الأقباط متحدون - البابا تواضروس الثاني.. عام على الكرسي المرقسي
أخر تحديث ٠٣:٢٠ | السبت ٩ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣٣٠٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

البابا تواضروس الثاني.. عام على الكرسي المرقسي

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

  4 نوفمبر تاريخ فارق في عمر الصيدلي وجيه صبحي ابن مدينة المنصورة ففيه ولد عام 1952 وفيه تقلد مثالية الأمور في أقدم كناء العالم عام 2012 حيث تم تجليسه على الكرسي المرقسي باسم البابا تواضروس الثاني.. البابا 118.. حياة كهفوتية هادئة بدأت عام 1986 راهبًا بدير الأنبا بشوي باسم الراهب ثيوؤدور ثم كاهنًا بمطرانية البحيرة وأستاذًا مساعدًا عام 1997.

ولد في عام ثورة 1952 المجيدة وتقلد البابوية بين ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013.
وأكسب تجليسه صعود نجم الإخوان ووصلهم لحكم مصر.. واتسمت العلاقة في هذه الفترة بالفتور بين الدولة والكنيسة وتأزمت عقب أحداث الخصوص والتي راح ضحيتها عدد من الأقباط وبلغت ذروتها بالاعتداء الذي حدث على الكاتدرائية أثناء تشييع جثامين الضحايا، ما دفع البابا إلى التصريح في 16 يونيو 2013 أن السنة الأولى لحكم مرسي محبطة من زاوية الاعتداء على الكنائس والكاتدرائية وارتفعت شعبية البابا تواضروس إلى أوجها بين أبناء الوطن عقب ظهوره وشيخ الأزهر في مشهد عزل الرئيس محمد مرسي ودفع أبناء مصر من الأقباط ثمنًا باهظًا من أرواحهم وكنائسهم وصب عليهم الإخوان وحلفاؤهم نيران غضب عزل مرسي حيث نال الأقباط من الاعتداء على كنائسهم ومحالهم ومنازلهم ما نالهم بشكل غير مسبوق حتى بلغت جملة حالات التعدي ستين حالة.
ورغم ذلك ظلت الكنيسة ممثلة في البابا هادئة في تصريحاتها وردود أفعالها متفهمة للظرف التاريخي الذي تمر به مصر ودقة المرحلة الانتقالية واستحقاقاتها في ظل خارطة الطريق.. رافضة أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي من نافذة الأقباط بل إنها حثت أبناءها في العالم خاصة في أمريكا بنفي شبهة الانقلاب عن ثورة 30 يونيو والتأكيد أنه حراك شعبي أطاح بحكم رئيس فاشل أضجر السوء لهذا الوطن وأبنائه.
ومع ذلك وفي إطار تقييم البابا عقب مرور عام على توليه الكرسي المرقسي فإن بعض الأصوات من الأقباط تنظر له نظرة أخرى فيها شيء من الانتقاد له ويأخذون عليه ما يلي:
عدم اتخاذه مواقف حادة ضد حكم الإخوان المسلمين مستغلاً الثقل العددي للأقباط وتأثيرهم الخارجي حيث يرون أن موقف شيخ الأزهر كان أكثر وضوحًا من الكنيسة.
عدم تفاعله مع الدولة خاصة في ملف سد النهضة الإثيوبي واستغلال تبعية الكنيسة الإثيوبية له في دعم موقف الدولة بل إنه نقل الملف الكنسي الإثيوبي من يد الأنبا بوشى (المحنك) إلى يد أسقف نقادة الأنبا بيمن.
عدم استجابته للنصائح التي تحثه على التقارب مع الكنيسة الروسية لدعم الموقف السياسي للدولة ولزيادة تأثر الكنيسة خاصة أن الكنيسة المصرية والروسية من ذات العائلة الأرثوذكسية.
عدم مشاركة الأقباط لأحزانهم خاصة عقب أحداث الوراق ورفضه لإقامة الجنازة بالكاتدرائية وتكليفه للأنبا رفائيل الأسقف العام وسكرتير المجمع المقدس رئاسة القداس بكنيسة الوراق مع التنبيه عليه بعدم التحدث والاكتفاء بكلمة الأنبا بؤانس وأسقف شمال الأنبا يوحنا تحسبًا من حدة كلام الأنبا رفائيل والذي يغضب البعض خاصة عقب تحميل الأقباط للأمن جزءًا من المسئولية.
إلا أن أصحاب هذا الرأي يتجاهلون حقائق هامة أهمها أن حكم الإخوان للدولة المصرية جاء خلال الانتخابات ومن غير الحكمة أن تتصدر الكنيسة جوقة المهاجمين لأن موقف كهذا سوف يكون مفيدًا للإخوان إضافة إلى أنه لا يتفق مع السباق التاريخي للكنيسة والتي تعلن دعمها للحاكم مهما كان توجهه.
إضافة إلى حداثة البابا لمنصبه في خضم حالة ارتباك الدولة لا يمكن أن ينتظر منه الكثير خاصة في ظل تقلب نظام الحكم وسوء الحالة الأمنية كما أن الملف الإثيوبي وتأثير الكنيسة المصرية على الكنيسة الإثيوبية قد أصابه العطب في بداية حكم البابا شنودة لأسباب لا يتيح المجال سردها.
إن الحديث عن التقارب مع الكنيسة الروسية حديث هواة فالكنائس لا تتقارب بقرارات وبمجرد نوايا طيبة.. فهناك ما يسمى الحرومات الكنسية (أي أن كل كنيسة ترفض فكر الأخرى ولا تعترف بمن تراه الأخرى قديسًا بل قد تراه مجدفًا زنديقًا).
أما عن منع الأنبا روفائيل من الحديث خشية أن يهاجم الإخوان فهذا المنع له وجاهته في ظل شراسة التيار الأخير وتصديه لأي كلمة تصدر عن الكنيسة ليصور لأتباعه أنها حرب على الإسلام وأن الجيش تحالف مع النصارى لإسقاط المشروع الإسلامي.
في نهاية المقال أقول رفقًا بالرجل فهو في عامه الأول وكلنا سعداء بوطنيته وتضحياته وحكمته وأختم قائلاً كل عام وأنت طيب يا صاحب القداسة بمناسبتين عيد ميلادك وعيد جلوسك

نقلا عن  البوابه نيوز

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع