الأقباط متحدون - روشتة للحكومة
أخر تحديث ٠٠:١٦ | الأحد ١٣ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٣ | العدد ٣٢٨٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

روشتة للحكومة

بقلم : شريف اسماعيل

ماذا يحدث الكل يتسأل لماذا كل هذا الصبر علي الاخوان ،  لقد أصبحت أخبار الفوضي والاعتصامات و أعمال التخريب أمر ملفت للنظر و السؤال لماذا تصبر الدولة علي كل هذا التخريب وكل هذا الوعيد وعلي كل هذا التهديد؟
المشهد السياسي يحوى العديد من الأحداث  المتشابكة و التي سبقت دائماً زيارات أشتون  المتعددة  ، سواء كانت مبادرات مبطنة من جماعة الاخوان المسلمين سواء القيادات التقليدية أو من  قبل عناصر  أخوانيه تلعب دور الاعتدال و الفكر السوي تحت مسمي أخوان ضد التطرف أو تحالف شباب الاخوان تمردوا علي الإرشاد  والذين أعلنوا رفضهم لقرارات الإرشاد و قيادتها ،  وأعلنوا اعتراضهم علي سياسة العنف و التحريض ضد الدولة ، في الوقت الذي تشهد فية سيناء انكسار لموجة الإرهاب وسيطرة الأجهزة الأمنية علي الموقف بسيناء و اعتقال معظم القيادات المحرضة و التي مولت و أفتت ضد الدولة وكفرت مؤسساتها و العاملين فيها ، ومن جانب أخر يظهر في المشهد  صدمة واشنطن بسبب انحصار و تقزيم الدور التركي و القطري ،  فضلا عن محاولات رئيس تونس استرضاء الغرب و مخاطبة ود الاتحاد الأوربي من خلال انتقاد الموقف السياسي المصري ، بالرغم من التحذير الحاد الذي تلقاه من الدبلوماسية المصرية ،  والتصريح الصادر عن الرئاسة ضد تدخله الفج وهو الامر الذي يشير الي سعي المرزوقي الي توتير الموقف مع مصر و دفعها الي التصعيد أو  لقطع العلاقات ، والأمر الذي أقدره وغيري أن هذا التحرك مدفوع الأجر من قطر وتركيا، لكسب ود ورضاء إسرائيل و واشنطن و بما يعزز موقف حكومته و التي أصبحت شرعيتها علي المحك بسبب موقف الثورة من حزب النهضة أخر المعاقل الشرعية للإخوان  ، بعد فشل المشروع في مصر ، وسيطرة  التيار  المتطرف و المحسوب علي القاعدة بكل من ليبيا و سوريا وهو ما دفع واشنطن لإعادة حساباتها في موقفها من دمشق و أعادة صياغة العلاقة  مع نظام بشار الأسد بالتوافق مع روسيا .

ويتبقى بالمشهد السياسي موقف الإدارة الأمريكية و دول الاتحاد الاوروبي ، فالرئيس الامريكي أوباما ، تناول في خطابة مجموعة من المحددات التي ترسم سياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط والذي ربطها بمصالح أمريكا بالشرق الأوسط ربطها باتفاقية السلام مع اسرائيل و نشر الديمقراطية و محاربة الإرهاب ، هذا وقد ربط الموقف من مصر بتنفيذ خارطة الطريق،
 ثم ختمها بالوقف المؤقت و المشروط للماعونة العسكرية ، في الوقت الذي تباينت فية مواقف الغرب من مصر ، بين مؤيد لموقف الحكومة المصرية و اعتبار ما حدث ثورة شعبية ، وبين من مازال علي موقفة المتشدد من الثورة ،  في ظل  تنفيذ مخطط لتقسيم الأدوار ، بين من يلعب دور الشرير المأجور  لضمان أرهاق مصر و أغراقها في المزيد من الهموم و المشاكل ، وبين من يلعب دور الداعم لموقف الحكومة ، الناصح والذي يتقدم بمبادرات تضمن بقاء الاخوان علي الساحة مقابل عودة الاستقرار .   

