بقلم: محمد يسر سرميني
الثورات العربية أي أنظمة ستنتج؟ الثورات مجتمعات تعيد إنتاج نفسها سياسياً واجتماعياً واقتصادياً ودينياً وهي عبارة عن مرآة للمجتمع وما وصل إليه صعوداً أو نزولاً فأن كان المجتمع يريد التقدم و مستعد للتقدم فكرياً على الأقل فسينتج من خلال ثورته نظام يقوده إلى التقدم وإن كان المجتمع يريد الحرية ويعيش في داخله هذه الحرية التي يريدها ويعشقها فعلاً وقولاً وليست مجرد شعارات فسينتج من خلال ثورته نظام يحترم الحرية ويحافظ عليها ولو كان المجتمع يتطلع إلى نظام ديمقراطي.
 
فعلي ويؤمن إن النظام الديمقراطي نظام فيه قدر كبير من العدالة والحرية وحقوق الإنسان وانه نظام يمكن من خلاله تطور المجتمع وتقدمه فسوف تقوده الثورة إلى نظام ديمقراطي الثورة كما قلنا هي مرآة للمجتمع بكل ما فيه من حسنات وسيئات بكل ما فيه من تقدم وتخلف بكل ما فيه من تطرف واعتدال بكل ما فيه من إلحاد وإيمان .
 
ولا يرتبط تطور المجتمع بكل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحريات بكل أنواعها الدينية والإبداعية بعدد الجامعات الموجودة في هذا المجتمع أو ذاك ولا يرتبط بعدد حملت الشهادات العليا ومحوا الأمية وإنما يرتبط بتحرير العقول وهذا ما أدركه الحكام قبل المفكرين بعصرنا الحالي ولنشاهد كيف استطاع الحكام في إقامة الجامعات وإرسال البعثات للغرب والشرق وساهموا في محوا الأمية وخرجوا الملايين من المواطنين من حملت الشهادات العليا ولكن ماذا كانت النتيجة؟
 
! ظل العقل في تخلفه وجهالته نتيجة عقود وقرون من هذا التخلف والجهالة المتراكمة فوق عقله!
ولذلك لم يساهموا في تحرير العقل الذي كان أهم من محوا الأمية ومنح الشهادات ولذلك أصبح من الطبيعي أن تجد الكثير من الذين يحملون الشهادات العليا في كل الاختصاصات ومنهم من يسبق اسمه مفكر يتبعون أشخاص متخلفين في كل شئ ولا يعرفون أي شيء من أي شيء.
 
حتى إذا تكلموا ضحك عليهم الكثير من الناس من عامة الناس لفرط جهالتهم وتخلفهم وطرحهم الذي لا يناسب عصر أو مجتمع، ورغم كل هذا تشاهد حملت الشهادات وما يسمى مثقفين ومفكرين يشيدون ويصفقون ويهتفون لهذا التخلف فعندما تصور الديمقراطية كفر والحرية الحاد والتقدم تبعية ويوجد من يصدق هذا الكلام ويؤمن به وبشكل خاص من أصحاب الشهادات.
 
فاعلم إنا مقبلين على عصر من عصور الجاهلية ونتيجة لثقافة وبيئة فاسدة ومتخلفة ساهم بوضعها المجتمع بكل مكوناته حكام ومحكومين جهلة ومثقفين دينيين وملحدين فقراء وميسورين تابعين ومتبوعين بكل تنوعنا وعقولنا الواحدة المغلقة المتخلفة المتراكم فوقها قرون من التخلف والثقافة الدكتاتورية وقمع الأخر واستعباده وقهره فهذه الثورات لن تنتج إلا أنظمة أكثر عنفاً وأكثر دمويه وأكثر تخلف وأكثر دكتاتورية هذا هو المجتمع فهل ستأتون بأنظمة وحكام من المريخ؟
! وفي النهاية إذا أردنا إنتاج مجتمعات ديمقراطية تحترم فيها الحريات وحقوق الإنسان والدولة المدنية والمدنية يعني دولة علمانية وليست دكتاتورية دينية.
 
 فيجب علينا تحرير العقول وان لا نبحث عن الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان في الفضائيات وشبكة الانترنت (ألنت)بل يجب أن تكون بيننا في منازلنا في الشارع والعمل في المدرسة والجامعة.