بقلم: كمال سيداروس
يبدو ان العنوان بعيداً عن المنطق ولكن أشكر إلهى الذى قال َ:« َكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ اللهِ، وَأَمَّا لِلْبَاقِينَ فَبِأَمْثَال، حَتَّى إِنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَفْهَمُونَ ".
نحن جميعا نتفق ان هذه الدنيا دار الفناء وهناك أخرى هى دار البقاء . فى دار الفناء كل من عليها فان الكل يدركه الموت والكتاب المقدس يؤكد ( 1 كورنثوس 50:15 ) فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ:
إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ. وهنا نجد اضافه مهمه جدا : ان فى قيامه الاموات نلبس اجساد لا تفسد - لذلك يوضح هكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضَعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ. يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًّا. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِيٌّ وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِيٌّ. هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا:«صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا». ( وَآدَمُ الأَخِيرُ هو السيد المسيح ).
لم يكن هذا هو الوضع الذى خلقه الله ولكن الموت دخل الى العالم بالسماع لمشورة الشيطان . وغير مستساغ ان نفكر فى إله يقول لآدم يوم ان تأكل منها موتاً تموت وهو ينوى ان يميته فى جميع الأحوال سواء أكل أم لم يأكل . لكن بعد المعصية قال الله لآدم .
«لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».
لم تكن الأرض ملعونة ولم تكن تنبت شوكاً وحسكاً لم يكن فيها زرع شيطانى واصبحت هذه الدنيا دار الفناء .. الشيطان حينما أوقع آدم اعتبر الموضوع انتهى قطعاً لم يكن فى مفهومه ان الإنسان مخلوق فى داخله انسان باطن - وارجو ان تفكرلماذا الإنسان هو الوحيد الذى فى داخله انسان باطن، وهذا كلام علمى ويسميه علماء النفس فى علم الباراسيكولوجى الأرشتيب . تولد من آدم وحواء انسان عتيق تراب يعود الى التراب . اذا نجحت فى ان تنفض الموت الذى دخلك ولجأت الى الله ،
يجدد خلقتك ، فتولد مرة أخرى من الماء والروح . هنا أنت لست ابن آدم بل فى داخلك انسان جديد مولود من فوق ابن الله . هل تريد نص كتابى من الكتاب المقدس ( يوحنا 1 : 12 ــ 13 )" أما الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنين بأسمه الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئةجسد ولا من مشيئة رجل بل من الله . "
ما السبب فى التجسد - تجديد خلقة الإنسان - الله اتخذ جسداً حتى أنا استعيد الروح . الله صار ابن الإنسان حتى يمكن لى أن أكون ابن الله . بتجسده صار أبوه أبونا وصار إلهنا إلهه . والكتاب المقدس يوضح ( 1 يوحنا 2:1 ) فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا.
والكتاب المقدس يشرح وبدقه متناهيه ( كولوسى الاصحاح الثالث ) فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ. مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ.
ايها الاخ الحبيب ان هذه الدنيا دار الفناء ليس فيها حياه - وحينما نقول حياه - نقصد الحياه الابديه - البعض نفض الموت وقبل المسيح فدخل في انسانه الباطن حياه مستتره - وطريق الحياه يمر ببوابه الموت - فتقول (غلاطية 20:2 ) مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي. ارجو لكم انْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ.
اذا لم تقبل السيد المسيح ألهك يقول لك أنت ميت وأنتم ميتون . اذا قبلت السيد المسيح أنت حىّ فى دار الفناء حياتك مستتره فى المسيح ستسمعه يقول لك أنا حىّ فأنتم ستحيون .. طالما السيد المسيح فى داخلك عند القيامة سنقوم مع المسيح.
قيامة الأموات للأحياء فقط
