تقرير مينا ثابت
أثار قرار محكمة جنايات القاهرة بتأجيل نظر قضية الرئيس المعزول محمد مرسى، إلى الثامن من يناير القادم، غضباً عارماً فى الاوساط القبطية، حيث اعتبرها كثيرين بأنه قرار يتجاهل قطاع عريض فى الشارع المصرى.
و ذلك لتزامنه مع الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة، فيرى كثيرين حرج و خطورة تزامن استمرار المحاكمة مع الاحتفال بأعياد الميلاد، فقد ينتج عن ذلك أعمال عنف ضد المسيحيين أو دور عبادتهم، بجانب تصاعد الخطاب التحريضي مؤخراً ضد المسيحيين و تحميلهم مسؤلية عزل الرئيس و إسقاط الجماعة، منما يجعل مساحه كبيرة لأعمال العنف ضدهم بالتزامن مع وقت المحاكمة.
و يرى أندراوس عويضة، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الاحرار، انه لم يحدث تغيير فمازل الاقباط هم من عليهم ان يدفعوا ثمن التغيير دائماً، حيث أشار إلى خطورة تزامن المحاكمة مع اعياد الميلاد واصفاً ان مايحدث الآن هو مهزلة بكل المقاييس و انه لابد على الحكومة و الدولة ان تراعى حرج الموقف و خطورة المحاكمة فى هذا التوقيت.
مشيراً ان مثل هذه القرارات تشعر الأقباط بالغضب الشديد لاستمرار تجاهلهم وعدم الاكتراث لمناسباتهم الدينية واحترام مواعيدها و مراعاة التقليد المسيحية فى الاحتفال بأعياد الميلاد. و أيد ذلك ايضاً أمير عياد، القيادى بجبهة الشباب القبطى، حيث أعرب عن استيائه الشديد من قرار المحكمة اليوم بتأجيل نظر القضية ليوم الثامن من يناير، حيث أكد ان جماعة الاخوان لن تفوت فرصه كهذه كى ما تعكر صفو العيد على الاقباط و إشاعة الفوضى من جديد، منما يثير تساؤل حول اختيار هذا اليوم خصيصاً. و اضاف انه يتعجب كثيراً نظراً لتيقنه ان الدولة تدرك جيداً تباعيات هذا القرار مؤكداً على احترامه للقضاء قائلاً : " نحترم القضاء و قراراته و لكن التساؤل يفرض نفسه على الجميع ".
و استطرد : " ان الاقباط اعتادوا ان يدفعوا الثمن "، و أضاف انه ليس أمامنا حلاً سوى مطالبة الاجهزة التنفيذية و الامنية بتشديد الإجراءات الخاصة بتأمين المنشآت الدينية و الاماكن العامة التى توجد بها تجمعات كبيرة فى محاولة للتقليل من احتمالية وقوع اى اعمال عنف ضد الاقباط فى هذا اليوم، مؤكداً انه سوف يكون يوماً استثنائياً و ان الاقباط سوف يتخذوا كثيراً من الاحتياطات الامنيه حول الكنائس فى هذا اليوم. فيما صرح مايكل ارمانيوس، مؤسس حملة صرخه، ان اختيار توقيت ملاصق لاحتفالات المسيحيين بأعياد الميلاد هو إعراب من قبل الدولة عن تجاهل شديد للأقباط، مشيراً الى اننا عانينا التجاهل و التهميش طويلاً فحتى الطلاب بالمدارس كانت توضع مواقيت الامتحانات بالتزامن مع الأعياد المسيحية دائماً.
و اضاف انه يتوقع ان تنطفئ فرحة المسيحيين بالعيد هذا العام نظراً لاحتمالية وجود اضطرابات إبان محاكمة المعزول.
مؤكداً على وجود هامش من العنف بالتأكيد مع تظاهرات جماعة الإخوان و التي من الممكن ان تتحول بسهوله لاعمال عنف ضد المسيحيين فى اى لحظة. كما تعجب ارمانيوس من طول مدة التأجيل، معرباً عن مخاوفه لتحول محاكمة مرسى إلى محاكمة هزليه كما حدث مع مبارك و نجد أنفسنا بعد فترة وجيزة أمام انتهاء لمدة الحبس الاحتياطي و ضرورة خروج مرسى مرة أخرى للشارع.