الأقباط متحدون - الكنيسة القبطية واليد الخفية
أخر تحديث ٠٣:٠٥ | الجمعة ١ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٢٩٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

الكنيسة القبطية واليد الخفية

بقلم : ماجد وديع الراهب

عدم الإستقرار هو الهدف الأسمى لحزب أعداء النجاح ، وهذا ينطبق على كل المؤسسات فى الدولة المصرية ، والمؤسسة الكنسية ليست ببعيدة عن هذا الهدف وهناك محاولات مستميته لخلق حالة من عدم الإستقرار فى كنيستنا القبطية ، وهذا ليس بجديد فهو سمة قديمة لذعذعة ثبات كنيستنا التى صمدت أكثر من عشرين قرنا " وأبواب الجحيم لن تقوى عليها " .

بدأت هذه المحاولات منذ إعتلاء الأنبا تاوضروس الكرسى المرقسى فى  18 / 11 / 2012 ، من تشكيك فى أحقيته للترشح للمنصب إلى تشكيك فى القرعة الهيكلية .

وتستمر المحاولات لتصيد الأخطاء وتصيد أى تصريح لخلق حالة إدانة لقداسة البابا ، وللأسف يتم الزج بإسم الأنبا باخوميوس بإنه المحرك للبابا ووصلت إلى نعته بأنه المرشد العام على نمط مرشد الإخوان المسلمين .
وتستمر حتى يطل علينا بيان من جهات غير معلومة تسمى نفسها أبناء البابا شنودة لتعطى لنفسها مسحة من المصداقية والشرعية وهى بعيدة تماما عن كليهما .

وهالنى ما وقعت عليه عيناى من هذا البيان الذى وصل لكثيريين على الفيس بوك من هذه الجماعة والتى بدأت بهذه الجملة (  للأسف لم يعد أمامنا سوى المواجهة بعد سلسلة من ضبط النفس الطويل على مدار عام من حبرية قداسة البابا تواضروس الثاني أو البابا الأنبا باخوميوس فعليا فالكنيسة حاليا وصلت لأسوأ حالتها وهو العبث بالإيمان وبالتعليم على مستوى الكنيسة ككل )  
وتتهم قداسة البابا أنه خلقيدونى وأنه أعاد الدكتور جورج بباوى ( الدكتور المحروم جورج بباوي اصبح يجاهر علنا بدفاعه عن قرارات البابا الأنبا باخوميوس ) ويصل الأمر إلى إتهام البابا والأنبا باخوميوس والأنبا رافائيل ومعهم الدكتور جورج حبيب بباوى بمحاولة هدم الكنيسة وإنقسامها .
وللأسف سارع بعض الخدام بتأكيد هذا الكلام ومحاولة الأيحاء بأن هناك إنقسام فى الكنيسة وخاصة بين الأكليروس وأصبح هناك شخصنة للأمور الكنسية وهل أنت مع أو ضد هذا أو ذاك .

ودعونى أشهد أننى راصد جيد لكل ما يدور فى المؤسسة الكنسية ومتلمس لما يبذله قداسة البابا تاوضروس من جهد غير عادى للنهوض بالعمل الرعوى والكنسى على جميع الأصعدة .

وينتهج سياسة المصالحة وعدم الإقصاء لكل الكوادر الكنسية وخاصة العلمانية والتى كانت مبتعدة منذ فترة ، وهذه المقالة ليست دفاعا عن عن قداسة البابا فانا أصغر كثيرا من أن أتولى الدفاع عن قامة فى مثل قامة قداسة البابا ، ولكن فى ايضاح بعض الأمور والحقائق التى ربما تكون غائبة عن كثيريين .

