الخميس ٣ اكتوبر ٢٠١٣ -
٠٩:
٠٦ م +02:00 EET
محمد أنور السادات
قتال مشرف خاضه شعبنا وجيشنا المصرى، وملحمة رائعة سطرها أبطال حرب أكتوبر1973م، وها نحن فى الذكرى الأربعين لهذا الإنتصار العظيم نجدد الأمل ونبث روح الثقة فى أنفسنا مرة أخرى، ونؤكد للعالم أننا أمة لها إرادة تستطيع أن تصمد أمام الصعاب حتى تتحقق تلك الإرادة ونبنى هذا الوطن بأيدنا كما نرى ونشاء.
قبل أى شئ لابد وأن نعترف بأن إحتفال العام الماضى بنصر أكتوبر على طريقة مرسى فى عهد حكم الإخوان ، كان صدمة لكل المصريين بالداخل والخارج، حيث جلس القتلة بجوار أهالى الشهداء يحتفلون معهم فى منظر مؤسف أصابنا بالحسرة وأعاد للأذهان ذكريات مؤلمة أحزنت كل المصريين.
أعود لأقول أن حرب أكتوبر أبهرت العالم وجعلت الجميع يقف إحتراما وهيبة وإجلالا للعسكرية المصرية وللمقاتل المصرى ، إسترد بها المصريون كبرياؤهم بل وثقتهم فى أنفسهم وقدراتهم ، وكتبوا تاريخهم المشرف بأحرف من نورفى سجلات العسكرية العالمية،وأكدوا للعالم عبقرية ومهارة القادة والضباط والجنود الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم فداءا لتراب هذا الوطن العزيز.
إنها حقا ذكرى غالية على قلب كل مصرى ، ويوما للنصر وتاريخا للعزة والكرامة ، عادت فيه للمصريين وللعرب كرامتهم واحترامهم لذاتهم بل واحترام العالم لهم، وبقدر ما كانت حرب أكتوبر انتصارا عسكريا رائعا للمدرسة العسكرية المصرية فقد كانت أيضا حربا من أجل الأمن والسلام. وبقدرما كانت حربا لتحرير الأراضى المصرية كانت أيضا تحريرا للارادة والعزيمة الوطنية .
هذا ويثبت التاريخ كل يوم أن القوات المسلحة هى الملاذ الأول والأخير للشعب المصرى تحمى إرادته وتستجيب لرغباته وتطلعاته وقتما يشاء ، لم يكونوا يوما عسكرا فهم ليسوا جيش إحتلال ولاهم مرتزقة ولا مأجورين ، بل يكفيهم شرف العسكرية المصرية وأنهم خير أجناد الأرض.
نعم لا يزال هناك الكثير من القصص الحية والبطولات الأسطورية التى سطرها أبطال أكتوبر لم يتم الكشف عنها حتى الأن. لكن التاريخ كفيل بأن يوضح لنا جهد كل من إجتهد ولو بعد حين، وتحية إلى كل جنود مصر فى ذكرى حرب أكتوبر المجيدة.. والى كل من ضحى من اجل رفعة وأمن وحرية إستقلال هذا الوطن. وكل عام وانتم بخير.