بقلم: عماد خليل
يُطلق على هاني هلال "وزير المعارك والتصريحات اللاذعة"، بداية من معركته مع طلاب معهد الطاقة العالي بأسوان ورغبة طلابه في تحويله إلى كلية الهندسة والتكنولوجيا وهو ما رفضه الوزير وخاض في سبيل ذلك معركة كبيرة مع الطلبة ومع نواب مجلس الشعب حيث قام بمعركة كبيرة في هذا الوقت، ويبدو أنه وزير الأزمات بالفعل، وكذلك تصريح له في مقابلة مع موظفي البحث العلمي: "أنا متأكد أن عدد كبير منكم مالهوش لازمة" وهو ما أثار استياء الموظفين بالوزارة، وسبق لهاني هلال أن تجاهل مشاكل أساتذة الجامعة وقال لهم "أنا صعيدي ودماغي ناشفة" مما جعله يخطف الأضواء دائمًا، ولكن ذلك ليس بسبب عمله وجهده ولكن بسبب الأزمات مع موظفيه وكل العاملين بالوزارة، كما كانت تصريحاته سابقًا سبب أزمة له حيث وصف إسرائيل ببنت العم.
ولكن ما جعل هلال في دائرة الضوء الآن معركته مع النقاب بمنعه لطالبات المدن الجامعية من الدخول بالنقاب ومنعه دخول الطالبات للامتحانات بالنقاب، وهو ما فتح أبواب الهجوم القاسي عليه، ولكنه وقف في وجه الجميع حتى وصل الصراع إلى القضاء الإداري الذي رفض القرار الوزاري، ولكن ما زال أمام هلال جولات أخرى من خوض المعارك خاصة في أزمة النقاب الدخيل على الثقافة المصرية.
كما سبق أن خاض هلال معركة طاحنة مع أساتذة 9 مارس، ومرورًا بأعضاء هيئة التدريس ونواب البرلمان وطلاب معهد الطاقة بأسوان وطلاب المدن الجامعية وهاني الناظر وباحثي المركز القومي للبحوث وانتهاءًا بموظفي وزارة التعليم العالي.
استراتيجية هاني هلال في العمل تقوم على الصدام، فهو يرى أنه أفضل حل للإصلاح، ويبدو أن هلال مدعوم بثقل من القيادة السياسية حتى أنه من الوزراء ذوي الثقل في حكومة أحمد نظيف، فما البال وزير التعليم العالي صاحب أغرب تصريحات منها مثل «أنا ما بخافش من حد ومافيش حد يقدر يهددني عشان أنا ما بعملش حاجة غلط».. وهو المصطلح الذي استخدمه هاني هلال في معركته مع أعضاء حركة «9 مارس» لاستقلال الجامعات حول مشروع ربط زيادة رواتب أعضاء هيئة التدريس بجودة أدائهم.. وهو المشروع الذي عارضه الأساتذة واعتبروه محاولة للتنكيل بهم وهز صورتهم أمام رأى العام، ومع كل ذلك لم يثن الوزير عن القول بأن عضو هيئة التدريس الذي يطلب زيادة راتبه لا بد أن يخضع لاختبار ومن يرفض فعليه أن يجلس فى منزله «ويقشر توم وبصل أحسن من التدريس».
كما رفع شعار «أنا صعيدي ودماغي ناشفة» في معركته مع نواب البرلمان الذين طلبوا تحويل مسمى معهد الطاقة العالي بأسوان إلى كلية الهندسة والتكنولوجيا، وهو ما رفضه هلال بشدة مما زاد من إصرار النواب على مطلبهم بحجة أنه لا داعي للتعنت مع الطلاب الذين كانوا وقتها معتصمين أمام مجلس الشعب.. هنا وقف هاني هلال وصاح «سأنتحر لو تم تحويل مسمى المعهد إلى كلية لأن الاسم الذي اخترتموه بدعة وتأليف لا وجود له في أي دولة فى العالم وإذا رأيتم أن تبتدعوا هذه البدعة فابتدعوها بعيدًا عنى».
كما سبق أن قال لطلاب الجامعات «هو أنا خلفتكم ونسيتكم» حينما سألوه في معسكر أبو بكر الصديق بالإسكندرية عن سبب الارتفاع المتوالي في المصروفات الجامعية، فدخل في حوار مع أحد الطلاب بدأه بقوله «كل حاجة بتزيد، شوف كيلو اللحمة سنة 2002 كان بكام ودلوقتى بكام؟ يا سيدى بلاش اللحمة، شوف تذكرة الأتوبيس كانت بكام؟»، فعلق طالب آخر «اشمعنى معاش الضمان الاجتماعي اللي بتاخده أسرتي وقف عند 80 جنيه، ومازادش من أكتر من 10 سنين؟!» هنا انفعل هلال وقال «الطالب يسدد 75 جنيهًا شهريًا ليسكن في المدينة وهو يتكلف فعليًا 575 جنيهًا تتحملها عنه الدولة».. ليعلق أحد الطلاب: «طيب يا سيادة الوزير إدونا إنتم فلوس، وإحنا ناكل برة»، فرد الوزير «طيب أنا عندى اقتراح، اسكنوا بس، وكلوا براحتكم بقى.. تاكلوا جاتوه، تاكلوا لحمة، تاكلوا فول، كل واحد ومقدرته». كما ظهرت شخصنة هلال للأمور في معركته الأخيرة مع الدكتور هاني الناظر "رئيس المركز القومي للبحوث" الذي استبعده الوزير من الحصول على جائزة الدولة التقديرية في العلوم بعدما رشحه كل أعضاء اللجنة المانحة للجوائز، التي تضم في عضويتها 9 هيئات علمية، لمجهوداته العلمية.