بقلم: ايرينى سامى
يستيقظ يوميا فى حاله يرسى لها من التشاؤم والغضب عابس الوجه كاره الحياه يتمنى ان تغفل عيناه لبعض الوقت ولكن هموم الحياه ومتطلباتها تجبره على الاستيقاظ وخصوصا صوت زوجته الذى يشبه صوت المنبه بالنسبه له عندما توقظه للذهاب لعمله . اما هى فتكون فى قمه سعادتها وهى تحضر له الفطار وتهتم لحاله وكوب الشاى المعتاد عليه متذكره دائما الايام الخوالى على الاخص لقائهما الاول فى احد الكافيهات عندما كانت تحتسى كوب الشاى فى فصل الشتاء والجو قارص البروده فلا تشعر بكتيفيها من كثره البروده فجأه تجد شخصا يخلع البالطو من على كتفيه ويضعه عليها فى رفق وحنان وهنا كانت البدايه للنظرات والابتسمات و المغازلات كم كان حنون دافى القلب يشعر بما يتبادرلذهنها قبل ان تنطق به وخصوصا عندما اخذ يديها ليشعرها بالدف فأخذ ينفخ فيهما ثم وضعهم بين كفيه فى رقه فلم تشعر بحالها الا وهى تضع كفيها على فمها وتنفخ فيهما وفجاه استيقظت على صوت زوجها الشاى يمدام ---حاضر ياحبيبى ثم احضرته مسرعه ووضعته بالقرب منه وهى تنظر اليه بعيون ممتلئة بالحب و بكثير من الاسئله اما هو فلاحظ الامر فنظر اليها فى تصلب قائلا : يافتاح ياعليم نعم يامنيره هو كل يوم ؟
لا يحبيبى انت عارف انى بحب اطمئن عليك اطمنى ياختى حتاخر فى الشغل عندك مانع معنديش ياحبيبى ربنا يوفقك وينصرك على من يعاديك خلاص بقه انا ذهقت ثم ينصرف وهو ثائر دون ان يشرب مشروبه مغلقا الباب بقوه بعد خروجه يثرثر لنفسه ويلعن الزواج والعيشه ويتمنى ان يعود اعزب كما كان بدون زوجه تعامله كطفل وتهتم من اجله ولم يشعر بطول المشوار من كثره ثرثرته الاان وصل للعمل ليجد المدير امامه يطلب منه ان يعمل اليوم لساعات متاخره فاتشرح قلبه لانه سياخذ مالا اكثر يساعده هذا الشهر وسيتخلص من الحاح زوجته فى الاسئله فأخذ يعمل بكل مالديه من جهد الى ان حان موعد الانصراف فانصرف عائدا لمنزله وبالكاد يستطيع التنفس وعندما فتح الباب وجد زوجته نائمه على احد كراسى الصالون منتظره حبيبها اما هو فلم يبالى ثم ذهب لغرفته ووضع جسده المرهق على السرير وراح فى سبات عميق ليستقبل يوم جديد ولكن ليس جديد بالنسبه له فهوحافل بالنتاعب ومزيد من الاسئله وكل هذا من اجل لقمه العيش ومتطلبات الحياه التى لاتنتهى ابدا بل تزيد كل يوم عن سا بقه فاصبحت الحياه مظلمه ليس لها طعم ولا رائحه كالهواء ولكن كان هذا اليوم غريب فعندما استيقظ لم يجد زوجته بجانبه كاعاده والجو شديد الظلمه والهواء شديد فاخذ سترته ووضعها فى العربه ثم انطلق فى طريقه ولكن لم يكن للطريق معالم والظلام حالك وبعد السير لمسافه طويله لم يجد شى حوله ولاسيارات فاوقف العربه واخذ سترته وانطلق لمسافه قصيره ولكن لم يجد شى ايضا بل وجد صحراء قاحله وبالكاد يستطيع ان يرى من شده الظلام فحاول جاهدا ان يعود لعربته ولكنه لم يستطع فلقد فقد مكانها فاخذ يسير يمينا تاره ويسارا تاره اخرى الا ان فقد الامل وانتابه شعور بالذعر والخوف والظمأ وتذكر سوء معاملته لزوجته وانانيته التى ليس لها حدود وكم كان يحط من شأنها فى اى عمل تقوم به فسقط على الارض وانخرط فى البكاء وفجأه وجد بصيص من الضوء يقترب اليه فانتابه الخوف الشديد واصبحت الهواجس تطارده كصيد ثمين فأغمض عيناه وترك نفسه للهواجس والموت القريب وفجأه وجدها زوجته تحمل مصباحا وتناديه بصوتها الحنون وهنا استيقظ وأدرك انه يحلم فافتح عيناه وهو يبتسم وأخذ يديها اليسرى وقبلها . اما اليد الاخرى كانت تحمل كوب الشاى المعتاد..