الأقباط متحدون - الدستور أولاً
أخر تحديث ١٩:٣٥ | الأحد ٢٠ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ١٠ | العدد ٣٢٨٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

الدستور أولاً

بقلم : جرجس وهيب 
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الانتخابات الرئاسية والمرشحين للانتخابات ومن هم وهل يجوز أن يترشح الفريق البطل عبد الفتاح السيسي أم لا وأنا شخصيًا سأكون مع الفريق السيسي إذا خاض الانتخابات الرئاسية .
 
وهل تقام الانتخابات الرئاسية أولا أم الانتخابات البرلمانية مما جعل هناك اختلافات ليست بالقليلة في فريق ثورة 30 يونيو المجيد، فالبعض يري ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية أولا حتي لا يجمع الرئيس القادم بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، والبعض الأخر يري ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية أولا ولكل من الفريقين مبرراته الوجيهة لذلك  .
 
ونسي الجميع أن هناك معركة أهم من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية هي الدستور فالدستور هو أبو القوانين وهو الذي يحدد شكل الدولة القادمة وهويتها وهو العمود الفقري للدولة فلابد أن يلقي الدستور كل الاهتمام الواجب من كافة الأحزاب المدنية والحركات الثورية وجميع مؤيدي ثورة 30 يونيو حتي يخرج لنا دستور يدشن لمصر الجديدة التي تضمن الحياة الكريمة لمواطنيها ويتعايش فيها المسلم والمسيحي بجوار بعضهما يأخذ كلا منهما حقه في الوظائف دون النظر للديانة ويقوم كلا منهما بواجباته غير منقوصة تجاه الوطن .
 
فالكثيرين يتعاملون مع الدستور وكأنه معركة محسومة لصالح التيار المدني ومؤيدي ثورة 30 يونيو في حين أن هذا الكلام بعيد عن الحقيقة فالأحزاب الإسلامية لها الكثيرين من مؤيديها وستحشد لهذه الانتخابات بكثافة تحت دعاوي كثيرة  في الغالب ستصوت بلا علي الدستور وسيشن حول الدستور معركة دينية كالمعتاد وسينساق خلفهم أعداد ليست بقليلة وبخاصة في القرى والعزب والنجوع التي ترتفع فيها معدلات الفقر والأمية وستتحول انتخابات الدستور كالعادة إلي معركة الجنة والنار وسيخرج علينا شيوخ الفتاوى بالعديد من الفتاوى التي تكفر من يصوت علي الدستور القادم بنعم علي اعتبار انه دستور من وجهة نظرهم المريضة غير إسلامي ويحارب الإسلام  وفي حين من اعدوا الدستور جميعهم مسلمين باستثناء تقريبا 4 أقباط .
 
لست أدرب الودع ولكن خبرتنا مع هذه التيارات الدينية خلال الانتخابات الماضية سواء الاستفتاء علي التعديلات الدستورية والانتخابات البرلمانية والشورى والرئاسة والدستور استخدم فيها نفس الأسلوب فطبيعي أن يستخدم ألان وسيكون بشكل اكبر وأكثر فجاجة  .
 
فهل في هذا الجو  المشحون الذي أتوقعه نجد من يتحدث عن الانتخابات الرئاسية وهل يحق للبطل الفريق عبد الفتاح السيسي الترشح أم لا فلابد ألان فور خروج مسودة الدستور التي أتوقع أنها ستكون مرضية بشكل كبير لغالبية الأحزاب والحركات المدنية الوطنية وغير مرضية للأحزاب الإسلامية بمن فيها حزب النور وحلفائهم من الحركات الثورية التي يدعون الثورية مثل قيادات 6 ابريل والالتراس وبعض رجال أمريكا بمصر .
 
فيجب أن تبدأ الأحزاب في تنظيم أنفسها من ألان كيف ستتحرك داخل قري ونجوع مصر لشرح الدستور وكيفية الرد علي افتراءات وأكاذيب الأحزاب الدينية المتوقعة وما الطريقة المثلي لضمان وصول الناخبين للجان الانتخابية بأمان والنظر في تشكيل لجان شعبية من شباب الأحزاب والحركات الثورية لرصد أي تجاوزات أو محاولات من جانب أنصار مرسي وحلفائهم لإعاقة سير الانتخابات هذه الأمور هي الأهم الآن فلابد لقيادات حركة تمرد وجبهة الإنقاذ أن تسارع بعقد اجتماعات مشتركة للتباحث في مثل هذه الأمور.
 
فالدستور أهم وابقي من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فهو من سيحدد شكل الدولة لعشرات بل لمئات السنين القادمة فلننحي جانبا الخلافات في الرأي الآن ونتفق علي ضرورة أن يكون نسبة التصويت علي الدستور اعلي من الدستور الماضي الذي صوت عليه 32 % فقط من عدد الناخبين فلابد من ألان الاستعداد لحشد الناخبين ولابد أن ترتفع نسبة المشاركة لأكثر من 60% علي الأقل وسيكون ذلك رد حاسم لكل من حاول أو يشكك في ثورة 30 يونيو المجيدة، وبعد الانتهاء من معركة الدستور سيكون لدينا وقت كافي للتباحث في باقي الأمور.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter