بقلم : أنطوني ولسن
أولاً : في مصر ...
مصر تواجه أصعب فنرة زمنية تمر بها لعدم الأستقرار . تعدد الأراء مع إختلافات في الفكر والنظر إلى المستقبل تجعل الأنسان المصري يتأرجح بين ما يتمناه لمصر والشعب المصري وما يراه على أرض الواقع . لذا لاعجب لو وجدنا المصري يعيش على الأمل في أن يكون الغد أفضل من الأمس واليوم . عن نفسي أتمنى من كل قلبي أن يتغير الوضع الحالي بتغير الحكومة ، لأنها لا تختلف عن حكومات ما بعد 25 يناير 2011 من تردد وعدم إتخاذ القرارات الحكيمة والسريعة . يجب أن لا ننسى أنها حكومة ثورة ، والثورة تحتاج إلى شجاعة وإقدام ، لا تخاذل أو إنقسام .
سأتحدث عن ما يقلقني في مصر . وسأحاول أن أكون صريحا إلى حد ما عند عرضي لما يشغل فكري وخاطري .
** المصالحة ...
نسمع كثيرا هذه الكلمة " المصالحة " مع الأخوان والأحزاب الدينية " المتأسلمة " التي ترتدي عباءة الدين للوصول إلى أهداف بعيدة كل البعد عن خدمة الوطن مصر والشعب المصري ، وأسأل نفسي وأسألكم عن معنى مفهوم المصالحة بإختصار شديد .
المصالحة تتم بين الأفراد بعضها مع بعض إذا حدث تصادم بين الجار والجار أو الصديق والصديق أو بين الأبن وأبيه وأيضا بين الزوجة والزوج ، أليس كذلك ؟ في هذه الحالة تدخل أهل الخير للمصالحة واجب مقدس . أما إذا أراد إنسان أو جماعة إيقاع الضرر بالوطن مصر والشعب المصري غير مهتمين لا بمصلحة مصر ولا الشعب المصري بإعلانهم علنا ودون مواربة أن مصر لا تعني لهم شيئا لا هي ولا الشعب المصري فماذا يجب فعله معهم ؟ الذين يستقوون بالخارج ضد مصر والشعب المصري هل نصالحهم ونتأسف لهم ؟ أم نقصيهم بعيدا عن مصر ونحاسبهم على ما فعلوا في مصر خلال فترة وجيزة من حكمهم دون خجل أو إحترام لشعب ظن أنهم أهل ثقة . فظهروا على حقيقتهم بأنهم خونة وعملاء للأستعمار الأنجلوصهيوأميركي ، ينحنون لهم وينفذون كل مطالبهم نظير الأستمرار في الحكم ونهب خيرات مصر كما فعلوا في محاولاتهم إسترجاع الأموال المهربة خارج مصر من فلول نظام مبارك الفاسد والأستيلاء عليها لصالحهم وليس لصالح مصر أو الشعب المصري .فهل هذا ما يريده الشعب المصري ؟!. لا أظن .. وكفاكم ضياع وقت وبلبلة في أفكار البسطاء منا .
** شباب الألتراس الأهلي أو شباب الزمالك . هل هذا الشباب تم تكوينه لتشجيع اللاعبين على الفوز ؟ أم التدخل بالسياسة وفرض أنفسهم كقوة لها بطشها وقوتها وعلى أتم إستعداد لأرتكاب حماقات قد تصل إلى القتل أو إشعال النيران وحرق الأخضر واليابس فيما تبقى من محبة بين أبناء وطن واحد إسمه مصر يواجه طعنات قاتلة من كل حدب وصوب ؟؟!!. إرحموا مصر والشعب المصري لكي يرحمكم الله .
** سلسلة حرق الكنائس وبيوت المسيحيين وخطف بناتهم القُصروإجبارهن على الأسلمة . أو فرض " أتاوه " جبرية على رجال الأعمال المسيحيين والتهديد بالخطف لكبارهم أو صغارهم ولا يُعيدونهم لزويهم إلا بعد دفع المطلوب . والسؤال الذي يطرح نفسه .. أين قوة القانون المتمثلة في الأمن ؟؟!!.
لماذا هذا التهاون في حقوق الناس بأن تعيش آمنة مطمئنة حتى تستطيع أن تعمل وتستمر بالعطاء لصالح مصر وكل المصريين ؟!.
لا أعرف لمن أوجه كلمتي !. هل للسيد وزير الداخلية ؟ أم للسيد المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت في ثورة الشعب المصري ؟؟!!. نفس الشيء أسأله للسيد رئيس الوزراء وحكومته أيضا المؤقته في ثورة الشعب المصري ؟؟!!.
ما حدث يوم الأحد 20 من شهر أكتوبر 2013 أمام كنيسة العذراء والملاك بالوراق له عار في جبين كل المصريين ، عار يضاف إلى الكثير من العار لما يحدث للمسيحيين في مصر . يوم الزفاف هو يوم فرح وبهجة سواء بالنسبة للعريس والعروس أو عائلتيهما وأصدقاءهما ولربما يكون بين المهنئين أصدقاء لهم من المسلمين . يوم الزفاف عند الأم بالذات هو يوم السعادة والبهجة لزواج الأبنة أو الأبن لأنهما سيكون لكل عائلة منهما بيت جديد يضاف إلى بيوت العائلتين . يوم زفاف الأبناء يوم سعادة وحمد وشكر لله عند العائلتين . لأن بالزواج سيزداد عدد الأولاد والبنات . كل هذا وأكثر يوم إقتران رجل وإمرأة بزواج مقدس هو يوم تفرح فيه الملائكة وترنم ترانيم الفرح والسعادة .
هذا ما كان في ذلك المساء وأم العروس البالغة من العمر 65 عام تقف مع إبنتها وزوج إبنتها بعد الأنتهاء من مراسم الزواج وإذ بشيطان الغدر والخسة يرسل برجلين " أو أكثر " راكبين درجات بخارية ممسكين برشاشات نارية يطلقون الرصاص منهما فيصيب الأم التي ربما تكون قد أنقذت إبنتها و تلقت طلقة أو أكثر من طلقات الحقد واللا ضمير فوقعت على الأرض مدرجة بدمائها . أريد أن أتوقف عند هذا المشهد وأسأل هل هذا المشهد لا يبكي قلوب أمهات من يقومون بهذه الأعمال الأجرامية ؟ أم أن أمهات الأرهابين لا قلوب لهن ؟!. يضاف إلى الشهيدة أم العروس سقط ثلاث شهداء أخرين وبلغ عدد المصابين 18 مصابا ومصابة ، بعضهم في حالات حرجة .
الغريب أنني قرأت إستنكار من حزب العدالة والحرية ورئيسه لهذا الفعل المشين . وأسأل هل مازال هناك حزب للأخوان ؟!. بالإضافة إلى بقية الأحزاب المتأسلمة تعترض وتشجب . وأسأل أيضا منذ متى تشجبون هذه الأفعال الدنيئة وأنتم مشاركون في أمثالها ؟!.
وقفنا وقفة الأخوة عند إستشهاد الطفل البريء الفلسطيني أحمد درة وشجبنا الفعل الإسرائيلي الغشيم . وقفنا وقفة الأخوة عند مقتل الدكتورة مروة الشربيني في ألمانيا وشجبنا الفعل وشاركنا في مظاهرات ضد المانيا . فهل ننتظر أن يخرج أبناء مصر الشرفاء لشجب هذا العمل وحث الحكومة على العمل السريع وليس مجرد إعلان حكومي يُظن به أنه يشفي جروح المسيحيين ؟
مع شديد الأسف مثل هذه الأفعال التي ترتكب ضد المسيحيين في جميع البلدان الأسلامية عربية وغير عربية ستوقظ ما حاول العالم الأسلامي طيه طيّ النسيان ما فعله المسلمون الأوائل عند غزوهم البلاد الأخرى وما فعلوه مع شعوبهم ، سيغير نظرة العالم الحر في الأسلام والمسلمين . فهل عقلاء المسلمون راضون لما يحدث للمسيحيين كما أوضحت لجميع مسيحي العالم الذين يعيشون في دول إسلامية هي في الأصل دولهم ؟ وهل سيظل هذا الوضع إلى مدى الحياة وليذهب المسيحيون إلى جهنم وبئس المصير ؟ كما زغرد وفرح المتأسلمون وكانت شماتتهم واضحة طالبين القضاء عليهم " المسيحيون " " وخلي " السيسي ينفعهم " .
إذا كانت قوات الأمن غير كافية أو قادرة على حماية المصريين بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدين . فيجب على وزير الداخلية أن يكون شجاعا ومواجها للحقيقة التي يراها ويطالب إما بمساعدة القوات المسلحة ، أو بتحويل أعداد كافية من المجندين بالجيش للأنضمام إلى قوة الداخلية كما فعل المرحوم زكريا محي الدين وزير الداخلية في عهد عبد الناصر ، طيب الله ثراهما . نتطلع إلى الأهتمام بهذا الأمر . لأن الله لا يحب المقصرين في أداء واجبهم .
العالم الأن أصبح قرية صغيرة . فهل سنرى البعض من أصحاب الضمائر الحرة من مسلمين وغير مسلمين من العرب أو غير العرب حول العالم يخرجون في مظاهرات مطالبين بوقف الأعتداءات الغاشمة على المسيحيين ؟ نحن لا نستقوي بالخارج . لكننا نريد مساهمة أحرار العالم في وقف هذا العمل الأجرامي ومحاولة القضاء على مسيحي الشرق .
** هناك الكثير مما يحدث في مصر يستحق الأشارة إليه . لكن سأكتفي بالمرور سريعا على قانون المظاهرات .
مما لاشك فيه توجد ضرورة ملحة في إصدار قانون المظاهرات لأهميته في ظل هذه الظروف المتشابكة والمتناقضة التي تمر بها مصر، وخاصة في حالة الطواريء المعمول بها حاليا .
في أستراليا مثلا هناك حديقة "هايد بارك " في قلب مدينة سيدني يمكن للناس الذهاب إليها جماعات وأفراد ويمكن لأي شخص أن يقف بمفرده ليقول ما يريد أن يقوله في مخاطبة من يريد أن يستمع إليه دون تدخل من الشرطة . لكن في حالة القيام بمظاهرة سواء ستبدأ من الحديقة ثم تخرج إلى أماكن أخرى مطالبة لحقوق أو مخاطبة حكومات غير أسترالية تتوجه فيه المسيرة إلى حيث يوجد القنصل العام أو السفير ، أوإلى أي جهة حقوقية يجب تقديم تفاصيل الطلب وخطة الطريق التي ستتبع للشرطة لتصحيح المسار إذا رأت فيه تعطيل لحركة الحياة في المنطقة التي سيسيرون فيها . تتم الموافقة ويتواجد رجال الشرطة حيث التجمع ويكون لهم حوار بسيط مع منظمي المسيرة أو المظاهرة . بالطبع الطلب المقدم موضح به وقت التجمع ووقت فض المظاهرة أو ما يمكن تسميته بالمسيرة . ويا دار ما دخلك شر .
وهذا عكس ما كان يحدث منذ 25 يناير 2011 وحتى لحظة إعداد قانون التظاهر الجديد . مع الأسف كالعادة التي يتبعها البعض في مصر تبدأ المعارضة والتشويه على فائدة مثل هذا القانون لتنظيم الحياة في الشارع العام المصري . بهذا القانون ، لن نجد إعتصامات ولا تخريبات لمصالح الدولة ، ولا خروج عن القانون وإشعال الحرائق وإقتحام أقسام الشرطة وحرقها . نتمنى تطبيقه خاصة في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها مصر حالياً.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع