الثلاثاء ٢٩ اكتوبر ٢٠١٣ -
٢٠:
٠٧ ص +02:00 EET
د. رأفت فهيم جندى
عاد باسم يوسف وقدم لأول مرة بعد ثورة 30 يونيو حلقة جديدة من برنامجه الساخر والتى أثارت ضجة فى سخريته مما يفعله او يقوله البعض للتعبير عن محبتهم الشديدة للفريق السيسى، وهو الشخصية التي يقدرها معظم المصريين لدرجة تقترب من التقديس.
المصريون يرون فى السيسى ـ وعن حق ـ الشخص الذي خلصهم من كابوس الأخوان ولهذا يضعون له هالة لم تعطى فى التاريخ المصري الا لبعض الأفراد مثل سعد زغلول وعبد الناصر، فى التاريخ الحديث، ومثل أحمس في التاريخ القديم، ولكن هل هذا يجعل السيسى في مجال المقدس؟
باسم يوسف لم ينتقد السيسى شخصيا ولكنه انتقد محبة الناس الشديدة له من صنع قطع الشيكولاته والتعبيرات القوية للاحتفاء به وخلافه.
نحن بالحقيقة نشارك جموع الشعب فى محبتها للسيسى ونرى فيه الشخصية التي تنبأ عنها سفر اشعياء لخلاص المصريين ولكننا ايضا نؤمن بحرية الرأي في أن يقول باسم يوسف ما يراه ولنا ان نتفق ونختلف معه، الذين وصفوا باسم يوسف بقلة الأدب أو انه اراجوز وخلافه تعدوا حرية التعبير للشتيمة
شخصيا لا أوافق باسم يوسف فى زيادة استخدامه للتعبير والإيحاءات الجنسية، ولا للمبالغة الكثيرة فى الرقص وحركات الجسد ولكنه حر في استخدام هذه الأساليب.
لم اوافق باسم يوسف أيضا فى انتقاده لغلق بعض القنوات التابعة للإخوان المسلمين، لان هذه القنوات تحرض ضد الأمن العام ويكفى انها تبث الكراهية لبعض من فئات المجتمع، ولو كانت هذه القنوات فى اى دولة ديمقراطية لتم غلقها أيضًا.
كثيرا ما نتشدق بحرية الراى ولكننا نثور بعدها للرأي المخالف ومنها انتقاد محبة السيسى وانتقاد قصر خطاب الرئيس المؤقت عدلي منصور!
نحن نحب الفريق السيسى، ونحترم الرئيس عدلي منصور، وننظر بالإعجاب لمحبة الشعب الطاغية للسيسى والتى يخاف الامريكان منها ويحاولون معه ان لا يترشح للرئاسة مقنعينه بالاقتداء بشخصية جورج واشنطون، ولكننا أيضا نؤمن بحق باسم يوسف فى ان يقول ما يراه.
ولو اردت ان تقيس مدى الديمقراطية الحقيقة التي بداخلك فلا تغضب من الرأي المخالف لك طالما انه لا يصل للسب واستخدام الألفاظ الخشنة.