الأقباط متحدون - لماذا يصمت البرادعى؟
أخر تحديث ١٩:٣٨ | الجمعة ١ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٢٩٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

لماذا يصمت البرادعى؟

  البرادعى
البرادعى

يوم غادر الدكتور محمد البرادعى مصر، بعد استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية، قال أحد الخبراء الأمنيين إنه سافر إلى بروكسل، وإن أعضاء من قيادة التنظيم الدولى للإخوان استقبلوه على سلم الطائرة، قال ذلك على الهواء فى أحد البرامج الحوارية، ورغم أن الجميع يعلم أنه سافر إلى فيينا وليس إلى بروكسل فإن البرامج الحوارية جعلتها مادة لكى تنال منه، ولكى تضعه فى موقف العداء للنظام الذى تأسس فى ٣ يوليو مع أنه أحد الذين صاغوه وشاركوا فيه.

وحتى الآن لم ينف الدكتور البرادعى هذه الأكذوبة، الأمر الذى دفع واحدة من الصحف اليومية إلى أن تجعله مادة يومية لبث الأكاذيب، فتارة تسعى الولايات المتحدة لتشكيل حكومة مصرية فى المنفى يرأسها الدكتور البرادعى، وتارة أخرى فإنه سوف يتم تشكيل حركة معارضة مصرية فى الخارج يتولى هو قيادتها وتتولى قطر التمويل، أما تركيا فسيكون عليها حث الدول للاعتراف بها.

وبلغ الأمر بالإعلام وهو يمارس عملية شيطنة البرادعى أن يزعم أنه رأس أحد اجتماعات التنظيم الدولى للإخوان فى الخارج، وأن جدول الأعمال تركز على كيفية إفشال خريطة الطريق. وبعد ذلك زعمت بعض وسائل الإعلام أن قيادات ممن يسمون أنفسهم تحالف دعم الشرعية ذهبت إلى جنيف من أجل تقديم ملف لمفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ضد الرئيس عدلى منصور والفريق عبدالفتاح السيسى، تتهمهما فيه بانتهاك حقوق الإنسان، وأنهم عرضوا الملف على الدكتور البرادعى من أجل استشارته فى التفاصيل فى بعض وسائل الإعلام أو من أجل أن يتولى هو نفسه تقديمه فى وسائل أخرى.

ومجمل الأمر فإن هناك مسعى لتحويل الدكتور البرادعى إلى العدو الأول للنظام الجديد وللشعب المصرى بديلا عن جماعة الإخوان، ويقف وراء هذه الحملة بقايا نظام ساهم البرادعى فى إسقاطه وهذه البقايا تتأهب الآن للعودة، وهى بدأت عملية الانتقام من قبل أن يترسخ وجودها فى السلطة، وهى تشوه صور البدائل المتاحة لكى تصبح هى المؤهلة لكى تتبوأ السلطة فى أعقاب نهاية الفترة الانتقالية، وهذه الحملة غير منقطعة الصلة عن اتهامات الحكومة بارتعاش الأيادى وعن تشويه كل من الدكاترة زياد بهاء الدين ومصطفى حجازى وحسام عيسى، وغيرهم من الوزراء المحسوبين على ثورة ٢٥ يناير، وأبرز اتهام لكل هؤلاء أنهم من رجال البرادعى.

وعلى الرغم من أن صفحات على شبكات التواصل الاجتماعى مقربة من الدكتور البرادعى نشرت صورا له وهو يحضر اجتماعا فى اسكتلندا حول المواطنة فى نفس اليوم الذى زعمت فيه الصحف أنه سيلتقى بقيادات ما يسمى بتحالف دعم الشرعية فى جنيف اللهم إلا إذا كان من أهل الخطوة، فإن الدكتور البرادعى بنفسه مطالب بأن يضع حدا لهذه الإشاعات، عبر بيان واضح ومحدد يوضح فيه إن كان التقى بأى من قيادات جماعة الإخوان أم لم يلتق، ولا يكتفى بالتغريدات الغامضة العامة التى يكتبها على شبكة التواصل الاجتماعى «تويتر» أو بتلك التصريحات التى تصدر عن صديقه السفير سيد قاسم القيادى فى حزب الدستور التى ينفى فيها كل ما ينشر عن الدكتور البرادعى من ادعاءات عبر صحف ومحطات تليفزيونية بعينها.

أقدر أنه من حق الدكتور البرادعى أن يلتزم الصمت، وأحسب أنه يستمتع بأن يظل على الدوام موضع جدل على صفحات الصحف والشاشات، ولكن الأمر يتعداه هو إلى العديد من الشباب الذين وقفوا خلفه وحلموا معه بالتغيير، وكل من يحلم بتأسيس نظام مدنى ديمقراطى لا تتحكم فيه الأجهزة الأمنية. فأى اتهامات توجه للبرادعى أو أكاذيب تروج عنه تستخدم للنيل من هذه القوى الحالمة بديمقراطية حقيقية. وبالتالى فإن صمت البرادعى يساهم فى تهميش هذه القوى ويخصم من رصيدها، وإذا كان الدكتور البرادعى لا يريد الخوض فى أوضاع مصر بعد فض اعتصام رابعة فإنه مطالب بأن يوضح للرأى العام حقائق موقفه بعد سفره، وذلك بنفسه وليس عن طريق وسيط، لان الأكاذيب ليس هو المقصود بها وحده، بل المقصود هو النيل من القوى التى تريد الديمقراطية والعدالة والتقدم، وهى مستهدفة من بقايا نظام يريد أن يعود أشرس مما كان. الحقيقة لم تعد ملكك فقط يادكتور محمد والصمت لم يعد مفيدًا.

نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع