بقلم: حسين البربرى
اعلم أن فكرتنى التى سأطرحها فى مقالى ستُغضب الكثير من المتشددين الاسلاميين لانها تمس فكرهم بشكل او بأخر ،ومن ثم تهاجم (رزقهم واكل عيشهم) على البسطاء والمخدوعين.فلابد ان نصالح انفسنا قبل ان ندعى مصالحتنا مع غيرنا وندعى ماليس فينا من رحابة صدر
أنت تعرف أنك مسلم عندما تطالب العالم احترام معتقداتك وأنت تسبّهم وتشتمهم ليلاً ونهارًا، وتصفهم بالضالين والمغضوب عليهم وإخوة القردة والخنازير.
أنت تعرف أنك مسلم حين تؤمن بدينية الدولة بالرغم من وجود ملايين غير المسلمين، وتجبر من لا يؤمنون بها بالخضوع لها ولكنك ترفض الخضوع لأي حكم ديني غير إسلامي آخر بحجة أن لا ولاية للكفار على المسلمين ولا يجوز الاحتكام لحكم الطواغيت.
أنت تعرف أنك مسلم عندما تعتقد أن لك الحق في الدعوة لمعتقداتك ولا تستحي ولا تخجل من محاربة واضطهاد من يدعون لأديانهم.
أنت تعرف أنك مسلم حين تُسخّر كل الوسائل الإعلامية وتستغلها للدعوة لدينك ولكنك تستنكرها على غيرك أن يمارس نفس الحق وتعتبرها غزو فكريّ صليبي يستهدف المسلمين.
أنت تعرف أنك مسلم حين تدعو لبناء جوامع في أوروبا وترفض بناء كنائس ومعابد للبوذيين والهندوس في بلادك.
أنت تعرف أنك مسلم حين تطالب بحقك في الدعوة للإسلام وبناء مراكز إسلامية بالغرب واعتبار ذلك حرية شخصية ولكن تغضب وترتعد فرائصك حين ترى كتباً تبشّر لأديان أخرى ولا تجد مشكلة في مضايقتهم والتحريض ضدهم.
أنت تعرف أنك مسلم حين تحتكر اسم الله وتعتبره خاصاً بالمسلمين وتحرق دور العبادة الخاصة بغير المسلمين بسببها، بينما تعطي لنفسك الحق باستخدام مصطلحات غير إسلامية تقرب الإسلام لغير المسلمين في أوروبا، مثل إعلانات الدعوة للإسلام التي تستخدم اسمJesus أو إطلاق اسم مدارس الأحد الإسلامية.
أنت تعرف أنك مسلم حين تعيش بالغرب ويعاملوك كمواطن مثل أي مواطن وتُصرف لك رواتب شهرية من الضمان وتنعم من خيراته وتصفه بالغرب الكافر والمنحل والعدو والصليبي العلماني وتتمنى تدميره.
أنت تعرف أنك مسلم حين تعتقد أن استنجاد الأقليات في بلادك بدول غربية لمساعدتها خيانة ومؤامرة على بلدك في حين أنك تحرص على عدم الولاء للدولة غير المسلمة ولا تر فيها خيانة عظمى والولاء للدولة الكافرة حرام شرعاً {ومن يتولهم فهو منهم
أنت تعرف أنك مسلم حين تعتقد بشكل مطلق أن الغرب يكره المسلمين والإسلام بينما الإسلام يعلمك كراهية المسيحي واليهودي وكراهية معتقداته وكل ما يتعلق بهم من خلال الولاء والبراء!
أنت تعرف أنك مسلم حين تنكر أفضال العالم الغربي ومنفعته للبشر وتسميها الحضارة الغربية العفنة، رغم أن حياتك كلها منذ أن تستيقظ من نومك وحتى تنام قائمة على مخترعات الغرب واكتشافاتهم الطبية والعلمية كالسيارة والموبايل والساعة والمايك وحتى ملابسك الداخليّة. وحين تصاب بالصداع لن تغسل وجهك بماء زمزم المقروء به بل ستأخذ أدوية من اختراع الكفار.
أنت تعرف أنك مسلم حين تعتقد أن الأصنام كتماثيل بوذا شرك بالله ويجب تحطيمها كما أمر دينك بينما تغضب إذا قال شخص أي كلمة نقد تجاه الكعبة أو الإسلام أو قال أحدهم بتصريح له يهدد بقصف الكعبة لو تعرضت بلاده لهجوم!
أنت تعرف أنك مسلم حين تعتقد أن روما معقل الكاثوليكية "الكثلكة" ستكون إسلامية وسيفتحها المسلمون ويُرفع الآذان من فوق كنائسها ولكنك تعتبر قول أحد المبشرين الغربيين الموتورين أنه سيقيم القداس بالمدينة المنورة ويرفع الصليب في مكة حقد وتهديد لمعقل الإسلام!
أنت تعرف أنك مسلم حين تصف دور العبادة لغير المسلمين على أنها بيوت الكفر وأوكار الشرك ولكنك تعتبر وصف الجوامع بنفس الأوصاف اعتداء على بيوت الله وحقد الكفارعلى المعتقدات الإسلامية ويجب محاسبتهم بتهمة التحريض على كراهية المسلمين!
أنت تعرف أنك مسلم حين تعطي لنفسك الحق بالزواج من غير المسلمة وتعتبر هذا من تسامح الإسلام الذي عمّق الروابط الدينية بأهل الكتاب ولكن تقلب الدنيا وتحرق الكنائس في مصر وباكستان بسبب علاقة عاطفية جمعت مسلمة بمسيحي!
أنت تعرف أنك مسلم حين تستنكر لماذا يقول غير المسلمين أنهم أبناء الله ولا تخجل من وصف الأمة الإسلامية بأنها خير أمة أخرجت للناس.
أنت تعرف أنك مسلم حين تعتقد أن احتلال العراق أو باكستان وغيرها حرب على الإسلام وأهله ولا تخجل من أن غالبية البلدان العربية دخلها الإسلام بحد السيف واحتلها، والإسلام يأمر بغزو البلدان الأخرى تحت راية جهاد الطلب وأن من يدافعون عن أرضهم في تلك الحرب كفار محاربين أعداء الله!
أنت تعرف أنك مسلم حين تطالب أهل الكتاب بإثبات صحة كتبهم بتقديم النسخ الأصلية للإنجيل والتوراة وتعتبر فقدان النسخ دليل على تحريفه، بينما لا تتوفر لديك نسخة أصلية من القرآن الذي جمعه عثمان!
أنتّ تعرف أنك مسلم حين تهزأ من القس المسيحي على قناة الحياة الذي يزعم أنه بصلاته سيشفي المريض بعدما يضع يده على موضع الألم ولا تسخر من برامج الرقية الشرعية وأخص الشيخ ناصر الرميح على قناة الدانة السعودية الذي يطالب المتصلين المرضى أن يضعوا أيديهم على موضع الألم والدعاء لهم!
أنت تعرف أنك مسلم حين تنتقد قنوات غير إسلامية تخصص من وقتها لنقض المعتقدات الإسلامية وتعتبره حقد على الإسلام بينما لا تجد حرجا من قنوات إسلامية سنية تنتقد المذهب الشيعي وتحرض عليهم منذ بداية بث برامجها صباحاً وحتى انتهاء البث وتعتبر ذلك من حقك ومن يدعو لمنع تلك القنوات من الشيعة خائفون من النقد وفضح معتقداتهم!
أنتّ مسلم حين تطلب من غير المسلم أن يسأل ربه لماذا شرع لهم تعاليم تعتقدها أنت كمسلم خرافه وغير صالحة وكفر مثل: كيف أن الله أرسل ابنه ليُصلب في حين أنك كمسلم ممنوع عليك أن تسأل عما يأمر به الله امتثالاً لقوله: [لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ] {الأنبياء 23}.!؟