الأقباط متحدون - بأمر.. وأمر..
أخر تحديث ١٠:٠٤ | الاثنين ١١ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢ | العدد ٣٣٠٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

بأمر.. وأمر..


بقلم: عـادل عطيـة

ذات مساء من ليالي الحاكمية العربية، رأى أحدهم: أن الرتب والنياشين العسكرية لا تحمي حامليها في كثير من الاحيان من النقد، والثورة.. حتى ولو كانت تكشر عن سلطتها بمئة نسر ودبور!

فكر نيابة عن الذين ينقضّون على السلطة كالطيور الجارحة ، ويقتنصوا من خلالها: الحريّة، والكرامة، والعدالة من حياة مواطنيهم.. فكر في أن يمنحهم رتبة الأنبياء، والرسل، والمبعوثين من السماء؛ ليمارسوا شريعة الغاب بما لا يخالف شرع الله!

فكان الحاكم بأمر الله الفاطمي، الذي أدعى الألوهية، وأمر الناس إذا ذكر الخطيب على المنبر اسمه، أن يقوموا على أقدامهم صفوفاً، وقيل أيضاً أن يسجدوا إعظاماً لذكره واحتراماً لاسمه!

واخترع الأحكام وحمل الناس عليها، ثم أمر بنقضها!
وتصرفات أخرى لا يفعلها سوى المجنون بالعاقل!
حتى عاش الناس في ليالٍ متعاقبة من صنعه، ولم يحاول يوماً أن يضيء لهم ولو حتى بحماره المدعو: "قمر"!
ومع أن الرعيّة، اكتشفت أنه كان يحكم بأمر الله أكبر الوثني، وبلغتنا المعاصرة: الله أكبر ولايتي!
وأن مذاق ثمرة فاكهة: "بأمر الله"، جعلها الحاكم مرّة كالحنظل!
إلا أن جرأة الحاكم الذي جاء من بعده..
وميراث الخوف من الحاكم الذي كان قبله..
أعادا للتاريخ هذا اللقب:

فجاء الحاكم بأمر الله الأول!
وجاء الحاكم بأمر الله الثاني!
لا أحد يريد أن يتعلم من التاريخ، سواء كان أبيضاً، أو أسوداً!
لا أحد يريد أن يكف عن تناول ثمرة: "بأمر الله" سواء كانت فاطمية، أو عباسية، أو معاصرة!
لا أحد يريد أن يسأل نفسه: ان كان الانجاز الوحيد للحاكم بأمر الله، أنه أعطى الثمرة التي لم يكن لها اسماً ( التي نعرفها الآن باسم ملوخية)، اسم : ملوكية!.. فكم يكون انجاز من يحكم بغير أمر الله؟!..
الاجابة التي عشناها مع الذي حكم بأمر المرشد، حتى وان لم يقرّ بها اتباعه، تدعونا بأن نحلم بأن يحكمنا حاكم بأمر الحب؛ ذلك لأن الله الحقيقي كلي المحبة، وألا تظل هذه الكلمة جزء من كلمات في أغنية لمطرب راحل!...


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع