لطيف شاكر
محاكمة الرئيس المخلوع محمد مرسي بمثابة محاكمة التنظيم الاخواني بكامله بل محاكمة عصر الإخوان برمته الذي جثم علي صدر الوطن منذ 1928 وكانت أثاره الدموية في كل العهود ماثلة أمام الجميع ويشهد بإرهابهم المصحوب بالخراب والدم والهدم .
انني اخال عندما شاهدت مرسي والقيادات الاخوانية في القفص أن مصر الممثلة في منصة القضاء تحاكم عصر الظلم والظلام في شخص مرسي وإخوانه .
وهم يمثلون قمة التناقض والضد فهم أذكياء لكنهم أغبياء وأشداء ولكن ضعفاء وكثر لكنهم قلة ظاهرهم غير باطنهم متدينون ويتاجرون بالدين
لقد نجحوا بذكاء ان يوهموا الحكومات المتعاقبة بكثرة عددهم وقوة تماسكهم وشدة صلابتهم عن طريق ضجيجهم وصوتهم العالي والجار بالشكوى والمعارضة المستمرة . وتأسيس الفروع المتعددة لهم في مصر وخارجها وتنظيمهم الذي أسموه الدولي ومن خلال التبرعات الاجبارية والاستثمارات في مجالات شتي بتمويل خليجي وفي بعض الأحيان أمريكي واوربي
اما غبائهم يتضح من تكالبهم علي كل مناصب الدولة ومرافقها دون غيرهم وكان مصر اصبحت تكية لهم , واحتكار كافة الوظائف القيادية والسيادية دون خبرة او دراية او علم حتي اصبحت الدولة مخوخة وهشة وايلة للسقوط وتفشي فيها الفساد في كل أرجائها وتغلغت الكراهية ضد شركاء الوطن بطريقة فجة وازدادت الجرائم وعمت الفوضى بعد ان اثاروا الفتن الطائفية .
يقول الاستاذ احمد رجب في كلماته المأثورة بعنوان ½ كلمة : لاتشغل اليوم بالك ولا تحمل لهم غير الرثاء بعد ان انتهوا بأنفسهم الي الزنازين فقد طبقوا صفحة صفحة وكلمة كلمة في كتاب الغباوة
وكما يقول المثل دوله الظلم ساعه ودوله الحق إلى ان تقوم الساعة , فلم يستمر حكم الاخوان وعلي راسهم مرسي الا سنة واحدة ونحمد الله لم تستمر اكثر من هذا لكانت المصيبة لاحدود لها فقد سعي مرسي واعوانه في بيع مصر والتنازل عن كثير من اجزاء جسد الوطن وتحولت مصر الي امارة اسلامية واضحت حماس شريكا لمصر في خيراتها التي افقروها بالسرقة الشرعية والاختلاس الحلالي واعدموا مواردها لحسابهم واصبحت دويلة قطر الحاكم الامر في مصير مصر عن طريق الجماعة الإسلامية، وباتت سيناء مستنقع للجهاديين والقاعديين والحمسويين
بل الاكثر والادهي هدم الاثار المصرية والتراث العالمي والتاريخ المجيد وكم هالني فزعا صمت مرسي واعوانه عن هدم الهرم الاكبر اكليل التراث المصري بواسطة كائن حقير ومااكثر هذه الكائنات الحقيرة الذين تربوا في احضان عهد مرسي الفاسد وإخوانه وهم لايعرفون حتي اسم مصر فلم يبالوا بما يهدد بهدم الآثار وتحجيب التماثيل ونعت التاريخ المصري بالعفن وهو إسقاط ماعندهم من عفونة علي مصر بل وحرق مصر كلها أن لم يتمكنوا من حكمها انهم اجراء حقراء وليس اصلاء للوطن .
وماذا تبقي بعد هذا الخراب الا ان يرحل رئيس هذا النظام الفاسد مع إخوانه وعشيرته التي طالما تغني بهم ليكونوا حراسا له بعد ان اسبغ عليهم كل موارد مصر المادي والعيني دون حساب .
وكما يقول الشاعر ابو القاسم الشهابي : إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر ولا بـــد لليــــل أن ينجلـــي ولابـــــد للقيـــــد أن ينكســـــر فهب الشعب المصري الجسور هبة رجل واحد وشهد العالم كله بثورة عارمة لم يحدث مثلها في التاريخ القديم والحديث واصبحت مضرب الامثال وانقضت علي النظام الاخواني وإتباعه وكان الفضل الكبير للقائد السيسي والجيش فحافظوا علي استحقاقات الثورة الشعبية وحمت ظهرها ودعمت كيانها
واليوم وبعد اكثر من ثمانية عقود يتم وضع الاخوان في قفص الاتهام , ويتم محاكمة مؤسس حركة الاخوان السابقين والحاليين والمبشرين بجنتهم في امتلاك مصر وحكم العالم وفقا لاجندتهم المتخلفة لقد اصبح جماعة الاخوان قصة من قصص تاريخ الاحتلالات البغيضة في تاريخ مصر وانهاء احتلال داخلي شرير وكتبوا نهايتهم الاليمة بايديهم الملوثة وصارت جماعتهم كسراب وخيال .
ولكن الذي روعني ارجاء جلسة محاكمة مرسي الي تاريخ 8 يناير 2014 وهنا بيت القصيد وهو اليوم الذي يلي عيد الميلاد للاقباط ويتجمع فيه الاقباط بالكنائس وبعض اماكن الترفيه فيسهل الانقضاض عليهم والغدر بهم
والاخوان يريدون ان يفسدوا اجواء المحاكمة خاصة الجلسة القادمة حيث لم يتمكنوا من الاولي فيكون من السهل ارباك الدولة في احداث مذابح للاقباط في يوم عيدهم وحرق ماتبقي من كنائسهم في اليوم السابق لجلسة 8 يناير, وبذلك يكون قد انتقموا من الاقباط العدو الديني لايدلوجيتهم ومن الحكومة العدو السياسي لجماعتهم .
ان اختيار هذا التاريخ ليس من الصواب او الحكمة بل سينجم عنه ويلات كثيرة , الافضل تجنبها والابتعاد عن هذا التاريخ الذي حددته المحكمة دون تروي او النظر الي ابعاده .
ارجو ان تتجنب المحكمة هذا التاريخ ولا تمنح هؤلاء المجرمون فرصة مواتية لانتقامهم من الاقباط والدولة وتعطيل محاكمة الظلام..انه صوت العقل والحكمة.