الأقباط متحدون - 15- بناء التناغم والاُلفة (المساحة والشخصية )
أخر تحديث ٠١:٠٨ | الاربعاء ٦ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٢٧ | العدد ٣٣٠٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

15- بناء التناغم والاُلفة (المساحة والشخصية )

بقلم: م.مدحت ناجى حافظ
عزيزى القارئ،عرفنا فيما سبق معنى التوافق؛وهو تحقيق جو من التفاهم والتناغم والاُلفة،وأدركنا الهدف منه؛وهو تحقيق الاحترام والثقة والتَقـَـبُّل مع الآخر...وكانت الملاحظات الإتنتى عشر السابقة،والتى من المهم جداً مراعاتها لتحقيق التوافق هى؛الوضع (وقوفاً أو جلوساً)،والمستوى(ارتفاعاً أو انخفاضاً)،والإتجاه (رؤية أو إلتفاتاً)،والحركات (عامة وخاصة)،والمفردات ( تجاوباً وتفهماً)،والكلمات (تناسباً واحتياجاً)،والنظام التمثيلى (بصرياً وسمعياً وحسياً )،والتعبيرات المتوازية (طولاً وقِصَراً)،وإشارات العين (تخيلاً وتذكراً)،والصوت (نغمة و سرعة)،والتنفس ( إحساساً وتجاوباً)...وبالتأكيد مَنْ طبق تلك الملاحظات،وجد تجاوباً مختلفاً ومتميزاً مع الآخرين،أما مَنْ لم يطبقها بعد،فندعوه لتطبيقها ليتذوق أثرها فى نفسه وفى الآخرين...وها نحن الآن نضيف ملاحظات جديدة قيمة بالإضافة للـ (الوضع،والمستوى،والإتجاه،والحركات،والمفردات،والكلمات،والنظام التمثيلى،والتعبيرات المتوازية،وإشارات العين،والصوت،والتنفس) وهى:

س.المساحة،
دعونا ندرك أولاً ما هوالمقصود بالمساحات؟                                                                                                                                                                 تأمل معى ،عزيزى القارئ،هل سبق أثناء حديثك مع أحد الأشخاص (رجلاً أو إمرأة)أنك إقتربت منه قليلا؟أتتذكر ماذا كان رد فعله؟دعنى اخبرك:ما حدث هو أنه (أنها) رجع للخلف قليلاً،أتعرف لماذا؟لأنك إخترقت مساحته الخاصة والتى يطلق عليها المساحة الحميمية،والتى تبلغ تقريباً من 15-45 سم  (حول الشخص،لذا قلنا مساحة وليست مسافة) وهى التى تخص شركاء حياتنا وأطفالنا والمقربين منا للغاية،وعندما يدخل أحد هذه المنطقة،غير المشار اليهم سابقاً،فنحن نبتعد قليلاً لنحافظ على تلك المساحة حتى نشعر بالراحة،ولعل لهذا السبب تجد المحققين يقتربون كثيراً من الأشخاص الذين يحققون معهم،فى محاولة لإرباكهم ومضايقتهم عن عمد.
أما نحن فنحب أن نراعى هذه المسافة فى حديثنا مع الآخرين حتى يتحقق لنا التوافق معهم...ليس هذا فقط بل هناك نقطة آخرى هامة لتحقيق التوافق مع الآخرين وهى

ش.الشخصية،
فهل سبق،عزيزى القارئ،أنك كنت تتحدث مع شخص بشكل تفصيلى فى أمر ما،وإذ به يطلب منك أن تتحدث بشكل عام بلا خوض فى التفاصيل؟                                        أو هل سبق و تحدثت مع شخص،وإذ به يطلب منك أن تتحدث بالتفصيل؟ وفى كلا الموقفين لم تشعر بالإرتياح والثقة معه، وها أنت فى حيرة شديدة من امرك! ويبقى السؤال   هل ستتحدث بالتفصيل أم بالعموم؟
الإجابة،هى أنه يمكنك التناغم مع الآخر وتحقيق الاُلفة معه إذا راعيت نمط شخصية الآخر،فإن كان من ذاك النمط الذى يعنيه التفاصيل،فلتتحدث معه بالتفصيل.                    وإذا كان من ذاك النمط الذى لا تعنيه التفاصيل،فحسناً جداً أن تعطيه فكرة عامة عن النتائج.وبهذا يمكنك تحقيق التناغم مع الآخرين وهذا هو التوافق الذى بسعى لتحقيقه مع الآخرين...

والى أن نتقابل دعونا نتمتع بتحقيق التوافق مع الجميع من خلال:
الوضع،والمستوى،والإتجاه،والحركات،والمفردات،والكلمات،والنظام التمثيلى،والتعبيرات المتوازية،وإشارات العين،والصوت،والتنفس،والمساحة،والشخصية.
متذكرين عبارة (بروس لى) الجميلة:
"المعرفة وحدها لا تكفى،إنما يجب تطبيقها".
ونهنئكم  بتطبيقها فى كافة جوانب حياتكم،لتجنوا ثمارها مدى حياتكم،ولتوافقنا بقية...
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter