الأحد ٢٠ اكتوبر ٢٠١٣ -
٢٢:
٠٢ م +02:00 EET
تعبيرية
بقلم : نعيم يوسف
منذ عدة أيام كتب المهندس " باسل نصرالله " – مستشار مقتى سوريا – مقالاً ، رائعاً ، تحدث فيه عن أسباب خوف المسيحيين من العيش فى المجتمعات الإسلامية ، و فشل الحكومات فى إحتواء هذه الأسباب ، و التى أدت فى النهاية إلى هجرة ملايين المسيحيين من الشرق الأوسط الأمر الذى بات يهدد من وجود شرق أوسط خال من المسيحيين ، و من أبرز الأسباب التى أوردها " نصرالله " هو إحساس الشخص المسيحى بالتفوق العلمى ، و بغض النظر عن طائفية هذه الفكرة أو عدمها فعلينا الإقرار و الإعتراف بوجودها ، و بالتالى فإن الشخص المتفوق – بحسب نصرالله – يتوقع المشاركة فى الحكم و صنع القرار ، و إن لم يحدث هذا الأمر فهو يتخوف من سيطرة الأغلبية على الحكم .
و بدلاً من أن تحتوى الحكومات المصرية المتعاقبة هذا الشعور لدى الأقباط ، زادت الأمور تعقيداً فبدلاً من إبراز القامات العلمية و الرموز القبطية الناجحة فى المجتمع ، حاولت عامدة متعمدة طمس هذه الرموز بطريقة فجة لصالح تيارات إنتهازية متطرفة ، بل وصل الأمر لحد طمس هوية و معالم الرموز القبطية حتى فى الفترات التى تجلت فيها أبهى صور الوطنية مثل حرب أكتوبر 1973 ، الأمر الذى زاد من إحساس الإضطهاد لدى الأقباط بمختلف صورة الرسمى و المجتمعى !!
و لم يتوقف الأمر عند طمس هذه الرموز فحسب و لكن وصل إلى إغتيال أى محاولة أو طموح قبطى فى الظهور فى الأفق عن طريق إستبعادهم من المناصب الإدارية و الحساسة فى البلاد ، و لم تكتفى الحكومات بهذا ، بل راحت تصنع لها " شخصيات هلامية " لا وجود لها ، ليتحدثوا بأسم الأقباط فى الظاهر و ليكونوا رموزا للأقباط ، و لكنهم متلونون ، منافقون يتحدثون بأسم الدولة و ماترتضية ، و ليس بأسم الأقباط .
و للأسف ، لأنهم ظهير خلفى لهذه الحكومات التى صنعتهم فلم يسقطوا عندما سقطت هذه الحكومات ، و لأنهم منافقون متلونون ، فقد لبسوا ثياب الثورة ، و خرجوا مرة أخرى على الفضائيات ، ليتحدثوا هذه المرة و بكل بجاحة بأسم " الثوار الأقباط " ، و راحوا يلعبون نفس لعبتهم القديمة و يكونوا سوطاً على ظهور الأقباط ، و ليس صوتاً لهم ، حيث علت أصواتهم ليطالبوا ببعض القوانين و المواد الدستورية التى تهدر أبسط حقوق الأقباط ، التى ظلوا عشرات السنين يناضلون و يحرقون و يذبحون و يدهسون و يسحلون فى الشوارع من أجلها ، و كل هذا طمعاً فى فضة يهوذا الخائن ، فهل تنتبه الدولة إلى ذلك و تركز على الرموز القبطية الناجحة فعلا ، أم أنها ستختار نفس الطريق الذى صنعته الحكومات السابقة ، و تصنع هى أيضا لها " يهوذا " ، أم أنها ستريح نفسها و تفضل التعامل مع المؤسسة الكنسية ، و تترك الأقباط " يولعوا " ؟؟.. و كما قال الشاعر " هشام الجخ " : " متلومش على الديب اللى خان .. إحنا اللى خرفان بالوراثة " .