بقلم :د.ماجد عزت إسرائيل
تعتبر الكنيسة القبطية مؤسسة دينية ذات تراث عريق يمتد أكثر من ألفي عام، وتأخذ هذه المؤسسة شكلا هرميا يأتـي على قمته البطريرك أي( البـابا )، و هو المــسئول عن كل شيء، ويرجع ذلك إلى أنه"رئـــــيس الأساقفة "فهم الذين اختاروه – بعد مشيئة الله- وكـرزوه، لذلك ينص في وثيقة تكريز البابا على لسان الأساقفـــــة يـقول: " لكي يرعانا بكل الرأفة والوادعـة " فمع أتساع حجم الكنيسة فى داخـل مصر وخارجها،قــــام بتعين العديد من الأساقفة لمتابعة النشاط الرعوى لكنيستنا القبطية.
ففى ظل جلوس المتنيح البابا (117)"شنودة الثالث" (14 نوفمبر 1971- 17 مارس 2012م)،نظر لكثرة الأعمــــال فى الدار البطريركية قـــــام بتـعين العـــديد من الأساقفة العموم فى السكرتارية لقـداسته هما: الأنبا الأنبا "بـطرس" تـولى دير ماريوحنا "بطمس" وبجانبه تولى رئاسة قناة "أغابى القبطية".
بينما الأنبا "يؤانس" أقتنص كل شىء،أسقف عام،سكرتر البابا،رسامة أخية"الأنبا "غــبريال"وكان له أكثر من ثلاث سكرتارية خاصة لـقداسته ــ الأستاذ ظريف وللأسف راجل مش ظريف ــ ،و كانت قنــــاة (سى تى فى) من المــتابعين و الـمؤمنين بنشاطه، وربما أعـتقد كان مشروع بطريرك وفشل،وخاصة عقب نبــــــوءة صيف2009 م،بإنه البطريرك القــادم،وكان رجل الكنيسة فى التعاملات فى الملف الأمنى مع الدولة (حسب ما ذكرت بعض الدوريات).
أما الأنبا "أرميا" فبعد رسامته تصارع مع نيافة الأنبا "يؤانس" على الشـو الإعلامى، لدرجة أجبر قداسة البابا شنودة على أفتتاح "قنــــاته" "مار مرقس" من داخـل مستشفى مستشفى كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية ،وكان البابا فى حــــالة لا يــــرثى لها،لدرجة علق البعض، ومنهم الدكتور "مشيل فهمى" قائلا:"قناة لكل أسقف"؛وعندما زاد الصراع بين نيافة كل من "يؤانس" و"أرميا" بسبب التصريحات ، أكتفى قداسة البابا "شنـــودة" حتى نياحته بنيافة الأنبا "بطرس" وأصبح كلاهما لا مهام لهما.
ومع تولى الداهية السياسية نيافة الحبر الجليل"باخـــــوميوس" مطران البحيرة وتوابعها ،قائمقام البطريركة للإدارة أمــــور الكنيسة حتى يتم أختيار بطريرك جديد،قام بالعديد من الأصلاحــــات ،تعين سكرتارية خاصة بقــداسته ،ونجــــــح فى فصل ومنع سكرتارية المتنيح قــداسة البابا "شــنودة"من ممـــارسة أى مهام،وأصبح لا وجـــود لهم يذكر،وعندما فتح باب الترشح لمنصب البـــطريرك رقم (18)، أطاح بهم جميعاً،وعلى رأسهم سكرتير المجمع المقدس نيافة الأنبا"بشوى"، وكان شعب كنيستنا سعيداً بكل هذه الخطوات،بل نادى الجميع بإن يكون الأنبا "باخوميوس" البابا القـادم،ولكنه رفض ذلك، وقام بالإشراف على الانتخابات البطريركة،التى أنتهت بالقرعة الهيكـــلية بأختيار البابا رقم (118)"تواضروس الثانى".