أولا : هذا البيان ممتلأ بالمغالطات الكثيرة والتى تبدأ من السطر الأول حينما يصف الدكتور جورج بأنه محروم وهذا غير حقيقى لان الحرم يستلزم محاكمة وهذا لم يتم وقد طالب الدكتور جورج مرارا وتكرارا بعقد جلسة محاكمة له ولكن ذلك لم يحدث وكان آخرها منذ عدة أيام فى خطاب مفتوح لقداسة البابا قال فيه (  إنني أقترح على محبتكم إجراء لقاء علني مع نيافة مطران دمياط الذي أثار كل الاتهامات والإدعاءات التي طالت الأب متى المسكين وطالتني شخصياً - وكلها مسجلة - بحضور من يشاء من أعضاء المجمع المقدس.........وعلى الأنبا بيشوي أن يحزم أمره، ويقدم قائمة بالأخطاء والهرطقات حسبما هو متعارَفٌ عليه في جلسات المجامع المكانية والمسكونية، وسوف أتولى الرد عليه من عند الآباء .........
أؤكد لقداستكم أن ترك هذه الأمور عالقة بهذا الشكل لا يخدم إلا الشيطان ولا يزرع الإيمان ولا يغرس الشهادة الحسنة، ........ )

ثانيا : البابا منذ توليه هذه المسئولية كانت حجم الملفات التى بين يديه مهولة ومطلوب الخوض فيها ولولا عناية الله ومعونة الروح القدس لما إستطاع فتح هذه الملفات وإيجاد الحلول المناسبة لها .

ثالثا : توالت المقابلات والإجتماعات مع الكثيريين وكان قلبه قبل أذنيه مفتوح للجميع وأنا كنت واحدا من الذين تقابلوا معه وتلامست معه عن قرب ولم أجد سوى ترحيب وفهم عميق لكل ما عرض عليه.

رابعا : عندما يتهم بأنه أساء للفكر اللاهوتى هو وسكرتير عام المجمع المقدس ويأتى فى البيان      ( ولي سؤال نود أن نوجهه لنيافة الأنبا رافائيل بعد الآية التي ذكرها نيافته على حسابه " سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح " وذلك بعد ثورة العديد من أبناء البابا شنوده المحافظين على تعليم أبائهم وكنيستهم على تعيين الأساتذة الخلقيدونيين المنحرفين عقائديا تلاميذ الدكتور جورج بباوي ..... )
هل تعلمون من هولاء..... أحدهم الدكتور جوزيف موريس فلتس أحد علماء الكنيسة فى دراسات الأباء واللاهوت والذى تتخاطفه الأن كليات اللاهوت فى العالم وهو من تلامذة الدكتور نصحى عبد الشهيد !!!!

خامسا : عندما يتصدى البابا لأهم ملف فى الكنيسة وهو التعليم ويعقد سيمنار المعاهد اللاهوتية الكنسية فى الفترة 25 / 6 الى 27 / 6 / 2013 بإشراف الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس ويتم طرح حوالى 25 بحث فى حوالى عشر جلسات ( شرفت بإدارة إحدى الجلسات فيه ) ويجتمع فيه أكثر من 200 باحث وعالم علمانيين وأكليروس ويتم طرح كل مشاكل التعليم اللاهوتى ومشاكل معهد الدراسات القبطية ....هل هذا هدم للتعليم الكنسى !!!!

سادسا : عندما تشكل لجنة متابعة لتنفيذ توصيات المؤتمر من بعض الأكليروس والعلمانيين الدكاترة الجامعيين المتخصصين لوضع لائحة المعاهد الاكليريكية حتى تصير معترف بها فى الأوساط العالمية ..... هل هذا هدم للتعليم الكنسى !!!!

سابعا : عندما تشكل لجنة جديدة فى المجمع المقدس بإسم لجنة التراث ويرأسها نيافة الأنبا أبيفانيوس أسقف دير الأنبا مقار ويتم الأستعانة ببعض العلمانيين المتخصصين فى هذا المضمار لحماية التراث القبطى ( وأنا واحد منهم ) ويتم وضع خطط لكيفية توثيق وتسجيل والحفاظ على هذا التراث .... هل هذا هدم وتقسيم !!!

هذا نذر من كثير ولكن لكى لا أطيل أكتفى بهذا القدر
وأخيرا أتسائل من هم أبناء البابا شنودة وهل لديهم الجرائة والقدرة على الإعلان عن أنفسهم أم يتخفون خلف هذه اليافطة حتى لا يكشفوا عن نفوسهم المريضة .
" لا أهملك ولا أتركك حتى أننا نقول واثقين الرب معين لى فلا أخاف ماذا يصنع بى إنسان؟ "      ( عب 13 : 5 - 6 )


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter