بقلم : نعيم يوسف
عندما أعلن رئيس الجمهورية " عدلى منصور " عن إطلاق مشروعين قوميين و هما المحطات النووية و تنمية قناة السويس ، لم نجد صدى إعلامى واسع لهذه الخطوة الهامة فى تاريخ شعب من المفترض أنه قام بثورتين لتصحيح أوضاعه و تحقيق طموحة فى التنمية و التقدم ، و لكن الشئ الغريب هو أن تأخذ مباراة كرة قدم بين مصر و غانا كل هذا الاهتمام الذي كان من المفترض أن تأخذه هذه المشروعات القومية إذا كان هذا الشعب و هذه الدولة بالفعل تريد التنمية و التقدم و تريد أن تصبح " أد الدنيا " .
و من المفهوم و الطبيعى أن الرياضة عامة هى شئ ترفيهى – و لا نحقر هنا من قيمتها ، و لكن يجب أن تأخذ حجمها الحقيقى – خاصة فى المجتمع المصرى ، و فى الفترة الأخيرة بالذات التى يحتاج المصريين فيها إلى الترفية ، من كثرة الأحداث الحزينة التى مروا بها ، و لكنهم يحتاجون فقط إلى " الترفيه " و ليس إلى " التغييب " !! ، ولكن للأسف نجح الإخوان عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعى فى إقناع الكثير من المصريين بأهمية و محورية هذه المباراة فى حياتهم ، و جروا المجتمع كله – و للأسف بمثقفيه – إلى هذا المستنقع من فكرة أن فوز المنتخب المصرى هو إنتصار لمصر و للفريق الذى يدعم خارطة الطريق ، و هزيمتهم هى إنكسار للبلاد كلها ، فى خطة غير خافية على الشعب لأنها قديمة جدا و من ايام حكم الرئيس الأسبق " مبارك " ، و لكن الغريب هو إنسياق المجتمع وراء تلك الفكرة !!!
لقد كشفت هذه المباراة هشاشة الحلم المصرى حتى لدى المثقفين منه ، و أن الثورات المتعاقبة ، لم تغير شيئاً فى المجتمع المصرى بنخبته و مثقفيه ، إنها فقط غيرت وجوه الجالسين على الكراسى ، و مازلنا نقع أسرى للأنظمة التى حطمت أحلامنا ، وحطت من أهدافنا فى الحياة ، و جعلتنا مفعول به و ليس فاعل ، و هنا يجب التحذير إن لم يتغير المجتمع و يغير من أفكاره و أهدافه و يعرف بالضبط ماذا يريد ، فلن يتغير شئ حتى لو قمنا بمائة ثورة ، و حتى لو حكمنا مائة شخص مثل " عبد الناصر " ، طالما أحلام الشعوب قزمة ضئيلة و ضحلة ، فلن تتقدم أبداً !!!!