الأقباط متحدون - بعد مرور 40 سنة على حرب أكتوبر.. صور لتراب سيناء تنشر لأول مرة
أخر تحديث ١٣:١٩ | الأحد ٦ اكتوبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ٢٦ | العدد ٣٢٧٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

بعد مرور 40 سنة على حرب أكتوبر.. صور لتراب سيناء تنشر لأول مرة

 40 سنة على حرب أكتوبر
40 سنة على حرب أكتوبر
 السادات : "يا ولادى أنا عايزكم تحاربوهم بشراسة "
 
د. حلمى راغب
كندا
 
فى ذكري مرور 40 سنة على حرب أكتوبر أود أن أشارك شعب مصر بعض الذكريات التى عشتها كضابط  احتياط فى القوات الجوية بدأت 4 سنوات قبل نشوب الحرب . كمهنس طيران لم يتجاوز عمرى و قتها ال 22 عاما، كان لى الشرف أن  أقوم بتدريب مكثف لألآف من الفنيين على صيانة الطائرات فى عدة قواعد جوية . 
 
الصور التى احتفظت بها ألتقطت بعد توقف العمليات و فض الأشتباك مباشرة عندما توجهت مع مجموعة العسكريين من القوات الجوية لتفقد مواقع على خط بارليف فى سيناء، و وقفت أشاهد أثار الدمار فى خنادق العدو التى قصفها الطيران المصرى. كان معى أحد الفنيين و معه كاميرا استطاع أن يلتقط لنا بعض الصور التى أعرضها هنا . و بينما أنا واقف أفكر كمهندس فى تحصينات الخرسانة المسلحة و كيفية انهيارها ، و منظر أسياخ الحديد المقطوعة، كانت أعمال التنقيب عن الجثث تجرى بجانبى على بعد أمتار. رأيت جنديا اسرائيليا و معه كلبا بوليسيا يجول فوق الدشم المحطمة يشتم رائحة العظام الآدمية التى قد تكون مدفونة تحت الدشم .
 
لقد قررت أن أنشر هذه الصور لتراب سيناء و أهديها لشباب مصر اليوم ليتذكروا دائما الثمن الذى كلفنا و حتى يقفوا بالمرصاد لكل من حاول المساس بالأرض.  الصور الأخرى التى أعرضها هنا ألتقطت و نحن نعبر كوبرى الشهيد أحمد حمدى و ايضا فى مدينة السويس حيث تم عرض الأسلحة التى جمعت أو دمرت أثناء المعارك، حيث يظهر فى الخلف عبارة "غنائم رمضان".
 
 
ألمعركة بالنسبة لنا لم تبدأ يوم 6 أكتوبر بل على الأصح فى أواخر عام  1969 أو شتاء 1970 حين كنت أقوم بتدريب الفنيين تحت ضراوة القصف الجوى بطائرات على ارتفاع منخفض  فيما عرف وقتها بغارات العمق.لم توقفنا هذه الغارات عن استمرار التدريب ... كنا فى سباق مع الزمن لتخريج كفاءات قتالية كافية. لكن  لما استمرت هذه الهجمات الجوية و اتسع مداها  تحركنا من مواقعنا و معنا وسائل و معدات التدريب الى أماكن متفرقة فى الدلتا فيما عرف وقتها ب" الأنتشار".
 
مضت سنتين بعد رحيل جمال عبد الناصر، و لا أحد يتوقع احتمال نشوب القتال و مع ذلك  كنا فى سباق مع الزمن فى تخريج دفعة بعد دفعة من الفنيين على مهن المظلات و التصوير و الصيانة و التسليح للطائرات القاذفة و المقاتلة.
 
و فجأة فى خريف عام 1972 دعيت مع عدد من ضباط القوات الجوية فى وحدتى للتوجه الى اجتماع يعقد فى قاعدة جوية أخرى على بعد ساعتين للأستماع الى محاضرة للتوجيه المعنوى. كنا نتوقع أن نستمع الى أحد القيادات فى القوات الجوية، و كانت الساعة حوالى الرابعة بعد الظهر. و عند وصولنا وجدت جمعا غفيرا من الطيارين و الضباط فى انتظار بدأ المحاضرة. لآ أحد يعلم ما هى المناسبة و لا من هو المتحدث ....
 
و فجأة و بعد انتظار طويل داخل مدرج كبير ، دخل الرئيس السادات و هو بزى الميدان ( أفرول) و شعره على جانبى رأسه مغطى بالتراب مما يوحى بأنه كان قادما من الجبهة. وقف أمامنا و على يمينه نائب قائد القوات الجوية اللواء حسنى مبارك، ثم وضع عصاه المشهورة على المنضدة أمامنا بجانب جهاز تسجيل (ذات بكر كبير) و سمح لتا بالجلوس ليبدأ الحديـث.
 
بدا الرئيس السادات الحديث بطريقته المألوفة " يا أولادى ..." . أكد السادات  فى هذا الأجتماع على عدة نقاط لا زلت أذكرها تماما و لم يتبين القصد منها الا فيما بعد:
 
قال انه لا يجب أن نخرج فى الأجازات و نتحدث فى بيوتنا عن أن الأتحاد السوفييتى "لا يعطينا السلاح" بل يجب أن  نتذكر أنه "هو اللى قدم لنا الصينية فى وقت الأزمة" ( مشيرا الى ما يحدث فى القرية فى الجنازات). و قد كان يقصد بهذا تسريب خبر نقص التسليح للمجتمع الخارجى، كجزء من خطة الخداع  !!
 
ثم قال " يا ولادى لازم تعرفوا أن المعركة قائمة و قادمة لا محالة" .قال لنا هذا بينما كان هناك شك كبير فى المجتمع و الأعلام  فى امكانية حدوث المعركة فى ظل الوضع الأقتصادى الصعب و ما يشاع عن نقص التسليح. و بعدها قال لنا :
"يا ولادى أنا عايزكم تحاربوهم بشراسة "
 
" لقد قمت بعقد اتفاقيات لتوريد طائرات متنوعة ..  و حسنى (أى اللواء حسنى مبارك وقتها)  بقى عليه أنه يدير هذا التنوع "  .
 
و خرجت ساعتها باحساس أن المعركة قد أقتربت  .... لكن لم يتوقع أحد فى المجتمع الخارجى أن المعركة قد أقتربت بأى حال . الى أن اتينا الى يوم 3 أكتوبر حيث كنت "ضابط عظيم للوحدة" أى اعلى رتبة فى النوبتجية. و فوجئت بقائد الوحدة ياتى ليلا حوالى الساعة التاسعة ، ثم استدعانى و طلب منى جمع الضباط الآخرين فورا. و فى اجتماعه معنا شدد على أهمية التيقظ لأى ظروف طارئة و قال بالحرف الواحد " لأنه ما حدش عارف الأيام دى حتنتهى على ايه ".
 
ثم جاءت اللحظة التى يعرفها الجميع ، الثانية بعد الظهر يوم 6 أكتوبر ..... و للحديث بقية. 
 
 
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter