التحرير | الثلاثاء ٥ نوفمبر ٢٠١٣ -
١٠:
١٠ ص +02:00 EET
نخنوخ
بعيدًا عن كل قيادات جماعة الإخوان المسلمين المنتشرين فى سجون القاهرة، خصوصا مجمع طرة، تقرر نقل الرئيس المعزول محمد مرسى إلى سجن برج العرب بالإسكندرية لحبسه فيه احتياطيا على ذمة المحاكمة ليكون بجوار صبرى نخنوخ أشهر نزيل فى السجن فى الفترة الأخيرة، لتتجه الأنظار مرة ثانية إلى ذلك السجن التاريخى شديد الحراسة، الذى اشتُهر باستقبال قيادات حركة حماس الفلسطينية، والجهاديين كمعتقلين خلال فترة التسعينيات، وكانت جدرانه شاهدة على مصرع يوسف الزهرى شقيق المتحدث باسم الحركة سابقا.
ورغم ذلك لم تنجح الجماعات الجهادية والمسلحة فى اقتحام ذلك السجن، على الرغم من المحاولات المستميتة خلال الفترة من 25 يناير وحتى 15 فبراير من عام 2011، حيث استخدم المهاجمون خلال محاولات الاقتحام أسلحة ثقيلة وحديثة.
سجن برج العرب تم بناؤه فى عام 2004، ضمن سلسلة الإنشاءات للعديد من السجون شديدة الحراسة، التى أتت بفكرتها بعثات ضباط الشرطة إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى دورة تدريبية لهم هناك عام 1991، مما كان يجعل الناس يتندرون ويطلقون على من يحبس فى تلك السجون بأنه ذهب «وراء الشمس»، وهو معروف باسم
«سجن الغربانيات» لكونه من أكثر السجون تحصينا فى مصر، ويصنف نزلاؤه بأنهم الأشد خطورة فى البلاد.
ويقع سجن برج العرب، بمدينة برج العرب فى محافظة الإسكندرية، وهو يتكون من أكثر من 40 عنبرا، مساحة الزنزانة فيه قرابة 3.5 متر فى 5 أمتار، ويضم العنبر الواحد ثمانى عشرة غرفة تتوزع على جناحين، يضم كل جناح منهما 9 غرف.
وتتكون منطقة سجون برج العرب من ثلاثة أقسام: الأول منها كتيبة الأمن المركزى المكلفة بحماية وتأمين السجن وتضم مساحة شاسعة من الأراضى التى تحوى بعض المبانى، منها عنابر مبيت المجندين والمسجد، والثانى سجن برج العرب الاحتياطى، والثالث «ليمان برج العرب» وهو السجن المخصص لمن وقعت عليه أحكام بالسجن المشدد.
يحيط بالسجن سوران مرتفعان يعلوهما عدد من أبراج المراقبة، فيحيط السور الأول بمنطقة سجون برج العرب ويطوقها من الخارج، بينما يحيط الثانى بسجن برج العرب الاحتياطى وليمان برج العرب، الأمر الذى يصبح معه مجرد التفكير فى الهرب من السجن عن طريق تسلق الأسوار مهمة مستحيلة، لصعوبة تسلق الأسوار التى يقدر ارتفاعها بنحو سبعة أمتار.
وكان يقبع داخل سجن برج العرب فى فترة من الفترات، أكثر من 25 ألف معتقل، أكثرهم من الفلسطينيين المنتمين لحركة حماس ومنفذى العمليات المسلحة وأصحاب الفكر الجهادى، وكان معروفا عنه أنه «مقبرة»، وقت أن كان يستغل للتنكيل بالجناة، ومن أشهر مَن ماتوا بداخله، الفلسطينى يوسف أبو زهرى، شقيق سامى أبو زهرى المتحدث باسم حركة حماس سابقا، كما أنه فى عام 2005 شهد إلقاء مباحث أمن الدولة القبض على العديد من أفراد جماعة الإخوان المسلمين بعدما تعالت أصواتهم بعملية التزوير فى انتخابات ذلك العام، وكان عددهم 276 معتقلا تم التعامل معهم بقسوة شديدة ومنع عنهم لقاء محاميهم.
ولعل مرارة ذلك السجن على جماعة الإخوان وحلفائها كانت سببا فى زيارة القيادى الإخوانى محمد البلتاجى إلى السجن وتعمده التعامل بطريقة غير لائقة مع ضباط «الداخلية» فيه أيام المعزول.
كما استقبل السجن عقب ثورة يناير جميع النزلاء شديدى الخطورة داخل السجون والليمانات الأخرى ليصل عدد نزلائه إلى 21 ألف مسجون، ومن بين أشهر نزلائه السجين عزت حنفى، أحد أشهر تجار الأسلحة والمخدرات فى مصر وبطل القصة الحقيقية لفيلم «الجزيرة»، وخُط الصعيد ياسر الحمبولى، والذى صُنف على أنه أخطر رجل بالصعيد ورمضان عبد الرحيم الشهير بالتوربينى زعيم عصابة اغتصاب أطفال الشوارع وقتلهم، وزعيم البلطجة والإتاوات الأشهر، صبرى نخنوخ.
ولا يضم السجن قيادات مؤثرة من رموز الإخوان فى الوقت الحالى، ولا يقبع به أىٌّ من كبار قيادات الجماعة، ولكنه يضم عددا من القيادات المحلية بالإسكندرية التابعة للإخوان، أمثال عضوى مجلس الشعب السابقين صبحى صالح، وحسن البرنس، المتهم بالتحريض على أحداث العنف والقتل والإرهاب التى شهدتها منطقة سيدى جابر بالإسكندرية، والتى شهدت إلقاء الأطفال من أعلى الأسطح واستخدام الجماعة للأسلحة الخرطوش والآلية فى مواجهة الأهالى والشرطة.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.