الأقباط متحدون - لا يوجد قبطي ومسلم ... لماذا؟
أخر تحديث ١١:٠٣ | الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٣ | العدد ٣٣٠٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

لا يوجد قبطي ومسلم ... لماذا؟

لطيف شاكر 
مع احترامى لكل قبطى على الكره الارضيه فإنى لا أنفى أنهم على جانب كبير من الطيبه التى تصل إلى حد السذاجه.
 
من مظاهر هذه السذاجه القصه اللطيفه الخاصه بأنه فى مصر لا يوجد قبطى أو مسلم.  ذلك أننا جميعا مصريون.  وفى ظل هذا المبدأ البراق فى ظاهره والمملوء سما فى باطنه يتم تهميش الاقباط وإلغاء هويتهم المصريه وتفصيلهم فى رداء الذميه ولا يمكنهم أن يتكلموا أو يتظلموا لان أى كلام فى هذا الامر سوف يتضمن أو يفسر على أنه الحث على الفرقه والتفرقه والخيانه والعماله ... إلى آخر هذه النغمه التى أصبحت تصيب صداعا فى الرأس وصمما فى الاذن.
 
إن هذا المبدأ الذى يبدو فى ظاهره وطنيه لايهدف إلا إلى تدشين عملية التهميش بل والالغاء.  فإذا حاول أى قبطى أن يتكلم أو يعترض أو يتظلم بسبب غبن أو ظلم وقع عليه أو على ذويه أو على صديق أو على أى شخص بسبب هويته الدينيه المسيحيه صاحت فى وجهه الاصوات والانذارات والاتهامات لأن حق الشكوى مباح إلا بسبب الدين.  وبذلك أصبح موضوع الدين سيفا مسلطا على رقبة كل مسيحى مظلوم أو شاكى أو معتدى عليه وعلى حقوقه.  فإذا جأر بالشكوى أصبح يعمل على إثارة الفتن والقلاقل.
 
فتكون النتيجه أى يجتر الاقباط آلامهم ويقبلوا الظلم الواقع عليهم دون أن ينبسوا ببنت شفه وإلا اتهم بالمخيانه والعماله وباقى النغمه المعروفه.
 
لذلك يتعين على كل مصرى من الآن فصاعد أن يدرك حقيقه واقعه وهى أن فى مصر أقباط وهؤلاء الاقباط شركاء فى الوطن لهم حقوق كما أن عليهم واجبات.  إننا نعرف أن الاقباط هم أصل مصر ولا يجوز أن نلجأ إلى الدين كوسيله لتهميشهم.  كما أنه لا يجوز للاقباط أن يكونوا بهذا القدر من السذاحه والطيبه والبساطه حتى يستكينون لوسيلة الابتزاز التى أكل عليها الدهر وتقيأ
 
يا حضرات الساده ... يا كل مصرى .. يا كل إنسان على وجه البسيطه, إن مصر وشعب مصر يتكونوا من عنصرين أساسين وهم مسلمين ومسيحيين.  ومن المعروف أن المسيحيين هم أصل سكان مصر وأن بعضهم أجبر على اعتناق الاسلام حتى لا يدفع الجزيه أيام عمرو بن العاص أو اعتنق الاسلام بسبب ميل عاطفى انتهى بالزواج.  وفيما عدا ذلك فهم نازحون مثلهم مثل الاجانب الذين طردهم عبد الناصر من مصر.  وهؤلاء النازحون ممن اعتنق الاسلام كونوا أغلبيه عدديه.  ولما كان هؤلاء القوم يتخذون من الدين ذريعه للسيطره على مقدرات البلاد والعباد فقد استغلوا موضوع تلك الاغلبيه حتى ينفردوا بمقدرات البلاد وينفردوا بالمراكز القياديه والعمل على تهميش المسيحيين.  وإذا نطق أى مسيحى بكلمة تظلم أو شكوى أو أنين يشرع فى وجهه التهديد والوعيد لأن من يتظلم يفرق بين المسلمين والمسيحيين بينما كلنا مصريون.  وبذلك يتحقق الهدف غير المشروع فى يسر وسهوله تحت ستار "مفيش مسيحى ومسلم".
 
لذلك فإن على كل مسيحى أن يعرف تمام المعرفه أن بمصر مسيحيين كما أن بمصر مسلمين.  وعليه لا يجوز بحال من الاحوال تهميش الاقباط ذلك أن المسيحيين لهم حقوق مماثله تماما للمسلمين.  والاغلبيه العدديه لا تحرم المسيحيين من أى حق من الحقوق.  غايه ما فى الامر أنه فى التمثيل الجماعى يكونوا أى المسيحيون بنسبة لا تقل عن تعدادهم الحقيقى.
 
وكذلك الامر فى الوزارات أو المراكز القياديه أو التمثيل فى الهيئات والادارات كافه.
 
بناء عليه على كل مصرى أن يعرف أن موضوع قبطى ومسلم موضوع قائم ويمثل الواقع.  وأن تقليل تعداد المسيحيين والذى يمثل تزويرا لا أخلاقى من كل الحكومات السالفه آن له أن ينتهى فهو عمل غير أخلاقى وغير وطنى بل وغير شريف وليس أقل مما لمسناه فى عهد مبارك ونتيجة تلك الاعمال اللاأخلاقيه التى ارتكبها هو ووزير داخليتة المسمى العادلى (الذى ليس له أى صله بأى عدل أو عداله) وأثرها على مصر واقتصاد مصر وازدهار مصر.
هذا من الناحيه الوطنيه والاخلاقيه والسلوكيه أى سلوك الحاكم وسلوك الاغلبيه وسلوك الحكومات.
 
أما من ناحية تأثير ذلك على الوطن والمواطن فهو تأثير قوى جدا جدا.  إن النكبات التى تعرضت لها مصر فى النصف قرن الماضى سببها التفرقه العنصريه أو الدينيه أى "التعصب".  ولنلمس أمريكا أو أوروبا أو استراليا.  ما سبب ازدهار هذه الدول؟
 
من المعروف أن هذه الدول تتقبل مهاجرين من كل بلاد العالم.  ولكل مهادجر أن يعتنق ما يشاء من الاديان بحرية تامه بل إن قيد الحريه الدينيه يشكل جريمه يعاقب عليها القانون.  فكانت النتيجه أن الحساسيات الدينيه ليس لها دخل فى موضوع العمل والانتاج أو السياسه الداخليه فإننا نعلم أن فى دول كثيره مثل السويد بها أعضاء فى البرلمان مسلمين ومهاجرين فى الاصل.  فكانت النتيجه أن الدوله تتفرغ للعمل والانتاج بل إن منظومة الانتاج تسير دون عراقيل فى تقدم وازدهار.  والمعيار هو معيار الانتاج والعمل والابداع ليس إلا.  لذلك تتفرغ تلك الدول للعمل على التقدم والانتاج ذلك أن القلاقل تستنفذ طاقة الافراد كما تستنفذ طاقة الدوله.
 
حين كنت فى كلية الحقوق سألنى الاستاذ الزائر من كلية التجاره سؤالا فى الاقتصاد وكان السؤال "هل اللص منتج؟"  وهذا السؤال خاص بعناصر وعوامل الانتاج.  فأجبته بأن اللص يسرق إنتاج غيره بينما الانتاج هو العمل على إنتاج سلعه غير موجوده أو تطوير هذه السلعه أو تبادلها.  من هذه الاجابه البسيطه أدرك استاذ الاقتصاد أنى أفهم الاقتصاد جيدا فلم يكن بحاجه إلى سؤالى مرة أخرى وحصلت على "إمتياز"
 
ولكن ما نشاهده الآن هو إهدار لكل القواعد الاقتصاديه والقانونيه والعرفيه بل والاخلاقيه وفى ظل تلك الحقائق المؤلمه والمؤسفه فإنى أرجو أن أبشر أن مصر لن تتقدم خطوه.  ولكن يتعين أن نعترف بأن هناك أقباط وألا نفرق بين القبطى والمسلم لان الاخير صاحب أعلبيه بل ويلجأ إلى بعض أحاديث عتيقه يبنى عليها هدم مصر وتقويض كل عناصرها.
 
والآن هل لنا أن نتعظ ونعمل على ازدهار مصر وأن نعترف بوجودأقباط ومسلمين وألا نفرق بينهم؟
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter