بقلم : ايهاب الهادى .

امسكهن  بين كفيه ينظر لهن انهن لامعات يبرقن بلون الذهب وكل منهن تعكس صورتة مثل المرآة , نظر الى نفسه وشاهد صورته تتكرر كجيش له نفس الشكل والطباع والحركات له نفس الابتسامة الخبيثة والافكار انها نظرة عينيه تفضحة الشر يزداد بهما كلما تكررت صورته عليهن.

 
اغلق يده عليهن واشاح بنظره بعيدا لعله يخفى صورة وجهه القبيح وتناولهن واحدة تلو الاخرى واغلق عليهم خزانته امتنع الضوء وساد الظلام وانطفاء البريق ولم يتبقى سوى صورته فى الذاكرة مع همهمات وهمسات مخنوقة وثورة مكبوته تريد الانطلاق , تريد الحرية .
 
ومن بعيد اتت اصوات الفرح مختلطة باصوات الطريق وصياح طفلة تلهو بوردة فى يدها مزهوة بفستان جميل والرياح تداعب تصفيفة شعرها الحرير وشقيقها الصغير يعطيها قطعة الحلوى تناولتها بعد كوب الحليب .
 
فإستيقظن من سباتهن يبدو انه قد آن وقت الرحيل هناك انوار الحرية تتلألأ ومن خلفهم يدنو نور الصليب .
 
وبآلام أقسى من آلام المخاض انطلقت اولى الطلقات محدثة دوى هائل لتدور وتدور فى داخل ماسورة تقذفها فى طريق مرسوم وهى من كانت تظنه طريق الحرية .
 
وفى لحظة من أقسى لحظات الزمان تعبر مريم موكب الزفاف لتصرخ اولى الطلقات ابتعدى او ليتوقف الزمان هل من حجر يردنى الى صدر من سلب حريتى ويريد ان يسلب الحياة , ويمضى الزمان فى لحظات كدهر لتخترق الجسد الرقيق وتستقر عائمة على كوب الحليب واخرى تصيح فى نشوى لقد اقتنصت قطعة الحلوى هل هذا هو طعم الحرية , واخرى واخرى الى ان اتت الاخيرة وقد نثرت جولها اوراق الورد  تسأل الجميع فى حيرة اين ذهب بريقكم اين ذهبت الحياة ولماذا اكتسيتن بحمرة الدم الا تخجلن .
انه الدم.
الدم الغالى .
ما أقساه ثمن للحرية