بقلم: إبراهيم جاد الكريم
لا شك أن التقدم المذهل الذى يحدث حولنا فى العالم كله وفى كل الميادين وخاصة فى عالم الأتصالات والذى يتقدم كل ثانيه خطوة جديده ونحن وكل العرب ما علينا الا التقدم كمستهلكين فقط أو مشترين لكل جديد وكأننا بأقتناء كل جديد ... نشارك فى التقدم العلمى العالمى !! وهذا رأى المتقاعسين أو العاجزين عن المشاركه فى التقدم ولو بمسمار واحد نقدمه مشاركة فى مركبه فضائيه !! أو جزء من كمبيوتر ... ولكننا أصبحنا كعرب أكبر الأسواق الأستهلاكيه لكل الأختراعات الغربيه من السياره الى الطائره ومن أدوات المطبخ الى ألعاب الأطفال .
ومما لا شك فيه أننا كمستهلكين لكل أختراع جديد فأننا نجر جرا الى أستعمال لغات أجنبيه دخلت الى بيوتنا وشوارعنا ومدارسنا و أطفالنا ونحن لا نشعر أننا نندفع الى الغربه بسرعه رهيبه و ألأمثله كثيرة وعلى مستوى وزارات التربيه والتعليم والتى حاولت أن تساير التقدم العلمى العالمى بتغيير أسم كمبيوتر الى : حاسب الى !!
وكأن المشكله هى فى المسمى أو أننا قد عربنا الكمبيوتر !! و قامت المشاكل بسبب هذه التسميه التى حولت الكمبيوتر الى حاسب ... فقط أو كالكيولاتور !! واذا كانت المشكله قد تم حلها و (تعريبها ) بمجرد التسميه وأنتهت عند التسميه فقط ... فماذا عن (نت) و (لنك) و (سيرفر) و (اكسبلورر) و (سايت) وغيرها مئات الكلمات التى يستعملها كل العرب على ... الكمبيوتر بدون الشعور بالتغرب عن اللغه العربيه وهنا يوجد الخطر الفعلى الذى بدأ مع التقدم العلمى العالمى منذ فتره بعيده وما كانت كلمة تليفون و دش و مترو و تاكسى و ريسيفر الا بدايات للتغريب الذى يجرنا ... كل ثانيه واحده الى التغرب عن لغتنا !!
والحل يبدوا مستحيلا وخاصة أن مجمع اللغه العربيه (حين كان موجودا) قد قام بعد جلسات طويله وقرر تغيير كلمة تليفون الى : مسره !! والسؤال الآن هو اذا كان التليفون مسره ... فماذا عن التليفزيون !!! وهذا المثال وحده يبين صعوبة الموضوع وأن تغيير المسميات وحده هو موضوع مظهرى فقط ولا يجارى العصر والناس تزهده فورا ويعودوا الى الأسم الأجنبى فورا !!.
و نفس الطريقه المظهريه هى التى تحكم حياتنا ... تغيير الأسم وكأننا قد ساهمنا فى التقدم العلمى بمجرد تسمية الأختراع بأسم عربى و يبقى كل شىء كما هو ... تحت الأسم والشكل العربى !!! و لكن نحن نتغرب كل ثانيه عن الهويه العربيه و اللغه العربيه ... مسافات بعيده ويفاخر الناس بأن الأبناء فى مدرسه أنجليزيه !! وكأن الآباء والأجداد كانوا ... أجانب أو التربيه واللغه الأنجليزيه ... هى المستقبل وحدها ولا بد للأجيال الجديده من أتقان اللغه الأنجليزيه كشرط (وحيد) للتقدم .... وهذا ما لم تحلم به الأمبراطوريه البريطانيه حين كانت – الأمبراطوريه التى لا تغرب عنها الشمس !! فى القرن الماضى وأذا كان ألأمريكى لا يشعر بالغربه حين يتكلم الأنجليزيه ... لأنها هى الأصل للغة الشارع الأمريكى ولكننا نشعر بالغربه حين نقضى الأيام ننطق بلغات أنجليزيه وأصبح الكل يضعها بنطقها الأنجليزى فى وسط جملة عربيه .... والكل أصبح يتناسى ... أو يتغاضى عن القاعده المعروفه : أن اللغه التى لا تقبل التطور العلمى والتكنولوجى الحالى .... تنقرض !!!.
وهنا منبع الخطر لأن المنطق والأستدلال عن اللغات المنقرضه ليدل دلاله واضحه أن اللغه التى لا تقبل التقدم التكنولوجى .... تنقرض !!! فهل اللغه العربيه الى أنقراض ... بالمنطق .