشهد وفيادتهم كجزء من السلطه اذن الرغبات موحده والهدف واحد 

السلفيين هم البعبع الجديد فعندما تحدث احد اعضاء لجنة الخمسين لاحد قيادات الجيش حول تمسكهم وانصياعهم لحزب النور اجابه ان هؤلاء يسيطرون علي الشارع ولهم ملايين من مناصريهم في كل مكان وهذا بالطبع كلام مخادع ومنافي للحقيقه تماما لكن لاجل الاسباب السابقه يتم استخدام السلفيين والسبب الاخر ان هناك من هم داخل القيادات مصابون بداء الرجعيه وهو ما سيظهر في المستقبل القريب ومع مرور الايام 

فلو ان السلفيين بهذا الحجم وبهذه القوه ما كان سفط مرسي ولا جماعته ولم يكن الشاطر تخلي عنهم لحظه واحده لكنهم يعلمون جيدا حجمهم وقيمتهم ولمن يكون ولائهم فهم الان من يقومون بالمعركه نيابة عن الجيش والازهر والكنيسه في مواجهة القوي المدنيه واليساريه والليبراليه 

بكل اسف نفس طريقة تفكير جماجم الاخوان الغبيه من يدير اللعبه الان يسير بنفس الجمجمه الغبيه لايعلم حجم المتغيرات علي الارض ولايعلم ان الجيل الجديد من الشباب لم تعد طريقة تفكيره ونفسيته بنفس الطرق القديمه هم الان يحاولون احياء فرص الاخوان في التواجد لان الدستور لو خرج بهذه الطريقه للشارع سينقسم المجتمع وكثيرون سيقولون لا للدستور وفي كل الاحوال الاخوان سيدلون بلا في التصويت لانهم يهدفون الي عرقلة وتخريب خارطة الطريق 

اذا كانت السلطه المتهيئه لحكم البلاد تظن ان بخروج الدستور سلفي الهوا سيكون هناك استقرار فلا يستحقوا ولن يتمكنوا من الاستمرار طويلا في حكم البلاد الي هذه اللحظه الثوره مستمره 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter