بقلم : د.ماجد عزت إسرائيل
منذ أواخر القرن الثامن عشر كانت نظم الري المتبعة في مصر تقوم على نظام ري الحياض، الذي عرف منذ أقــــدم العصور بإنشاء الجسور للتحكم في النيل، وعرفت مصر نوعــــين من الجسور هما الجسور السلطانية، والجسور البلدية، وبالرغم من ذلك أهمـــلت نظم الري في أواخـــر القرن بسبب الاضطرابات والنزاع بين الــقوى السياسية على السلطة.
وبتولية" محمد على"(1805-1848م) حكم مصر شهدت البلاد بدايات تطوير نظم الري التقلدية، فعمل الباشا على تحويل البلاد من نظام ري الحياض إلى نظام الري الدائم حتى يتمكن من إدخال المحاصيل النقدية، خاصة القطن والأرز، وإمكانية زيــادة مساحة الأراضي الزراعية، بعدما أدرك حاجته الماسة إلى المـــــوارد المـــــالية ليواجه نفــقات مشروعاته الصناعية والاقتصادية ،فاتجه إلى الاهــــتمام بإنشاء الترع وتطهيرها،وإقامة الجسور وتقويتها وبناء القناطر لمـــوازنة مياه النيل خلال أوقــــات الفيضان، وتـــطوير وسائل الرى
على أية حــــال،عمل "محـــمد على باشا "على تـطوير وســائل الرى التى كانت تستخدم بالبلاد منذ عهد الفراعنة ومنها: الشادوف والســاقية والتابوت،من أجـــل زيادة المساحة المحصولية. والساقية عبارة عن عجــلة رأسية تحمل علي إطارها عــــدداً من الأوانى الفخارية التي تغطس في الماء مع دوران العـــــجلة فتمتلئ ثم تصب في حوض يؤدى الي مروي الحــقل، وتتصل بهذه العجلة عجلة أخرى، توازيها ولها تروس خشبية محشورة في تروس عجلة أخرى أفقية،تربط البقرة أو الجــــاموسة أو الجــمل في ذراع متصلة بها ويدور الحيـوان حول محور العجلة الأخيرة فتدور الساقية تبعاً لذلك.
ففى( 9 صفر 1234هـ/ ه سبتمبر 1827م) أستـطاع قبـطى يدعى"حنـــا باسكى" من تـــطويرفكرة السـاقية، وجعلها تدار بدون الحـيوان، للأستفادة من الثروة الحـــــــيوانية، وربما كان يستغل قوة دفع المياة،أو معدل مستوى سطح التربة،وتقديراً لجهد هذا الرجل منحه "محمد على "حـق أمتياز لمــــدة أربعة ســـنوات؛يقوم خـــلالها بتصنيع الســــاقية المتطورة، وبيعها لملاك الأراضى الزراعية،بشرط سداد الضرائب المـقررة عليها
خلاصة القول: بناء الدول الحديث يحتاج من الحكام إلى عمل مستمر،ومتابعة يومية لتطور الأحوال داخل البــلاد،فنذكرهنا لــ"محــــمد على" طلبـــه لمشرف مزرعـة تربية الدواجـــــن بناحية القناطر، من تعداد كمية البــيض يومياُ،وحصر كمية الإنتاج خــــلال الأسبوع الواحد،كما أصدر أوامره بتعـداد كمية إنتاج الدولة من الدبش(الحجر) المستخدم فى البناء، كما لم يترك مخترع أو عالم ساهم فى بناء دولتخ بدون تكريم.