وبعد تجليس البطريرك البابا (118)"تواضروس الثانى" فى 4 نوفمبر 2012م ـ أطال الله عـــمره سنوات عدة ـ تمنى شعب كنيستنا التخلص من الثلاثى (مثلث برمودا) كما أطلقت عليهم بعض الدوريات،ولكنهم رفضـــوا تــــولى رئاسة بعض الأديـــــرة أو الإبروشيات،ولكن نجح المجمع المقدس من الاطاحة بالأنبا"بيــشوى" وتولى نيافة الأنبا "روفائيل" بدلا منه ،بينما فشل البابا فى أقناع الأنبا"يـــؤانس" بتولى أحد أديرة الصعيد، فى منصب الرئيس،مكتفياً بلقب الأسقف العام للخدمات،ولكن للأمـــانة التاريخية نيــافته إلتزم الصمت،وقليل فى الشو الإعلامى فى هـــذه الأيـام،وكأنه يعيد قـــراءة المشهد من جديد،وربما أتمنى أن يعود لبيته الطبيعى فى الدير.
أما نيافة الأنبا" أرمــــيا " الأسقف العام،ورئيس المركز الثقافى القبطى،وقناة مار مرقس،ورجل الأخوان المسلمون بالكنيسة ــ حسب ما ذكرت شتى مصادر الإعــلام ــ فبين عشية وضحاها يطل علينا بالشــو الإعلامى، ويتسبب للكنيسة فى مواقف حرجه نذكر على سبيل المـــثال وليس الحصرفى 23 سبتمبر 2013م نشرت جــريدة المصرى اليوم له قائلاً"تعديل المادة الثالثة من الدستور يضر بالمسلمين والمسيحين" ذات الجريدة فى 25 منه ذكرت قائلاً"أقباط ينظمون وقفة صامته أمام الكاتدرائية ضد الأنبا أرمــــــيا بسب المادة الثالثة من الدستور" للمطالبة بعودته إلى الدير، بسبب تصريحاته التي طالب فيها بعدم تغيير نص المادة الثالثة من الدستور من «المسيحيين واليــــهود» إلى «لغيــــر المسلمين»، رغم موافقة الأنبا بولا، ممثل الكنيسة.
كما أن نيافته فى تغريدة له على موقع تويتر يهنئ الأمة الإسلامية والشعب المصري بعيد الأضحى، مصلين إلى الله أن يحفظ مصر ويصونها من كل شر ــ شىء جـــــميل لا أحد يعترض على المحبة للآخر وشريك الوطن ــ ولكن لم يكتفى بذلك بل قـام بنشر مقال بعنوان" مصر الحــلوة.. عيد الأضحى" بتاريخ أكتوبر 2013م،بجريدة المصرى اليوم، لدرجة علق الأستاذ "مجـدى خليل"قــائلاً "بدون تعليق" وفى موضع آخركان يحث على الأهتمام بالفقراء ــ أتمنى أن يفعل ما يقول مع أطفال كنيستناً ،والأيتام والمساكين،والذين قتلوا وحرقت منازلهم وطردوا من ديارهم، ، أعتقد أن الإنسان أن يكون قدوه للآخرين!
كما نذكر فى ذات السياق الشو الإعلامى ممثل الكنيسة القبطية، فى دستور ما بعد ثورة 30 يونيو 2013 م نيافة الحبر الجليل الأنبا "بولا" ونتذكر مشهد له وهو يوصف فى دستور الأخوان المسلمون 2012م،علاقته بالشيخ "ياسر برهـــامى" ومدى المحبة الزائدة بينهما،وبعد فترة وجيزة،جاء فديو عبر اليوت يوب يوضح خديعة الشيخ للأزهـر والكنيسة،وكأن نيافته نسى تكفير "برهامى" المستمر للأقباط .
والسؤال الذى يطرح نفسه أين قــداسة البابا "تــــواضروس الثانى" من أساقفة الشو الإعلامى؟،ربما أعتقد ويعتقد الآخرين مدى ما يتمتع قــداسته من حكمة فى إدارة الأمور داخل المؤسسة الكنيسة،وخاصة بعد موقـفه الوطنى الأخير من ثورة 30 يونيو 2013م، وحديثه المتميز مع الإعلامى "خيرى رمضان" ربما لم تأتى الســــاعة بعد،ولكن بــات الفرج قريب لرجوع أساقفة الشو الإعــلامى لأديرتهم،وهـــذا ما يتمناه شعب الكنيسة فى داخل مصر وخارجها.