ازدهرت تجارة الهوى في إسرائيل، وعجزت الشرطة أمامها عن التعاطي مع قضية تجارة النساء، وتشير معطيات إلى وجود ما يربو على 10 آلاف داعرة في إسرائيل، وأن أسعارهن تقفز من مائة إلى 1500 شيكل، وأن القائمين على المهنة يتوخون الحيطة لتفادي أي صدام مع الأجهزة المعنية.
القاهرة: تزامناً مع اعتزام الكنيست مناقشة قضية تجارة النساء وتجارة البغاء في إسرائيل، نشرت صحيفة ماكوريشون المحسوبة على التيار اليميني في الدولة العبرية تقريراً مطولاً، ناقشت فيه الحالة التي باتت عليها تلك التجارة، مشيرة إلى ضرورة تكثيف دوريات الشرطة لحماية بائعات الهوى من مضايقات وربما اعتداءات العملاء.
نشاط لمدة أربع وعشرين ساعة
وفي وصف تفصيلي لأحد النوادي الليلية في مدينة ايلات، استهلت المعطيات العبرية سرد الظاهرة، مؤكدة أن المركز الذي يدور الحديث عنه، لا يختلف من الخارج عن أي مركز أكاديمي عريق، لكنه يشرف على ساحل المدينة. وتعلم كوادر الشرطة في ايلات ما يجري داخل المركز، لا سيما أنه يمارس نشاطه أربع وعشرين ساعة من دون توقف، ويتردد عليه عدد كبير من السائحين ورجال الأعمال الإسرائيليين وغيرهم.
ويروي احد كبار رجال الشرطة في المدينة عن علاقة الجهاز بالمركز الذي يدور الحديث عنه، فيقول: "علاقتنا بالمركز تقتصر على وجود مشاكل به، فإذا انعدمت المشاكل ولم نتلقَ شكوى من أي شخص بالمركز، فليست لنا علاقة بما يجري بداخله، فلدينا ما يكفي من التداعيات الأمنية ما يسترعي جل انتباهنا، أكثر من ملهى ليلي، وإن كنا نعلم أنه يمارس نشاط تجارة الهوى في الخفاء، ويقدم خدمات جنسية لرواده".
ويضيف المسؤول الشرطي: "في الماضي داهمنا العديد من مراكز ممارسة الهوى، وأوقفنا القائمين عليها، إلا أن دور القضاء في إسرائيل دائمًا ما يقضي بعقوبات طفيفة، ما يشجع هؤلاء على العودة لممارسة النشاط خلال وقت وجيز، وهو ما يجعلني أجزم بأن تجارة الهوى في إسرائيل تتطور بشكل سريع من دون أية عراقيل".
وتشير المعطيات إلى انه تم اغلاق مركز تجارة الهوى في ايلات قبل ثلاثة أسابيع تقريباً، بعد أن تقدمت إحدى المستخدمات فيه بشكوى للشرطة، أكدت أنها تعرضت للاعتداء من عميلين، مارسا معها الجنس، لكنهما لم يستحسنا أداءَها في الفراش، فاعتديا عليها بالضرب، وطالبا باسترداد الأموال التي دفعاها مقدماً نظير الخدمات الجنسية، فتم إلقاء القبض على حارس المركز وصاحبه بتهمة إدارة مركز للدعارة، كما تم العثور على آلاف الشواكل في منزل الأخير، وتبين أنه يدر أرباحاً يومية عالية من المركز نظير تقديمه خدمات من هذا النوع، فتم نقل القضية برمتها إلى هيئة الضرائب، للوقوف على المستحقات التي ينبغي على صاحب المركز تسديدها.
ازدهار تجارة الدعارة في إسرائيل
وقبل ما يقرب من 15 عاماً، وفي وقت ازدهرت تجارة الدعارة في الدولة العبرية، إذ بلغ عدد مراكزها حينئذ 1000 مركز، تم تهريب آلاف الساقطات من دول شرق أوروبا وروسيا لمصر. ومن سيناء وعبر مجموعات بدوية، بحسب صحيفة ماكوريشون، اشترى عملاء إسرائيليون هؤلاء الساقطات، لكنهم عاشوا في إسرائيل ظروفاً إنسانية عصيبة، سواء من ناحية عملهن أو رواتبهن، نتيجة لذلك دخلت إسرائيل ضمن قائمة البلاد، التي تشجع تجارة النساء، ولم تستفق شرطة إسرائيل للتعاطي مع الأزمة إلا بعد فوات الأوان.
