مع تأكيدات توقيع مصر لصفقة تسليح ضخمة مع روسيا، قالت مصادر دبلوماسية باحتمال تمويل المملكة العربية السعودية هذه الصفقة البالغة 4 مليارات دولار.
ويأتي كلام المصادر الدبلوماسية أمام (إيلاف) غداة المحادثة الهاتفية التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم الأحد.
ولم تستبعد المصادر الدبلوماسية أن صفقة التسليح الروسية لمصر وأخرى مماثلة يجري التجهيز لها مع المملكة العربية السعودية، كانت على أجندة محادثات الزعيمين السعودي والروسي.
وكانت صحيفة (كوميرسانت) القريبة من مصادر القرار في الكرملين أشارت في تقرير لها الأسبوع الماضي إلى أن القاهرة تأمل في أن توفر المملكة العربية السعودية دعماً مالياً يمكِّن مصر من شراء السلاح الروسي
ويبدأ وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان سيرغي لافروف وسيرغي تشويغو، زيارة إلى القاهرة الثلاثاء، وهي قد تمهد لزيارة محتملة للرئيس الروسي، كما أن توريد السلاح الروسي لمصر قد يكون الموضوع الرئيسي المدرج على جدول المباحثات الروسية المصرية المرتقبة.
ابعاد مصر عن واشنطن
وكانت مصادر دبلوماسية غربية لمحت حسب ما ذكر موقع (ديبكا) الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية إلى أنه في الوقت الذي تتناقش فيه الولايات المتحدة والغرب على الخطوات التي تتخذها السعودية لتبتعد عن الولايات المتحدة، تعمل السعودية أيضًا على إبعاد مصر عن واشنطن.
وحسب مصادر دبلوماسية خبيرة بشؤون الشرق الأوسط، فإن الاتصالات الروسية - السعودية - المصرية الحالية تهدف الى عقد صفقة أسلحة كبيرة لمصر بتمويل سعودي.
وتعتبر مثل هذه الصفقة، وهي الأولى من نوعها للجيش المصري منذ 41 عامًا، عندما أمر الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطرد الخبراء الروس من مصر عام 1972، علامة تحوّل كبير في العلاقات الاستراتيجية في اقليم الشرق الأوسط.
وكانت المملكة العربية السعودية بادرت لتأييد التحولات المصرية التي أطاحت بحكم الإخوان المسلمين المدعوم من الولايات المتحدة في مطلع تموز (يوليو) الماضي.
وإلى ذلك، فإن معلومات تواترت خلال زيارة كان قام بها رئيس مجلس الامن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان الى موسكو في 16 حزيران (يونيو) الماضي، عن نية البلدين توقيع صفقة تسليحية ضخمة، وأن مثل هذه الصفقة تختص بتسليح الجيش المصري، تزامنًا مع اعادة المحادثات حول صفقة تسليح للجيش السعودي كانت بدأت في العامين 2007 و2008 في عهد ولي العهد السعودي الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي كان زار موسكو العام 2007.
وصفقة روسية - سعودية
ويشار هنا، إلى أن مدير المهام الخاصة في شركة "روس ابورون اكسبورت" نيكولاي ديميديوك الذي كان تواجد في معرض الأسلحة "آيدكس 2013" الدولي في أبو ظبي يوم 18 شباط (فبراير) الماضي، قال إن المملكة العربية السعودية على الأرجح اتخذت مهلة من المفاوضات مع روسيا حول شراء الأسلحة والمعدات العسكرية.
وتتضمن الامدادات الروسية مراكب المشاة القتالية "BMP-3" ودبابات "T-90s" وأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات "باتسير- س 1" ومروحيات من طراز "Mi-17" و"Mi-35" و"Mi-26".
ووفقاً لوسائل إعلام روسية، فإن المحادثات تجري بين روسيا والمملكة العربية السعودية بشأن الحزمة الأكبر من العقود العسكرية منذ عام 2007 في مجالات الطائرات والمروحيات والمدرعات ومنظومات الدفاع الجوي.
وكان ولي عهد السعودية وزير الدفاع الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز زار موسكو في خطوة قاربت بين البلدين بعد قطيعة دامت لسنوات، ووقتها أكد الأمير الراحل على رغبة بلاده في تزويد القوات المسلحة السعودية واسلحة الطيران والدفاع الجوي بأسلحة روسية متطورة.
وحينها، ذكرت صحيفة (فريميا نوفوستيه) أن الصفقة تضمنت، منظومات صاروخية للدفاع الجوي (س-400) و(بانتسير-1س) ومدرعات (ب إم ب-3) ودبابات (ت-90س) وطائرات (مي-17) و(مي-35) و(مي-26) المروحية.