الأقباط متحدون - أزمة القيادة والمزاج العام السيء فى مصر
أخر تحديث ٠٨:٤٥ | الخميس ٣١ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٢١ | العدد ٣٢٩٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

أزمة القيادة والمزاج العام السيء فى مصر

صوره تعبيريه
صوره تعبيريه

 عبد الله كمال 

المزاج العام السيء هو أحد بنود الحرب التى تخوضها مصر الان .. و هو فى حد ذاته هدف لاجدال فى أن مجموعة من الاطراف تدفع نحوه.
وسبب السعى لذلك من تلك الاطراف بسيط للغايه : انه اذا كانت ٣٠ يونيو ، كثوره غير متوقعه وتمتعت بحشد جماهيري غير مسبوق، قد اعتمدت على ارادة جماعيه قويه وروح معنويه مصريه جارفه فلا اقل من تفتيت تلك الارادة وتعكير تلك الروح .. مايؤدى بالتالى الى خفوت فى تيار الوطنيه المصريه الصاعد.. وشرذمة الاجماع العام بين متفرقات كُثر. 
 
ان التسميم الاعلامى العام ، واحتشاد عديد من الالات الاعلاميه والسياسيه والماليه خلفه وفى اتجاهه، هو المسئول الاول عن شيوع الاحباط والتوتر والقلق من الغد وفقدان الثقه فى المستقبل .. لكن هناك عوامل اخري تساعد عليه ، وتؤدى الى التاكد من ان تلك الحاله قد تستمر خلال المرحله الانتقاليه الحاليه .. ومنها : 
١- غياب القياده العامه ، اذ مع طبيعة الرئيس المؤقت الحالى ، وضعف الحكومه ، والحرج الذى يواجهه الجيش سياسيا ..فى الداخل والخارج .. فانه لاتوجد قياده حقيقيه قادرة على ان تدفع الجمهور فى اتجاه بعينه وتملؤة بالثقه .. بالاجمال نحن امام مجموعه من المنوط بهم ادوار محدده لايمكنهم القيام بها لعدم القدره.. او لان آخرين لايمكنهم القيام بالمنتظر منهم منعا لكثير من التقولات .. وبما فى ذلك قيادات سياسيه مضطره لان تفرض قيودا على نفسها فى ضوء اعتبارات محدده حتى وهى خارج تركيبة السلطه الحاليه . 
 
٢- اعادة تفجير التشرذم السياسي بين القوى الاجتماعيه والسياسيه المدنيه .. لسبب يعود اصلا الى صراعات النخبه .. ولان مابعد ٣٠ يونيو قد كشف عن طوية شخصيات اوهام نشات بعد ١١ فبراير ٢٠١١ .. واكتشاف ان النتيجه الثوريه الاولى ل٣٠ يونيو لم تطح بالاخوان وحدهم وانما اطاحت بغيرهم معهم .. وكما يقاوم الاخوان العزل المجتمعى بالعنف .. فان الاخرين يقاومون اعادة تقييمهم بالتسميم العام . 
 
٣- الحجم المهول للضغوط الخارجيه على المرحله الانتقاليه .. بعد ان اظهرت مصر فى ٣٠ يونيو انها يمكن ان تفاجىء العالم بما لم يتوقعه ولايمكنه ان يتوقعه .. وتعارض ذلك مع شبكه ضخمه من المصالح الاقليميه والدوليه .. وتدافع تلك المصالح عن نفسها بكثير من التصرفات التى تبدا بالدعم العلنى للاخوان ولاتنتهى بالنفاذ فى ثغرات متسعه بين عناصر قيادة المرحله الانتقاليه. 
 
٤- الاثار المعنويه للحرب على الارهاب ونتائجها الامنيه ، خصوصا فى سيناء ، واستمرار الاعلان عن سقوط ضحايا وشهداء من الجيش والشرطه فى ذات الوقت الذى لاتتمتع فيه قوى الدوله فى تلك الحرب بأله اعلاميه قادره على تجسيد نجاحاتها ومساعدتها فى تحقيق اهدافها. 
٥- ضغوط الازمه الاقتصاديه الناتجه عن ميراث مابعد ١١ فبراير ومن ثم عن ميراث حكم مرسي ، ويرسخها عجز الحكومه وضغوط الخارج والاوضاع الامنيه . 
 
٦- حالة المقاومه الاخيره من جماعة الاخوان التى تدرك انها فى مرحلة نهاية وانتهاء .. وامامها بعد نتائج ٣٠ يونيو محطات سوف تبذل مافى وسعها من اجل الا تمر حتى تحافظ على ماتبقي من حطامها .. والمحطه الاولى هى تعطيل محاكمات قيادات الجماعه وبما فى ذلك محمد مرسي .. وتعطيل مراحل خريطة الطريق من ان تصل الى مبتغاها. ط
 
بخلاف ذلك هناك اسباب اخري تدفع فى اتجاه مايؤدى الى تسميم المزاج العام .. وتعكير الروح المعنويه وتقييد صعود التيار الوطنى المصري وافقاد الشعب الذي حقق انجازا كبيرا فى ٣٠ يونيو ثقته بنفسه .. ومن ثم السعى لهدم السند الاساسي للتغيير التاريخى الحادث فى مصر الان. 
ويبقي السؤال : هل سينجح هذا ؟ وهل سوف تتمكن الاطراف المختلفه من احباط المصريين ؟ الاجابه تكمن فى ادراكنا اننا نواجه ( ازمة قياده) لها حلول كثيرة.. تتطلب الوضوح والجسارة والجرأة.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter