بقلم : د. ابراهيم زخاري
وهذا المقال عنوانه العنوان مستوحي من قصة مسرحيه للكاتب يوجين أونيل وقد وقد قفز الي ذهني عندما حدثت اعتداءات تستهدف مسيحيين مسالمين داخل كنائسهم في عدة عمليات انتحاريه في باكستان وسوريا ونيجيريا ومصر طبعا وجميعها في اسبوع واحد
. عودة الي رواية اونيل التي يرمز فيها الضحك المتواصل طوال المسرحيه الي الحياه الابديه مع الله وفي الروايه يتعرض اليعازر بعد عودته الي الحياه الي سلسله من الاضطهاد والتنكيل بواسطة الرومان واليهود واليونانيون الذين بدأوا في قتل افراد اسرته وقام طيباريوس بقتل اخته مريم ثم اخيرا بعد كل هذا قاموا باشعال النيران فيه هو شخصيا وهو لا زال يضحك حتي اثناء حرقه
. وعندما نتأمل حادثة اقامة اليعازر من الموت لنحاول ربطها بالروايه سنجد ان السيد المسيح عندما قابلته مريم في بيت عنيا قالت له يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي فكان رد المخلص وواهب الحياه أن امنت ترين مجد الله. نقطتان غايه في الاهميه نحياهما نحن كمسيحيين ونؤكد عليهما في كل مناسبه الايمان وهو تسليم كامل وثقه في وعود الله وثانيهما اننا نؤمن اننا شركاء المجد وان كل ما نفعله انما انما يجب ان يكون لمجد الله (يرون اعمالكم فيمجدون اباكم الذي في السموات) ايمان مؤكد وممتلئ ثقه وافعال تؤكده وليس طنطنه واقوال خاليه من المضمون.. اليعازر هو الحاله الوحيده التي قيل فيها ان يسوع قد بكي والمعني غير خاف عليكم .
فالله خلق الانسان للحياه وليس للموت وموت وفساد جسد اليعازر انما يرمز بالضبط الي ما يحزن قلب المخلص عندما يري الانسان الذي يحبه قد اختار طريق الخطيه والموت والفساد بعيدا عن الله. ولكن الله الذي احبنا الي المنتهي لم يشأ ان يتركنا في حالة الفساد والموت واقامنا معه عندما ابطل سلطان الموت وقدم لنا في اقامة اليعازرمعني ودليل القيامه وانه سيقيمنا ويجددنا وسيعطينا الغلبه والانتصار علي الموت بقوة وسلطان لاهوته لنردد معه فرحين منتصرين اين شوكتك يا موت واين غلبتك يا هاويه ولهذا فنحن لا نخاف الموت ونؤمن انه ليس للموت سلطان علينا وان موتنا بالجسد يعقبه قيامه منتصره وحياه ابديه مع المسيح. ولكن ما علاقة قصة اليعازر وضحكه المستمر بعقيدتنا في الموت؟ وللاجابه علي هذا السؤال دعونا نفترض ان اليعازر بعد ما ذاق الموت والفساد وبعد ان اقامته صرخة واهب الحياه أن هلم خارجا وعاش القيامه تخيلوا بعد ذلك ان احدهم قال له اليعازر كن حذر فانت ستموت ثانيه او تقتل !! أزعم ان اليعازر سيضحك مقهقها ساخرا !! موت ؟!! ماذا يعني الموت ؟انه شئ تافه لا اخافه فانا عائد لتوي منتصرا عليه بقوة كلمة رب المجد المحييه واذا بأخر يصرخ فيه لقد حرق اليهود منزلك عندما علموا بعودتك من الموت... سيظل يضحك قائلا عن اي منزل تتحدثون؟ هذا الخيمه ليست منزلي انا الان اعرف أين منزلي الابدي انا قد عاينت توا المجد الذي ينتظرني ..فيصرخ فيه اخر قد هدموا وأحرقوا معبدك
....فيرد ضاحكا المعبد داخلي فالله الذي اعرفه يسكن في قلبي وليس في مساكن مصنوعه بأيدي وقلبي هو مسكنه الحقيقي..واذا بأخر يخبره ان أخوتك قتلوا.... فيرد ضاحكا واثقا تمام الثقه ان من أقامه سيقيمهم..الموت لم يعد مخيف وليس نهاية الحياه وانم بدايتها فالحياه الحقيقيقه التي نتمناها ونسعي اليها هي هناك حيث المسيح الحي لانه ان نقض بيت خيمتنا الارضي فلنا في السماء بناء غير مصنوع بايدي واننا في هذه نئن مشتاقين الي ان نلبس فوقها مسكننا الذي من السماء. ولهذا السبب تجدنا لا نرد قاتلينا قتلا بقتل بل نصلي من اجلهم قائلين يا رب اغفر لهم ولا تقم لهم هذه الخطيه لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون ونصلي من اجلهم لاجل ان يتمجد الله في حياتهم ولما لا وقد فعلها المسيح مع صالبيه واستفانوس مع راجميه اذ طلبوا الغفرن لقاتليهم واذ نفعل ذلك دائما أليس هذا دليلا علي صلابة ايماننا وثقتنا في الهنا؟؟ ايماننا بالحياه الارضيه عبر عنه بولس الرسول ايضا عندما قال لي اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح فذاك افضل جدا نؤمن ان انطلاقنا من قيود الارض والجسد هو انطلاق نحو المسيح نؤمن ان حياتنا في الارض مثل خيمه تحل وتطوي وهي رمز للترحال وعدم الاستقرار فهي حياه مؤقته ولكن البناء الثابت والدائم فهو هناك حيث المسيح. نؤمن ان من قام وانتصر علي الموت وكسر شوكته واقام اليعازر سيقيمنا معه في عالمه و مملكته التي ليست من هذا العالم كما نحن ايضا وهذا يرد علي عجب المتعجبين لماذا يشتموننا فنبارك!! نضطهد فنحتمل!! يفتري علينا فنعظ !!
لماذا نحن لا نجازي عن شر بشر او عن قتل بقتل !! ونعطي المثل علي هذا ليس عن ضعف ولكن لان ايماننا ليس نصوص بل حياه نعيشها ونمارسها وافعالنا تثبتها وتؤكدها نغفر ونسامح حتي من يقتلنا ونعطي ما لقيصر قبل ان نطلب من قيصر ما لديه وعندما نطلب ما لقيصر فاننا نرفع دعوانا اليه في هدوء ومصلين من اجله لا نقتله او نقاتله
وسنظل نصلي من اجله حتي اذا رفض دعوانا. لذا فنحن نضحك دائما مع اليعازر فلا الموت يرهبنا ولا الاضطهاد يفزعنا وان كنا نطالب بحقوق أرضيه, وهذا حق مشروع, انما نطلب في حدود أن لا نخسر مملكة السماء ودائما سنظل نضحك فرحين ويعظم انتصارنا بالذي احبنا..