بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
** محاكمة القرن :
يترقب العالم يوم الاثنين الموافق 4 فبراير 2013 ما قد يحدث أثناء نقل الرئيس " المخلوع " بإرادة الشعب المصري د. محمد مرسي عيسى العياط من مكان تواجده تحت الحراسة إلى المحكمة لمحاكمته بناء على ما تقدمت به النيابة ضده لجرائم أرتكبها قبل توليه الحكم وأثناء الحكم في حق سلامة الوطن مصر والشعب المصري .
أطلقت على هذه المحاكمة أسم محاكمة القرن على الرغم من أنه كان قد سبق إطلاقها على محاكمة الرئيس مبارك " المتخلي عن إدارة البلاد " للمجلس الأعلى للقوات المسلحة تراضيا لمطالب الشعب الذي خرج مطالبا بعزله . على عكس إصرار الرئيس " المخلوع " بإرادة شعبية لم تحدث في تاريخ أي دولة
في العالم ،على أنه مازال الرئيس الشرعي للبلاد . وهنا مربط الفرس بالنسبة لهذه المحاكمة . لأننا أمام رجل ينتمي لجماعة لا تعترف بمطلب الشعب الذي قال كلمته عندما خرج في 30 يونيو مطالبا برحيل د. مرسي وعدم الأعتراف به رئيسا لمصر ، لأنه أصبح رئيسا مخلوعا بإرادة الشعب و لكنه لا يريد الأعتراف بذلك .
وهنا الترقب المنتظر لهذه المحاكمة من أحداث التكهن بها يثير الكثير من المخاوف ، خاصة لتلك الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري وما يحمله من أوامر البيت الأبيض . نسأل الله أن يحفظ مصر من شر إراقة الدماء .
** هل من يحكمون مصر الأن لا يملكون صلاحية الحكم ؟ !!. :
سؤال يثير الدهشة في نفسي وقد تنتاب الدهشة آخرون مثلي .
فرحنا بحكومة جديدة تم إختيارها بكل دقة من رئيس جمهورية إلى رئيس وزراء ووزراء ليعدوا مصر إلى الخطوة التالية التي تتم فيها الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسة أو على العكس بعد الموافقة على الدستور الذي شُكلت لجنة من 50 عضوا ليس لإصدار دستور جديد بل " لترقيع " دستور كان قد أعدته لجنة متخلفة من جماعات لا صلة لها بمصر ولا الشعب المصري . فأين المفر ؟
الدستور الذي يجب أن يكون دافعا لمصر للتقدم ومواكبة العالم المتحضر . مع الأسف نجده يأخذنا إلى ما كانت تريده الجماعة المحظورة التي كادت أن تأخذ مصر إلى طريق الهاوية بأسم الدين وخلافة أحلام على بابا و...
بلبلة في الأفكار ما بين إرادة الشعب التي لفظت الأخوان وجميع قوى التيار السياسي الأسلامي . وبين من يريدون المصالحة ومن يريدون إعادة وجودهم وإقتراحات حول تولي البعض منهم مناصب رئاسية . كيف يشعر المواطن المصري البسيط بالأطمئنان أن الغد أفضل من الأمس واليوم ؟
هذه الأدارة الجديدة من رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الوزراء والوزراء علي عاتقها مهام تمهيدية لمستقبل مصر فهم يشكلون الأساس الذي ستنبني عليه مصر المستقبل في شكل إنتخابات أساسها المواطنة والقانون ، وكلاهما خارج من دستور لا لف فيه أو دوران يحافظ على حرية الأنسان المصري والحفاظ على حقوقه كاملة متساويا مع غيره من أبناء مصر مهما إختلف عنهم في الدين أو العقيدة أو الشكل أو الجنس " ذكر أو أنثى " . مع شديد الأسف لا بصيص ولو ضئيل من ضوء يبشر بأن هذه الأدارة تقوم بما هو مفروض عليها أن تقوم به . إنها ليست إدارة مؤقتة تنتظر إنتهاء المدة وترحل . على العكس تماما هي إدارة تغير جذري في جميع مناحي الحياة التي يتمناها كل مصري محب لمصر لكل المصريين .
أتمنى إيجاد إجابة لسؤالي الذي بدأت به .
هل من يحكمون مصر الأن لا يملكون صلاحية الحكم ؟ !!.
