السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣ -
٣٥:
٠٩ ص +02:00 EET
الكاتب مدحت بشاي
محرر المتحدون
قال الكاتب الصحفى " مدحت بشاى " : إن " العدالة الاجتماعية " كانت كلمة السر عند ناصر الثورة، وبصرف النظر عن مقولات الخبل الحنجورية التي تُطلق على تلك التوجهات أنها كانت جميعاً في إطار " اشتراكية الفقر " وأن ناصر كان وكأنه يسعى لتوزيع الفقر بين الناس بالتساوي، ولا يقدرون أن هناك غالبية كانت تعاني من " الحفاء " آنذاك إلى حد إقامة مشروع " محاربة الحفاء " .
و أضاف " بشاى " – خلال مقال نشرته صحيفة " الوفد " : يذكر عصام حسونة محافظ أسيوط في بداية الستينيات في شهادته على ثورة 23 يوليو.. يقول: "فوجئت ذات يوم بوفد من زعماء المدينة المسلمين يرأسه الدكتور سليمان حزين مدير جامعة أسيوط يزورني في مكتبي.. فلما استقبلتهم حدثني رئيس الوفد بأنهم يريدون مني أن أسمح لهم ببناء مسجد يليق بالمدينة على نفس قطعة الأرض التي خصصها القرار الجمهوري لبناء الكنيسة.. فسألتهم: ألم تكن تلك الأرض متاحة لكم قبل صدور القرار الجمهوري؟.. قالوا: نعم، لكننا نرى أن المسلمين أولى بها.. فعرضت عليهم قطعة أرض مملوكة للمحافظة في ميدان المحطة، فأبوا وأصروا على اختيار أرض الكنيسة، وأكدت حينها أنني مادمت محافظاً لأسيوط سأسهر على حماية حق الكنيسة في الأرض التي خُصصت لها.. وقد كان.. نامت الفتنة حياءً.. لست أدري، أم خوفاً وتهيباً، وبدأت الأسقفية في البناء..
" ونُقلت في أكتوبر 1961 محافظاً لبني سويف، وتمكن المتاجرون بالفتنة من إقناع خلفي سعد زايد بتحقيق رغبتهم، فهدم السور الذي قامت الأسقفية بإقامته في عهدي.. وبلغ الأمر مسامع الرئيس جمال عبدالناصر فغضب غضباً شديداً وأمر المحافظ بأن يتولى بنفسه - ومن مال المحافظة - إعادة بناء السور الذي هدمه.. وهكذا مضت الأسقفية في بناء الكنيسة حتى أتمته " .