ووفقاً لمعلومات الصحيفة العبرية، تعد مدينة ايلات من أكثر الأماكن في إسرائيل، التي تزدهر فيها تجارة الهوى، تليها في الترتيب مدن تل أبيب، رامت غان، بئر السبع، القدس، حيفا، وبات يام. وتعد منطقتا عفولا وأبراج عيمق من أفضل الأماكن التي تقدم خدمات جنسية عالية المستوى للعملاء، وبلغت نسبة الأرباح السنوية منهما فقط 1.5 مليار شيكل.
بينما تفيد بيانات غير رسمية إلى أن عدد بائعات الهوى في إسرائيل تخطى نهاية عام 2012 حاجز الـ 10.000 عاهرة، ومن بين هؤلاء من الممكن العثور على مجندات تم تسريحهن من الجيش الإسرائيلي، وأخريات ما زلن في الخدمة الإلزامية، فضلاً عن طالبات، وأمهات اضطررن للعمل بهذه المهنة، تخلصاً من ظروفهن الاقتصادية العصيبة. أما قائمة العملاء أو الزبائن فتتسع، لتشمل أكاديميين وأطباء وكوادر عسكرية، ورجال أعمال، وسيّاحاً، وشباباً من مختلف الأعمار، ويهوداً متشددين دينياً، بالإضافة إلى سياح زائرين وضيوف على إسرائيل، مثل بحارة من الأسطول السادس الأميركي، الذين يفدون بسفنهم على ميناء ايلات بين الفينة الأخرى، نظراً لطبيعة مهامهم.
آلاف من العملاء في الشهر الواحد
وتدار تجارة الهوى في إسرائيل عبر صور مختلفة، ومنها استئجار وحدة سكنية في أحد العقارات، لتمنح خدمة المتعة الجنسية لآلاف العملاء في الشهر الواحد، ويزيد عدد هذه الوحدات في إسرائيل عن ألف وحدة، يحرص القائمون عليها على وضع أبواب فولاذية بمداخلها، للحيلولة دون اقتحامها، كما تزود المداخل بكاميرات لمراقبة مرتادي المكان، والوقوف على هويتهم، تفادياً لدخول عملاء تابعين للشرطة، إذ يتنكرون في شخصيات زبائن لمداهمة بيت الدعارة، فعند الاشتباه تصل الإشارة إلى الداخل فوراً، ويتم إغلاق المكان بمنتهى السرعة، بعد تهريب بائعات الهوى من الوحدة السكنية عبر مخرج بعيد عن مدخل المقر.
بينما تمارس ساقطات أخريات نشاطهن في الفنادق، وعادة ما ترتاد هؤلاء الفنادق المتواضعة المستوى "نجمتين"، ومن الساقطات من ترتاد المقاهي والملاهي الليلية لاصطياد زبائنها، فيما تحترف ما يقرب من 1000 بائعة هوى في إسرائيل التقاط راغبي المتعة من الشوارع، وممارسة الهوى مع العملاء في أماكن تجمع السيارات، وأفنية المدارس، وربما في الأزقة المظلمة، وينحدر معظم هؤلاء من أصول أفريقية، ويقوم على حراسة الساقطات من هذا النوع شباب من أصول أفريقية أيضاً معظمهم من اريتريا، تفادياً لتعرض بائعات الهوى لهجوم من قبل احد المارة أو سرقة ما جمعنه من أموال، كما يستأجر اليهود الناجون من المحرقة النازية حجرات منازلهم لراغبي المتعة مقابل 50 شيكلاً في الليلة، بحسب صحيفة ماكوريشون العبرية.
قائمة مفصلة بالأسعار مختلفة المستوى
أما عن أسعار بائعات الهوى في إسرائيل، فيتراوح متوسطها ما بين 100 إلى ألف شيكل في الليلة الواحدة، ويختلف ذلك وفقاً للمكان الذي يرتاده العميل، فالوحدات السكنية المخصصة لذلك، يبلغ سعر الداعرة فيها لمدة 45 دقيقة 250 شيكلاً، أما إذا طلب العميل أربع عاهرات فيتراوح سعرهن الإجمالي ما بين 500 إلى 750 شيكلاً، وذلك لمدة ساعة ونصف.
وفي ما يتعلق بأسعار بائعات الهوى في المقاهي والملاهي الليلية فيتراوح ما بين 500 إلى 1000 شيكل، وفي أحيان أخرى يصل إلى 1500 شيكل، ويرتبط ذلك بالفترة التي يطلبها راغب المتعة. وفي الفنادق تتراوح الأسعار بين 300 إلى 700 شيكل، ويتوقف ذلك على ما إذا كانت الساقطة ستستضيف العميل في غرفتها الخاصة، أو يصطحبها هو إلى غرفة يستأجرها. أما الداعرات في الشوارع فلا تزيد أسعارهن عن ما بين 100 الى 200 شيكل فقط.