اعتقد ان المشهد بات أكثر وضوحا فكل ما تشهده الساحة السياسية في مصر هو صراع بين قوي الإخوان المدعوم من الخارج ونظام الدولة ، فالحكومة تواجه دبلوماسية متفق عليها و تطبيق عملي لسياسة العصا و الجزرة  ، فهناك طرف أروبي  بدأ و كأنه يبحث  عن حلول توافقية ترضي جميع الأطراف  وتحقق السلم الأهلي  وبديمقراطيه وبما يضمن بقاء دور للإخوان ، و في المقابل هناك  طرف أروبي أخر من الصقور يتلقف الظروف ، و يهاجم مصر ويضغط علي الحكومة لضمان تجاوبها مع تدخلات  وطرح  الطرف الاول للدول الناعمة ، فليس من المعقول ان تنقسم مواقف دول الاتحاد الأوروبي بين مؤيد لموقف مصر وبين معارض لمصر ، ومن غير المتصور ان تتخذ دول الاتحاد الأوربي مواقف مغايرة لموقف أمريكا او ضد مصلحة أسرائيل ، فكل ما يحدث هو سيناريو متفق علية  ، صاغته واشنطن ، و يلعب أدواره دول الاتحاد الاوروبي ، وحتي ينتهي أوباما من ملفي سوريا و أيران و تكون الصورة قد أصبحت أكثر وضوحا بالنسبة لخارطة الطريق ،  و الموقف من المصالحة و القدر الذي حققه الغرب للحفاظ علي مصالحة و الموقف من جماعة الاخوان المسلمين ، فكل هذه الأمور تدخل ضمن مصالح و أولويات واشنطن في الملف المصري ،  ووفقا للنتائج آلتي تم الوصول إليها سوف تحدد موقف الغرب من مصر ، فالحكومة تدرك جيدا حجم مخاطر المستقبل من جراء التعامل مع ملف الاخوان وحزب الحرية و العدالة ، فبالرغم من وجود قانون الطوارئ، و الممارسات اليومية والمعلن عنها من قبل الجماعة وتقع جميعها تحت طائلة القانون سواء جرائم بلطجه او قطع الطرق او تعطيل المرافق ألعامه او السب و القذف او الاعتداء و تخريب الممتلكات العامة او التعدي علي الأفراد ،الا ان الحكومة مازالت عاجزة عن التعامل مع تلك الجرائم واضعة في اعتبارها مواقف الخارج، وادعاءات الاخوان وقدر تأثيرهم في الخارج والذي لا يريد ان يري سوي موقف الحكومة المتعنت من الجماعة  لاسيما و ان الجماعة تلجأ حليا لتنفيذ تكتيك جديد هو النزول للشارع  بهدف سقوط ضحايا في مشهد درامي توظفه الجماعة لاحقا في مخاطبة الغرب و المنظمات الحقوقية، و هنا يجب علي الحكومة التعامل مع الموقف بالأساليب العلمية و من خلال تشكيل مجموعة أزمة لها صلاحيات تواجه الموقف داخليا و خارجيا وفق تنفيذ ما يلي :
- توظيف دور الهيئة العامة للاستعلامات من خلال وضع ضوابط لنشاط المراسلين الأجانب و بما يحقق نقل الحقائق بحيادية وشفافية مهنية ، وعمل ملخص يومي للأحداث ، ومتابعة اي تجاوزات لمهنية الأداء ، وتوفير البيانات و المعلومات الأزمة.

- أمداد وزارة الخارجية بالمادة الإعلامية والحقائق و المعلومات و حتي توظف ذلك لنشر حقائق الأمور سواء من خلال استعداء السفراء الأجانب  المعتمدين أو من خلال سفارتها بالخارج .
- التنسيق مع المنظمات الحقوقية و بما يضمن أصدار تقدير شفافة توضح الحقائق و تتواصل مع المنظمات الحقوقية الدولية بهذا الشأن .
- التنسيق مع الجاليات المصرية بالخارج و أمدادها بالمعلومات و الحقائق بشكل مستمر و متجدد وحتي تتمكن من مخاطبة حكوماتهم و النواب و توظيف دورهم جماهيريا من خلال مواجهة نشاط الاخوان و أكاذيبهم .

- نشر مقالات بوسائل الإعلام  الأجنبي مقالات وتحقيقات صحفية بهدف دحض أية أكاذيب و التأثير في الرأي العام الأجنبي .
- توظيف سياسة المصالح من خلال جماعات المصالح المشتركة للتأثير في مواقف الحكومات المناوئة .
- تشكيل مجموعات أعلامية لمتابعة ما يصدر من أكاذيب وتزييف للحقائق عن الاخوان المسلمين  و تفنيدها والرد عليها.
- تطبيق القانون وبعدالة و حيادية علي كل مخالف سواء ضد الأحداث التي تؤثر علي الحياة اليومية للمواطن المصري أو بالمؤسسات التعليمية .
- تطبيق قانون التظاهر وتجريم أية مخلفات لهذا القانون .
- تخصيص مكان يسمح فية بالتظاهر و التعبير عن حرية الرأي علي غرار الهايدبارك علي يكون  مزود بمركز أعلامي.
- مواجهة حالات الانفلات و الجرائم المنظمة بالحسم و القانون و بما يضمن عودة سيادة الدولة  وهيبة القانون.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter