الأقباط متحدون - ثلاثة وأربعون عام من الرحيل
أخر تحديث ١٠:٢٤ | السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ١٨ | العدد ٣٢٦٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

ثلاثة وأربعون عام من الرحيل

بقلم: مينا ملاك عازر

إن كنت من أولائك اللذين لا يهتمون بالتاريخ وترى أنه راح مطرح ما راح، فأنت تخسر الكثير، فكيف تفوت على نفسك القراءة عن ناصر في ذكرى رحيله الثالثة والأربعين، وهي الذكرى التي اعتدنا فيها على اللغو الكثير حول ناصر وأمجاده من جانب أنصاره والحديث عن إخفاقاته وكوارثه من جانب معارضي سياساته، وتسمع إشاعات قتله على يد السادات من أفواه الأستاذ ونفيها من جانب المعارضين.
 
وفيما بين أولائك وهؤلاء تضيع الفرص على أمثالي من الباحثين عن الحقيقة مجردة دون هوى أن يصلوا لعقول القراء، إذ يحاول القارئ مثل حضرتك كده أن يصنف الكتاب ناصري أو غيره، وفي هذه اللحظة يجعل غيره ده إخواني، وكأن لا يهاجم ناصر سوى الإخوان وهي تهمة خطيرة وسبة في جبين أي إنسان مصري شريف أن يوسم بالإخوانية.
 
وما أريد أن أنبه حضرتك له، أنني لا أهاجم ناصر فأنا لا أهاجم أموات، أنا فقط أقيم فترة حكمه، وحتى أفوت الفرصة على حضرتك لتصنيفي كماتريد، فسأتغاضى عن الخوض في فترة حكم ناصر بمآسيها وبمحاسنها، وسأنتقل لمن حاول استغلال تركته "صباحي" الذي يقول أنه يريد رئيس ثوري للبلاد، والذي قال إبان حكم الإخوان أن حماس فصيل وطني، والمصريون يحبونهم، ولا أعرف إن كان صباحي لم يزل عند رأيه أم لا بخصوص حماس؟ إلا أنني أستطيع أن أُؤكد أن في حال وجود ناصر الذي تدعي حمل رايته يا صباحي، ما كان لحماس رفع أصبعها نحو مصر، ولا كانوا وُجِدوا على وجه الأرض لأنه ما كان للإخوان أن يظهروا وبالتالي ما كان لحماس أن تولد فهي بنت الإخوان، أفلا زلت يا حمدين يا من هاجمك الإخوان واستخفوا بك تحامي لحماس بعد كل ما فعلوه بك وبمصر. 
 
ولذا أنا أتحدث اليوم عن ثلاثة وأربعين عاماً من رحيل الزعيم عبد الناصر وظهور الإخوان، فلولا رحيل ناصر لما عاد الإخوان، ولكن للأسف من يحاولوا المتاجرة بتركة ناصر العظيمة في بعض جوانبها والسيئة في جوانب أخرى، لم يدركوا تلك الحقيقة، وحاولوا في وقت أن كان الإخوان في السلطة أن يدعموا حركاتهم المسلحة عن فهم منهم لحقيقة الفصيل المسلح أم عن جهل- لا أعلم- فكلتا الحالتين كارثة، فإن كانوا يجهلون فهي مصيبة، وإن كانوا يدركون حقيقة الفصيل وكان رغم ذلك يدعمونه ويصفونه بالوطنية وبأنه يدافع عن أرض فلسطين، فهي كارثة أخرى، ولذا فأنا أرى أن أكثر من أساءوا لناصر- بعد نفسه- هم أنصاره وأصدقائه ورجاله اللذين أساء اختيارهم، ومحاولي الاتجار بتركته.
 
المختصر المفيد رحم الله الزعيم الذي إن اختلفنا حوله أو اتفقنا فهو زعيم قاد البلاد حتى أحبه الكثير ممن اعتقلهم في حياته وعذبهم رجاله.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter