بقلم :مدحت عويضة
شريف سبعاوي عرفته منذ ما يزيد عن ثمانية أعوام، سياسي مصري نشيط ومتواجد، نتفق معا في أشياء كثيرة، وأختلف معه لكوني منتميا لحزب المحافظين الكندي، وبالرغم من الاختلاف بيننا فأبدا لم يصل يوما لخلاف، فشئ واحد يربطنا فنحن نشطاء من أجل الجالية ومن أجل مصالحها ومن أجل حقوقها، ومن أجل مصر بلدنا الأم، يسير كل منا في طريق ونصب عينيه نفس الهدف.
شريف يحق أن يطلق عليه لقب مجاهد، فبالرغم من الخسارة الفادحة التي تعرض لها حزب الليبرال في الانتخابات البرلمانية سنة 2011 لدرجة أن الحزب لم يحصل إلا علي نسبة تزيد عن عشرة بالمائة بقليل حيث حصلوا علي 34 مقعد من مجموع 313 هي عدد مقاعد البرلمان الكندي، ظن البعض أن الحزب الليبرالي قد مات للأبد، وانه لن يستطيع النهوض مرة أخري، ونصحه البعض بنسيان الحزب الليبرالي، ولكن كان له رأي أخر وكنت مع قليل من الناس الذين أتفقوا معه، أن الاستثمار السياسي الأكثر نجاحا سيكون مع حزب الليبرال، والحزب سينهض أن لم يحصل علي عدد مقاعد تمكنه من الفوز بتشكيل الحكومة في انتخابات 2015 سيحصل علي لقب حزب المعارضة الكندية، وسيفوز رئيسة بلقب زعيم المعارضة.
الأمور سارت بعكس توقعات الجميع بل فاقت توقعات أنصار الحزب الليبرالي نفسه، فشعبية حزب المحافظين تهاوت، بشكل لم يكن أحد يتوقعه، كذلك فبعد رحيل جاك ليتون فقد حزب الديمقراطيين الجدد شعبيته، وكله صب في مصلحة الحزب الليبرالي، بالإضافة والحق يقال أن فوز جيستين تردو بمنصب رئيس الحزب الليبرالي قد ساهم وبسرعة في أن يسترد الحزب عافيته.
فقد أظهر استطلاع للرأي قام بإجرائه منتدي البحوث الكندي، أن الحزب الليبرالي سيفوز بالانتخابات الفيدرالية، ولو أجريت الانتخابات اليوم سيكسب الحزب الانتخابات بعدد مقاعد تمكنه من تشكيل حكومة أغلبية، وفي أقل تقدير سيفوز بحكومة أقلية قوية!!!.
هذه النتائج التي جاءت بأخبار غير سارة لي ولأنصار حزب المحافظين، ولكنها بالنسبة لي لم تكن مفاجأة فقد كنت أتوقع ذلك وكم تكلمت مع قيادات من حزب المحافظين وكم حذرت وربما في مقال أخر سنشرح لماذا فقد حزب المحافظين شعبيته، ولكن في نفس الوقت نتائج استطلاعات الرأي جاءت بانباء مفرحة لأنصار حزب الليبرال، وخاصة صديقي شريف سبعاوي، الذي يستعد لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، عن دائرة ستريت فيل بمدينة مسيسوجا التي تتمتع بوجود قوي للجالية المصرية والعربية فيها، أصبح حلم شريف في الفوز بمقعد في البرلمان الكندي قاب قوسين أو أدني.
فهل يحقق سبعاوي حلمه وحلم الجالية بالفوز بأول مقعد في البرلمان الكندي، أعتقد أن الرجل يملك فرصة كبيرة جدا، بشرط أن يتحول حلم شريف لحلم لكل أبناء الجالية، فنحن نكاد نكون الجالية الوحيدة الغير ممثلة في البرلمان الكندي!!!!، بالرغم من كثرة عددنا وبالرغم من قوة الجالية الاقتصادية والتعليمية، فنحن نحتل المركز الثاني بين كل جاليات كندا من حيث الاقتصاد والأولي من حيث التعليم!!، ومع ذلك فشلنا أن يكون لنا ممثلا في البرلمان الكندي الفيدرالي أو حتي في برلمان مقاطعة، بل أننا لم نستطيع الحصول علي مقعد في أحد مجالس المدن!!!.
فهل يتحقق الحلم المصري ويصل شريف للبرلمان الأمر يتوقف علي مدي رغبة المصريين ومدي قدرتهم علي العطاء والعمل لتحقيق هذا الحلم، فالطريق طويل وشاق، وكما يقول شوقي
وما نيل المطالب بالتمنى******* ولكن تؤخذ الدنيا غلابَ