بقلم : مدحت بشاى
حقيقى، كيف لى كمواطن مصرى ملاحقة حكاوى الارتباك والهطل وحالات التخبط السياسى المنتشرة والمتكررة؟ ومنها على سبيل المثال حواديت الانتقال اليومية لسياسيين وكتاب وأصحاب رأى وفنانين وغيرهم من مواقع الصفوف الأولى المنحازة للثورة والظاهرة بتميز إعلامى فى صدارة المشهد إلى مواقع من ينفون أنها كانت ثورة أصلاً ودون أسباب مقنعة أو حتى أمارات مبررة للتحول الغريب، وعلى الجانب الآخر يدعى بعض شباب الإخوان الانشقاق على من أسقطتهم الملايين من علياء كراسى السلطان المغتصبة بصناديق مدفوعة الأجر، فتهرول إليهم كاميرات الخيابة، بنفس قدر تسارع تلك الكاميرات والتفافها بإلحاح إعلامى حول بعض انتهازيى الأحزاب السلفية، وهم يهاجمون الإخوان، «مع أنه زمان كانت الطعمية من الفول، والفول من الطعمية، والكل كان آخر حلاوة على منصات الإرهاب والشتائم والسباب فى رابعة والنهضة، واللى مش فاهم إن حزب النور حزب براجماتى ممكن نعذره، لأنه يمكن ما حضرش اليوم من أوله».. فى بداية العرض الجماهيرى الميدانى كان حزب النور فى منتهى الامتثال والتبعية الحنينة لجماعة الإخوان و«احنا بنكمل بعض يا مرسى وخليكم انتم المخ واحنا العضلات»، حتى تملك من دور الوصيف أو الرديف، وصولاً لفرض تطوير موقفه إلى دور الشريك، وأخيراً الحضور المفاجأة والمشاركة فى مشهد الإزاحة للإخوان ورئيسهم وحزبهم ودستورهم بعد ثورة ٣٠ يونيو التى رفضوا المشاركة فيها، وكمان يقولوا لا للبرادعى رئيساً للوزراء وكله يكش ويطاوعهم كإنه ماسك لهم ذلة لا سمح الله، نعم كان لابد من الدخلة الشديدة دى لحزب النور، وقالوا ياروح ما بعدك روح، واتفضلوا انتم بالسلامة يا إخوان زمن السجون وراكم محاكمات وحظر للجماعة وهم ما يتلمْ.. اتفضلوا انتم واحنا البديل الأمين والثورة مستمرة يا أحفاد البنا وسلمونا الراية.. نعم كان الحضور الضرورة لحزب النور فى فرح سقوط الإخوان، والتوقيع وكمان إلقاء كلمة بالمناسبة مع أنه موجود فى الحفلة شباب «تمرد» والأزهر والكنيسة والجيش والشرطة وجبهة الإنقاذ، وجميعهم كان للحزب معاهم مشاوير وحكايات مش لطيفة لكنه نداء الوطن (فيه أحلى من كده حزب يحضر حفل إعلان تلبية طلب الملايين الغفيرة بإسقاط نظام مرسى الذى كان قد استدعاهم فى بداية المشهد الينايرى، فأتوا من كل فج عميق ليشكلوا مع شركائهم الجهاديين والانتحاريين وأتباع «القاعدة» وأصحاب التاريخ التليد فى التفجير والترهيب أحزاباً بمرجعية دينية واوعوا تعدوا لا ينحسدوا)..!
«والآن وبنفس النعومة والحنية يقترب حزب النور من رموز مؤسسة الأزهر الشريف فى تحول نفعى حتى الانتهاء من وضع الدستور، والتفرغ لرموز القوى السياسية والأقباط والائتلافات الثورية والثورية بشرطة (وبالفعل صرح د. أبوالغار لجريدة الوطن أن هناك بالفعل لقاءات مع السلفيين، وأنه لا يمانع من وجود أحزاب ذات مبادئ إسلامية فى خلفيتها، ولكن لا تستخدم شعارات دينية ولا تُكفر الآخر.. ) يعنى إيه حد يفهمنى؟!!.. دكتورنا، أحلفلك بإيه إن ثورة ٣٠ يونيو قامت لرفض اللى انت بتعلن الترحيب بيه ده!!.. والله العظيم وما ليك عليا حلفان «٣٠ يونيو» كانت من أجل إقامة دولة مدنية عصرية بعيداً عن ممارسات وتدخلات أصحاب العمائم البيضاء والسوداء، وحياة دخولك عالم السياسة على كبر (على حد قولك) بعد ماجه نص أطفال مصر على إيديك طبيعى ولا بالمجهرى أو الأنابيب، وحياة كارثة إلغاء الحرس الجامعى برضه على إيديك ورفع معاليكم القضايا دون وجود البديل، وعليه تنعم جامعاتنا الآن بحياة تحت شعار «كل يوم كوارث.. ادعى لحركة ٩ مارس».. وحياة تعاطف حزبكم مع الخطوة العبقرية للدكتور البرادعى بإعلانه الانسحاب من نظام كان رأيه إنه ضد حقوق الإنسان لمجرد ممارسة حق أصيل فى محاربة الإرهاب وصُناع النكد الأزلى على أراضيها.. وحياة كل الأشياء اللطيفة دى دكتورنا العزيز أنتم ومجموعة الأحزاب فى جبهة الإنقاذ بلاش الرجوع للمربع صفر بعقد تحالفات وصفقات تودينا لغزوة صناديق جديدة، و«نعم» المؤمنة و«لا» الكافرة ... تعبنا.. كفاية حرام.
أما الثائر خالد داوود، فقال بعد أن رد الإخوان على حنيته عليهم، ورفضه فض اعتصاماتهم البريئة المسالمة اللى احتضنت أهالى رابعة والنهضة بكل حب.. قال «إن اعتداء أنصار جماعة الإخوان المسلمين عليه لم يغير من موقفه تجاه الجماعة، وأنه لايزال يسعى لإدماجهم».. وكأنه لايدرى أنهم من يُقصون أنفسهم ببغيهم وكراهيتهم للوطن والحق والإبداع والخير والإنسانية فى كل شارع وحارة وبيت، وزرعوا فيها الفتن والانقسام يا بن داوود!!
medhatbe@gmail.com