الخميس ٣ اكتوبر ٢٠١٣ -
٣٦:
٠٨ ص +02:00 EET
بقلم: د.ماجد عزت إسرائيل
الجــيش المصرى عـبر العصـور التاريخية لعب دوراً فى تاريخ مصر الحربى، فبفضلة تحققت الوحــدة الأولى بين مملكتى الشـــمال والجنوب عـــــام(3200 ق.م)،كما أستطــــاع الجيش تحقيـق انتصارات متعـــدده على الهــكسوس والحـــثيين والرومــــان والاغــــريق ،وبفضله حقــــق "محــمد على باشا"(1805-1848م) وخـلــفائه، العــديد من الانتصارات فى بـلاد الشام،وشبة جزيرة العرب ــ قضى على الحركة الوهــــابية ــ ــ، وافريقيا، وفى 1881م، وقاد الزعيم الثائر"أحــــمد عرابى"الثورة العرابية،ضد السلطة الحاكمة،وفى 23 يوليو 1952م، قام الضباط الاحرار بـثورة أنضم إليــها الشعب، وأصبح الجيش والشعب أيد وحدة،وهى التى أطاحت بالملك"فاروق الأول "ونظامه،وفى ملحمة العبور العظيم 6 أكتوبر 1973م؛ وقــف الشعب صفاً واحد،وتحقق حلم جميع المصريين بعد نكسة 5 يونيو 1967م،بالنصر على إسرائيل.
ومنذ أن أنــــدلاع ثورة 25 يــــناير 2011م،أنضم الجيش إليها وهتف الشعب شعار"الجيش والشعب أيد وحدة"،وقـــام الجيش بحمـــاية جميع المؤسسات الحـــكومية، وظـــل يحرس الثوار ولم يستـــخدم رصاصة واحـــدة حتى تنحى الرئيس"محمد حسنى مبارك" عن السلطة فى 11 فبراير 2011م،وكلف الجيش بإدارة شئون الــــبلاد لحين أختيــار رئيس للبلاد فى ديسمبر2011م، وتسلم المـــــجلس الأعلى للــــقوات المسلّحة الحكم لفترة مؤقتة لحين انتخاب رئيس للجمهورية، سعى خلالها للحفاظ على مكـــانته وتحيزه للشعب المصرى، ،كما أشرف المجلس على انتخابات رئاسة الجمـــهورية التى فاز به "محمد مرسى" بعدها قام الجيش بتسلميه السلطة بعد إداء القسم الجمهورى فى 30 يونيو 2012م.
وفى ظل تولى "محمد مرسى" الحكم أصدر الإعلان الدستوري فى نوفمبر 2012م، امتلك بمقتضاه كل السلطات،وعـزل النائب العــام،وأصدر دستور 2013 م،وهــــو الذى انسحبت منه الكنيسة، وضع أهله وعشيرته على قمة الهرم الوظيفى ــ أخــونة الــدولة ـــ وسيطر على الأعـلام المقروء والمسموع والمرئى،ولم يسمع للمعارضين،ولم يشــاركهم فى السلـــطة، بل كان دائمًا يعلن انتمـــائه نحو"الأهــــل والعـــــشيرة”. وكانت الـبلاد تتم إدارتها عن طريــــق المرشد ونائبه، وحـاول الجـــيش التدخل وتقريب وجهـــات النظر للمصالحة الوطنية، ولكن المحاولات باءت بالفشل.
وعندما دعت حركة شبابية تضم شتى جميع المصريين إلى ثورة 30 يونيو 2013 لنهاية حكم الرئيس، الذى لم يستجب لمطالبهم وهى: تشـكيل حـكومة جديدة،وتعــديل الدستور،والمصالحة الوطنية،وزاد من التوتر خطاب الرئيس واصراره على عـدم الاستجابه إلآ لـــــشرعية "مشكوك فيها". وأمام خروج نحو (33 مليون نسمه) إلى الشــوارع والميادين ضده أنضم الجيش للشعب" وكان من هتافات الثورة"الشعب والجيش ايدة"و آخرون يقولون"الشعب والجيش والشرطة ايد وحدة" وأصدر الفريق أول " عبد الفتاح السيسى" بياناً فى 3 يوليو 2013م،يعلن فيه خـلع الرئيس"محـــمد مرسى" وتعيين "عـدلى منصور"رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيساً مؤقــتاً للبلاد، ووضع خريطة طريق لإدارة شئون البلاد،.وعمت الفرحة شتى بقاع مصر.
إلآ أن أنصار المعزول قاموا بأعمال أرهابية ضد شعب مصر، مثل الأعتداء على الحرس الجمهورى،والنصب التذكارى،ومدينة الإنتاج الأعلامي، وحرق خـط الغاز لإسرائيل، والأعتداء على الجيش بسيناء والعريش وتعذيب وترويع الشعب.
وفى يوم الأربعاء الأسود 14 أغسطس 2013م ،يوم فض اعتصامى "رابعة العدوية" و"النهــضة" لجماعة الأخــــوان المسلمون، حيث قامت الجماعة ومعاونه بالأنتقـــام من الشرطة بأقتـــحام أقسام الشرطة والأعتداء على المؤسسات الحكومية بالـــحرق والنـهب والسرقة والقتل،فى مشهد لم تشهده البلاد من قبل، وبالأنتقــام من الأقـــــباط بـحرق (3) أديـرة آثريه و(86) كــنيسة و(4) مـدارس و(230) منزل،وقتــل العديد،وسلب ونــــهب العديد من المنازل والمحلات والشركـات والمكاتب، بالأضافة إلى ترويع ورعب الأطفال والنساء والشيـوخ من المصريين.
ويواصل أنصار المعزول الإرهاب للشعب المصرى فى شتى بقاع البلاد، ويتوعدون الشعب والجيش والشرطة بمزيد من العنف والدمار، يوم الاحتفال بذكرى العبور العظيم 6 أكتوبر 2013م، فهل يستطيع الشعب والجيش والشرطة العبور فى ملحمة جديدة نحو النور بعيد عن يد الإرهاب الغاشم؟ حما الله مصر من شرور هؤلاء!