بقلم : د. رأفت فهيم جندى
الاستشهاد فى المسيحية ليس أن تموت على غرة، وليس أيضا وأنت تقاتل الأعداء، او لاى سبب أخر غير الاستشهاد لعدم إنكار الرب الإله، وقد يكون امتلاء الشهيد من الروح قد اوصله لدرجة الاستشهاد حتى ولم يسمح له الرب بالاستشهاد لسبب ما، وهذا هو ما كان عليه حال الباقة النخبة الذين خرجوا فى ماسبيرو ولم يستشهدوا، ومنهم ابونا متياس نصر وابونا فليوباتير جميل وباقى اعضاء شهداء جماعة ماسبيرو الأحياء.
فى كل مناسبة جمعتنى مع ابونا فليوباتير ـ حيث اننى لم آخذ بعد بركة لقاء ابونا متياس نصرـ كنت اقدم ابونا فليوباتير أنه "الشهيد الحى" لأنه وصل لدرجة الاستشهاد ولكن لم تعطى له، والقديس يوحنا الحبيب أيضا ُغمر جسده فى الزيت المغلى ولم يسمح له بالاستشهاد كذلك، لأن كان عليه كتابة انجيل يوحنا بعد ان كتب سفر الرؤيا.
فهل نستطيع أنا وأنت أن نتحمل التعذيب ونستشهد، او نصل لدرجة الاستشهاد الروحي وان لم تعطى لنا مثل شهداء ماسبيرو الأحياء ومثل القديس يوحنا؟
الإجابة نعم ولا، نعم إن أعطانا الروح هذه القوة، ولا إن لم نحصل عليها، والقديس بطرس بدون قوة الروح القدس أنكر المسيح أمام خادمة، وبقوة الروح قال لصالبيه حاشا لي أن أصلب كربي يسوع المسيح وطلب صلبه منكسا، والقديس بولس الذي تدلي هربا من النافذة في دمشق عندما لم يكن الروح قد أذن له بعد بالتبشير ذهب إلي روما بقوة الروح واستشهد هناك، وقديسة كانت متألمة من جرح بجسدها وعند سؤالها عن كيفية تحملها لألم فتك الوحوش بها عند إلقاءها إليهم، قالت وقتها سيكون الرب يسوع حاضرا معي ولن يسمح لي بتحمل ما لا أستطيع من العذاب.
وعندما نقرأ عن مدي تحمل الشهداء لأهوال العذاب التي تقشعر أجسامنا من مجرد سماعها أو قراءتها ندرك أنها قوة إلهية هي التي كانت بجانبهم، ونحن نكرم الشهداء لا لقوة تحملهم الجسدية ولكن لقوة إيمانهم التي جعلتهم يمتلئون من الروح القدس لدرجة تجعلهم يتحملون هذا العذاب، والشخص الوحيد فى المسيحية الذى استشهد بدون تدخل المعونة الألهية فى تحمله للألم كان يسوع المسيح حيث أن لاهوته لم يمنع الألم عن ناسوته ودلل لنا هذا بقوله "إلهى الهى لماذا تركتنى"
تحية لشهداء ماسبيرو الذين استشهدوا وتحية ايضا لشهداء ماسبيرو الأحياء والذين يجلدهم البعض وهم يقزقزون اللب جالسين على الكنبة.