السبت ١٢ اكتوبر ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم: مينا ملاك عازر
الدماء تتساقط من أيديهم التي تشير بالأصابع بعلامة رابعة ورغم ذلك علينا بمصالحتهم، هذا ما يدور بخاطرى كلما ينادي المصالحون بالصلح، يدعو البرادعي وزبانيته بالصلح مع الجماعة واحتواءها، لازم ناخدها في حضننا ولا نخف من أن تكون ملفوفة بمتفجرات فتنفجر بنا وهي في حضننا. لا تخف يا صديقي، فهم غير مؤذيين هم طيبون مسالمون، الجيش هو الذي استفزهم وفض اعتصامهم السلمي الذي لم يكن يؤذي سكان رابعة الحزانه على مفارقتهم للاعتصام.
وكأن الأعمال الإرهابية لم تبدأ حتى من قبل فض الاعتصام، وكأن الأعمال الدموية لم تتم من قبل وصول مندوبهم للرئاسة، وكأنه لم تُحرق كنائس، ولم يقتل متظاهرين سلميين على أيديهم أو على أيدي من كانوا متواطئين معهم في ماسبيرو ومحمد محمود ولا على أسوار الاتحادية ولا في بورسعيد، هم سلميون لازم نصالحهم ونحبهم ونحتضنهم، ونغفر لهم، وطبعاً يجب القبض ومحاسبة كلاً من يثبت تورطه في أعمال دامية أو تثبت إدانته، مش هو ده برضه إللي بيقوله البرادعي وذيوله.
وماله يا ابني، صح برضه طالما الواحد ما قاتلشي يادوب خرج يشتم ويسب ويشيع الشائعات، فده يمكن مصالحته واحتواءه، وماله لما يشتم في الجيش والبلد والمفتي السابق والأزهر وشيخه والكنيسة وباباها، وماله دي كلها حاجات بسيطة، وماله لما يعطل الطريق، آهي طريقة محترمة في الاحتجاج، وكأن الطريق ده لا يمشي عليه إلا الناس المرفهة إللي خارجة تتفسح، وليس من الممكن أبداً أن يكون ذلك الخروف المُطالبين بمصالحته- بناءاً على دعاوي البرادعي- يعطل طريق قد تمشي عليه عربية إسعاف تسعى لإنقاذ مريض يحتاج نقله للمستشفى. الإخوان يجب مصالحتهم ما دام لم يسهموا في زهق أرواح، وكأن من ستصالحه لا يقبل ما يفعله أولائك زاهقي الأرواح، سافكي الدماء، قاتلي خلق الله.
البرادعي وخرفانه هم خرفان ليسوا لأنهم يتبعونه كما يتبع خرفان الإخوان مرشدهم، ولكن خرفان لأنهم ليسوا بالجراءة الكافية لمواجهة وحش قاتل، ويقبلون أن يكونوا فريسة ويتصالحوا لأنهم مرتعشين مهتزين، مرتبكين، ويتركون الفرصة للإخواني الذي يتظاهر بشكل سلمي، وفقط يشتم، ويشيع الفوضي في أرجاء البلاد فيوقف حال السياحة، وهي في الحقيقة حالها واقف منذ رئاسة المُخرب الأكبر للبلاد، بل ومن قبلها لكنها تزداد وقوفاً كلما نتجه نحو المصالحة الدامية التي يريدها البرادعي ومريديه.
تلك المصالحة التي تصطبغ بالدم، والدم يقطر من ايدي أطرافاً بها، لكن البلد مجبرة لأن تتممها حتى يرض عليها أولائك منحني الرؤوس، متراخي العزيمة.
يموت كل يوم رجال ونساء بها سواء على أيدي الإخوان بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر حسرة منهم على أشغالهم التي يتسبب الإخوان في تعطيلها وخراب بيوتهم التي ساهمت مظاهرات الإخوان في إفلاسهم، يعيشون وكأنهم يموتون بسبب ندرة الرزق لتردي حال السياحة، فيقرروا الرحيل لعالم فيه رحمة ويموتون ليحيوا عند ربهم، يدعون على الإخوان وعلى من يريد مصالحتهم، يدعون عليهم لأنهم قتلوهم بغير سفك دم .
فهل هذا يرضيكم يا من تطمحون في مصالحة؟ هل رجولتكم تقبل عليكم أن تشتموا وتسبوا ويقتل أبناءكم وإخوانكم وآبائكم وأمهاتكم وكل ذويكم وتمدون يدكم بالمصالحة لمن لا يقبل المصالحة؟ ولمن لا يريد الاعتراف بأن إخوانه مجرمين.
المختصر المفيد الموت لأشباه الرجال مدعي الوطنية والنبل والشرف، ما داموا يريدون الموت للوطن وسكانه.