** أجمل لقاء تلفزيوني شاهدته :
نحن من نعيش في دنيا الأغتراب بعيدا عن مصر لا نستطيع أن نواكب كل ما يدور على أرض الوطن مصر من أحداث ومتغيرات . إفتقدنا الأستاذ أسامه كمال الأعلامي البسيط الهادي الذي يشدك إلى متابعة برنامجه والأنصات لما يقوله في بداية البرنامج وما يحاور به ضيفه أو ضيوفه أو كما حدث مع الضيفة " على البرنامج وليس مصر " الكاتبة والروائية والسيناريست الكويتيه الأستاذة فجر السعيد ، فسعدنا بعودته وأستمتعنا بأجمل لقاء تلفزيوني شاهدته منذ فترة طويلة . هذا لا يقلل من قيمة بقية برامجه وغيره . لكن إستضافة كاتبة بهذه القامة الثقافية له مذاق أخر .
سيدة فاضلة جمالها لا ينفصل عن جمال أفكارها وكلامها الذي يخرج من القلب ليصل القلب مباشرة دون وسيط . من الكويت الشقيق لها تطلعات تتشابه وتتناسق مع كل إمرأة في الخليج العربي وفي مصر . شعرت بالغيرة منها لحبها وإحترامها لمصر والشعب المصري . ما أحلى أن تستمع إليها وهي تقول أن مصر هي عامود الخيمة العربية . ما يضر إستقرار مصر يضر إستقرار العرب . مصريّون هم من عالجوني . مصريّون هم من علموني . مصريّون هم من شجعوني على العمل الفني .
الأستاذ وحيد حامد من ساعدني وشجعني على كتابة السيناريو ... و..و ..إلى أخره .
كان موقفها من الأخوان واضحا وضوح أشعة الشمس ونورها في يوم من أيام الصيف الشديد الحرارة في الكويت . فتحدثت بشجاعة الكاتبة التي تعرف جيدا مفردات الكلام لتخرج لك جُملا معبرة بكل صدق وأمانة عن مكنون نفسها وتبهرك بسعة ثقافتها ودرايتها بما يدور حولها في العالم العربي أو الغربي .
أبدعتي في هذا اللقاء على الرغم من أن المحاور ليس بالرجل السهل .
شكرا أستاذ أسامه لما تقدمه في برنامجكم القاهرة 360 على القناة التلفزيونية " القاهرة والناس 2 " . وشكرا لكٍ أستاذة فجر السعيد على ما أمتعتينا به من فكر وأدب وعلم . حقا أنتٍ فجر المرأة العربية .
** برنامج البرنامج وباسم يوسف :
لا أحد يستطيع أن ينكر أن برنامج البرنامج في بداية ظهوره شد إنتباهنا وجعلنا نتابع مشاهدته . ولا أحد ينكر أيضا أنه كان برنامجا مضحكا وفيه سخرية لاذعة على حكومة الأخوان ، بل طاولت رئاسة الجمهورية بالإضافة إلى القنوات الأسلامية التي نال البعض من برامجها نوع من السخرية .
لكن الحقيقة عن نفسي لم أشعر بطعم متعة المشاهدة لبرنامج المفروض فيه أنه يبعدني عن هموم مصر والأوضاع المتردية منذ برلمان قندهار حتى مجلس شورى الأخوان إلى رئاسة الدكتور مرسي . كما أننا وجدنا من الرئيس نفسه يستشهد به " البرنامج " مستدلا على مدى ديمقراطية حكم الأخوان .
بعد تلبد الغيوم حول رئاسة الأخوان للحكم لا أتذكر أن برنامج البرنامج قد إستمر . وبالفعل قرأنا عن باسم يوسف طبيب القلب ومغامراته في أميركا كنجم إعلامي أصبح له المركز المرموق بين نجوم الفن الأميركي وغطت صوره كبريات الصحف والمجلات .
حدث ما حدث وتم رحيل الرئيس .. رئيس الأخوان وإلقاء القبض عليه وعلى مجموعة كبيرة من قيادات الأخوان كان أخرها بالأمس القبض على الدكتور عصام العريان وإيداعه السجن تمهيدا لمحاكمته مع الأخرين .
فجأة بعد أن قرأنا على صفحات التواصل الأجتماعي " الفيس بوك " أخبارا تقول أن الدكتور باسم يوسف قد طعن في جنبه وهو بين الحياة والموت في مستشفى القصر العيني . وتظهر أخبار تكذب الخبر وأنه بخير . حمدنا الله على سلامته وزاد حمدنا حمدا عندما عرفنا أن برنامج البرنامج سوف يبث قريبا من نفس القناة ، ومن الطبيعي أن يكون هو مقدم البرنامج والمادة التي ستقدم يكون هو حجر الأساس في فكرها والهدف منه .
لم أشاهد إلا القليل من برنامج البرنامج مما أثار حفيظتي فلم أتبع .
كان أيام الأخوان يخرج علينا كالأراجوز يتحرك باليد الخفية للرجل الممسك بالأراجوز دون أن يراه الناس ويتكلم الأراجوز بلسانه . بعدما عاد وجدت أنه مازال أراجوزا ويتكلم بنفس لسان الصوت الذي كان يتكلم به أيام الأخوان مع تحول السخرية عليهم إلى دفاع عنهم وعن الشرعية والأنقلاب وما شابه ذلك .
ربكم والحق لم أشعر براحة ، وكما قلت لم أكمل متابعة المشاهدة .
تشاء الصدف أن أقرأ على صفحات التواصل الأجتماعي " الفيس بوك " موضوعا بشأن عودة الدكتور باسم يوسف وتقديمه برنامج البرنامج بصورة لا تليق بالوضع الحالي في مصر، فكتبت هذا التعليق :
[ باسم يوسف كان يهاجم الأخوان والسلطة ويتريق عليهم من غير ما حد يقرب منه ، حتى القنوات الأسلامية أو السلطة " الرئاسة " . والسبب بسيط جدا .. علشان العالم يعرف إن الحكومة الأخوانية تؤمن بالديمقراطية وبتنفذها .. مش كده واللا إيه يا جدعان !.]
هذه حقيقة لا جدال عليها . أما وقف البرنامج فهو حق للقناة . وعن الأراء التي تشجب هذا الفعل من القناة " سي بي سي " . فهو تدريب لا بأس به للوصول إلى الديمقراطية .
** رؤساء مصر وأولاد الشوارع :
قرأت أيضا على صفحات التواصل الأجتماعي " الفيس بوك " مقالاً عن أولاد الشوارع كتبه المفكر المصري الأستاذ لويس فرنسيس والذي أوضح فيه نقاط هامة جدا في هذا الموضوع ، موضوع أولاد الشوارع في مصر .
ذكر فيما كتبه " وهذا ليس نص ما كتبه ، بل ما أتذكره " ، أن محمد علي باشا في عام 1806 فكر في موضوع أولاد الشوارع الذي أصبح يشكل له مشكلة إجتماعية خطيرة تهدد المجتمع المصري . أمر بالقبض عليهم وإيداعهم مكانا آمنا .
هداه تفكيره إلى تعين أحد الأساتذة الفرنسيين الذي أسلم وكان يجيد اللغة العربية بتربيتهم التربية العلمية والأدبية الصحيحة حتي يستفيد منهم المجتمع بالفعل تم له ذلك وأصبح كل طفل وطفله من أولاد الشوارع يحظى بمكانة محترمة في المجتمع ، فمنهم الصنايعي والمزارع والمدرس والعالم والشيخ الفقيه و...و .. إلخ. هكذا قضى على وجود أولاد الشوارع في عهده . هم إستفادوا والدولة إستفادة أيضا والمجتمع .
نأتي إلى رؤساءنا الذين حكموا مصر من المصريين ، آي الذين ليسوا بأتراك أو أجانب ونسأل ماذا فعلوا أو قدموا لأولاد الشوارع ؟ الأجابة لا شيء يذكر غير من يتم القبض عليه منهم سواء ولد أو بنت يلقى بهم في أماكن رعاية لا تمت لما فعله محمد علي باشا في عهده بأي صلة .
والأن زاد عددهم بصورة غير لائقة بمستقبل مصر الذي نتمناه ونرجوه لها .
فهل سنجد في الرئاسة الحالية ومعها الحكومة من تكون لديه الجرأة وينسى أنه مؤقت ويضع نُصب عينيه إحياء ما فعله محمد علي باشا في عام 1806 ؟
هذا أمل أتمنى تحقيقه . وشكرا أستاذ لويس فرنسيس على عرضك لذلك الموضوع ، وسامحني أنني كتبت الفكرة وليس نص موضوعك وإلى لقاء .