الاربعاء ٩ اكتوبر ٢٠١٣ -
٤٢:
٠٨ ص +02:00 EET
أرشيفية من مذبحة ماسبيرو لمسيحيي مصر
نعيم يوسف
يبدو أنه كتب على الأقباط الحزن و عدم إكتمال الفرحة فى كل مناسباتهم ، فعندما يحل العام الجديد نتذكر " القديسين " و عندما يحل عيد الميلاد نتذكر " نجع حمادى " ، و عندما يحل عيد القيامة نحسب ألف حساب للتهديدات المستمرة التى توجه للأقباط بالإنتقام منهم لأسباب غير واضحة إلا لسبب واحد واضح وهو أنهم " أقباط " .
و هذا بالطبع إضافة للذكريات اليومية عن الأحداث الطائفية التى تفشت فى ربوع مصر كلها ، الأمر الذى ينغص على الأقباط إحتفالاتهم و فرحتهم بالأعياد، وكأنها الهدية التى يقدمها لهم الوطن ، مكافأة لهم على سكوتهم و صمتهم ووطنيتهم التى تصل فى بعض الأحيان إلى التضحية بالممتلكات و الأرواح ، دون أن ينبس أحد ببنت شفة ، فى مقابل تماسك الوطن و الحفاظ على وحدته .
حتى الأعياد و المناسبات الوطنية ، لم يسلم الأقباط من سفاح ينكد عليهم فى فرحتهم بوطنهم ، فعندما يحتفل الوطن كله بنصر أكتوبر ، يجد القبطى نفسه فى صراع مابين فرحة النصر ، و كسر المذبحة ، ما بين الإحتفال بالأبطال ، و المطالبة الدائمة بالقصاص من السفاحين ، ما بين تكريم الأبطال و بين تكريم السفاحين ووضعهم فى الصفوف الأمامية .
الجميع يفهم جيداً التغييرات التى حدثت فى الجيش ، و كلنا نفهم أنه على مر العامين السابقين قد جدد الجيش دمه ، من القيادات التى تم تغييرها ، وحتى الجنود الذين أكملوا مدة تجنيدهم ، و خرجوا من الخدمة كما هو متبع فى الجيش المصرى ، ولذلك تجدهم يحتفون بالجيش و القيادات الجديدة ، بينما يطالبون بالقصاص من القيادات القديمة ، و لا تعارض أو خلط ما بين الحالتين .
إن الأقباط يعون و يفهمون جيداً المتغيرات التى تحدث فى الوطن و الظروف التى يمر بها و يقدرونها جيداً .. فهل يقدرهم الوطن أيضاً ، و يأخذ حقهم ؟؟؟