هنجيب حقهم !!! هذه الكلمة التي يتخذها البعض شعار ويتاجر بها البعض الآخر, وقد ترعب الكثيرين ممن ينتظرهم العقاب لأنهم القتلة , وفى طريق الحصول على حق الشهيد ذهب الكثيرأيضاً شهداء ليلحقوا بإخوتهم في الدرب , الكلمة سهلة وخفيفة وجذابة كشعار ولكن تنفيذها أصبح درب من الخيال مع استمرا الحال كما هو كان وليس كما ينبغي أن يكون وتمناه الشهيد , حق الشهيد أن ينال القاتل جزائه العادل وهذا أضعف الإيمان في كل المجتمعات الحرة التي بها عدالة ناجزة هوأن يحقق كل منا بذاته أمنيات الشهيد في حياة كريمة وخرج وضحى بنفسه من أجلها , قد لا يستطيع البعض أن يشارك في إتيان حق الشهيد جنائياً ويعرض نفسه للخطر , ولكنه في ذات الوقت يكون مجرماً في دمائهم إذا كان يعلم شيئاً عن قتلتهم ويمنعه حرصه على حياته أن يقدم ما لديه من معلومات تساعد العدالة , لأن الذي قدم حياته لم يفكر في نفسه بل في وطنه وأولاده .
بانوراما شهداء مصرولدت فكرتها عندما كان الأستاذ أسامة عيد المديرالتنفيذى لمجلس أمناء بانوراما في زيارة لأمريكا ورأى بالكونجرس متحفاً للتليفون المحمول يجسد تطوره من حيث الشكل والأداء , وتأكدت رغبته في عمل البانورما عندما كان بأرمينيا ورأى كيف أن الأرمن استطاعوا أن يوثقوا المذابح التي تعرضوا لها عبر متحف به جداريات ومتعلقات شخصية للشهداء , وبذلك وصل صوتهم لكل الأرض بطريقة سلمية جدا ولم يزيدوا الشهداء آخرين , نعم هذا هوالغزو الناعم للعقول ومن هنا جاءت الفكرة بأن تبذر هذه البذرة في الأرض الجيدة , وهى الحالة المصرية التي تشتاق للأفضل وبالحرى يتمنى المصري الذي يحمل مصر داخله في كل الأرض أن يرى حق الشهيد واقع ملموس , حق الشهيد ليست كلمة للتحريض ولكنها كلمة شهادة حق وواجب مقدس وتوثيق لأحلام هؤلاء الذين ذهبوا ولكن أعمالهم العطرة بقت وستبقى إلى الأبد , ليس بأوراق ولا مقالات بل نقشت بحروف من ذهب في قلوب المصريين , هؤلاء الذين لا تكفى السطور لمدحهم أو الحديث عنهم , ولا تكفيهم الكلمات مهما طالت وقيلت أشعاراً أن تعوض حتى قطرة من عرق على جبينهم فكم وكم دمائهم الذكية , فقط ترتاح أرواحهم عندما يرون ما كانوا يحلمون به واقعاً معاشاً , عندها يكون الشهيد في راحة وسعادة أبدية .
البانورما ستحمل للعالم كله رسالة وقيمة أن مصر رائدة في عطائها وفى شبابها وفى رد الجميل للشهداء , حتى لا يظن البعض أن دمائهم راحت سدى في ظل مكاسب سياسية أو تغير أنظمة !!! كلا إنهم عشاق الحياة الأفضل أصحاب العزة والكرامة الذين رفضوا الحياة المهينة وفضلوا الموت عليها , وستصل الرسالة للعالم كله الحر فيه والذي ينتظر الحرية , مصر مدرسة الكون في العزة والكرامة ويجب أن تكون هكذا في تحقيق حلم الشهيد بأن يحيا أولاده حياة كريمة أفضل حتى مما كانوا عليه وقت وجوده وسطهم لأن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية التي راح في سبيلها عائلهم هي الجزاء الوحيد لهم لكي يكون عوض عنه , ومعهم كل المصابين الذين كانوا على مشارف الموت , لا يجب أن يستعطى هؤلاء حقوقهم مع أسرهم الكريمة التي هي فخرالأسرلأنها قدمت للوطن مثل هؤلاء الذين شرفوا الأوطان .
لم يكن غريباً عن الشعب المصري أن يتحرك بوجدانه وكل ما يملك نحو تحقيق حلم الشهيد وان يرحب الجميع بالفكرة ويتحمسوا لها بهذه السرعة لأن بداخلهم نفس الصوت الذي يناديهم مع صوت ضميرهم الذي يسمع لصوت الشهيد وحلمه في أن ينال حقه ممن قتلوه وفى بلده أن تحيا مصر حرة , وهذا لن يكون إذا نسينا الشهداء وعنها يكون دمائهم ذهبت سدى وتحقق النصر لأعداء هذا الوطن المتربصين به في الداخل والخارج , وكل منا يستطيع أن يساهم في إتيان حق الشهداء على قدر طاقته وخاصة عندما يخلص في عمله ولا يسمح للفساد والفاسدين أن يسيطروا كما يريدون , ويقاومهم حتى بكلمة تعبر عن رفضه ويذكرهم بالشهداء لأن سيرتهم فقط تفضحهم , يجب رفض هؤلاء من الجميع حتى يشعرون أن لا مكان لهم على ارض سقطت عليها دماء ذكية بأيدي مجرمة ودماء باردة , أن يصرخ كل منا في وجوههم وبقوة ترعبهم بأن مصر للمصريين الذين ينتمون إلى هذه الأرض قبل كل شئ لأن عقيدتهم في بلدهم وإيمانهم هو وطنهم هذا هو حق الشهيد .
البانورما قد لا تصل إلى التلاميذ بالصفوف الأولى وفى كل مرحلة ولكنها ستصل كل مكتبة مدرسية في مجلد , وحق الشهيد أن يتعلم أولادنا بالصفوف الأولى وحتى الجامعة الوقوف لتحية علم بلادهم الذي سقط من رفعوه مدرجين في دمائهم على ارض سيناء , ولكن كانت تعلوا الابتسامة وجوههم لأنهم أكملوا النصر العظيم وحرروا الأرض التي هي العرض وأغلى , علم بلادنا رمز لدماء الشهداء في لونه الأحمرالقانى , وعدم الوقوف له احتراما جريمة وإهدار حق الشهيد , وخيانة في حق الأرض التي أعطت من خيرها وأشبعت وسقت من نيلها , النيل يجرى في الأرض المصرية وشريان آخر بجواره هو وريد الدم الذي فتح وسقطت منه حبات أغلى من الماس وكل حجرنفيس وهو دمائهم العطرة التي فتحت زهور الحرية والكرامة , وغلبت الموت بالحياة للأبد كذكرى عطرة ترثها الأجيال وتفخربأنهم خير من أنجبت مصر وحقوقهم واجبة ومشروعة وقيد الإتيان سريعاً .