بدات الدولة الحديثة الأولي بفرعون مصر أحمس الأول الذى بحكمه بدأ حكم الأسرة الثامنة عشر , وقد ظهر أحمس فى وقت كانت مصر محتلة من الهكسوس الذين أخضعوا الوجه البحري، وأجزاء من مصر الوسطى ...  ويضيف الدكتور صبري عبد العزيز إن الملك الفرعوني أحمس الأول تولى العرش بعد أخيه كامس الذي استكمل عملية طرد الهكسوس بعد وفاة أبيه سقن رع أي أن أحمس كان من عائلة عسكرية ونجح في ادارة شئون الدولة في جميع جوانبها ...  وأكمل أحمس حكمه إلا أن تم عملية إخراج الهكسوس من البلاد تماما ومطاردتهم حتى خارج حدود مصر  وقضي في حكم مصر حوالي 25 سنة بعد ما أدمج الكثير من الحكماء ومن ذوي الخبرة في ادارة شئون البلاد.   أي بشهادة علماء التاريخ أن اول ما بدأت الدولة الحديثة في مصــر كانت تحت الحُكم العسكري. وبدأت تتوالي الحكومات علي مصر , ولم أجد واحدا كان علمانيا قبل ان يكون حاكما سياسيا بل كان في الأصل محارب عسكري .. حتي بعد دخول الإسلام إليها .. فقد حكموا مصر محاربين , وكان عمرو بن العاص في الأصل محاربا  وبعد إسلامه فتح مصر بعد أن قهر الروم وأصبح واليا علي مصــر بعد أن عينه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.  و بحكم عمرو بن العاص كانت بداية حكم الخلفاء الراشدين وكانوا ستة خلفاء , جميعهم محاربين  وأنتهت بالوالي محمد بن بي بكر صديق ( 657 - 658 ) - الذي تم قتله .

 

     توالي بعد ذلك الكثير من ولاة العرب كانوا في الأصل مقاتلين ومحاربين .. ثم يأتي الوقت ونجدهم يهتمون بشئون بلادهم الداخلية في جميع نواحي الحياة ... حتي جاء رائد النهضة الحديثة الثانية محمد علي باشا الألباني الجنسية ... وتحت ظروف خاصة سوف لا اتدخل فيها تعلم الفروسية وحمل السيف وكيفية التعامل معه منذ نعومة أظافره حتي توفي والده ووالدته فأخذه عمه طوسون باشا إلي مصـــر وعندما رأي فيه هذه المواهب القتالية , أرسله إلي بعثات حربية حتي استقر به الأمر ان يجعله والي لمصــر . وبارغم انه كان مقاتلا إلا انه اهتم بالحضارة المصرية حتي تم إطلاق عصره ببداية النهضة الحديثة لمصـــــــر ... علّم ابنه ابراهيم باشا الوريث الوحيد فنون القتال لكنه قُتل في احدي المعارك ..  كل ما اريد قوله هو مهما إختلفت الخلافة من اموية إلي فاطمية إلي أخشيدية إلي عثمانية نجد ان جميع سلاطين مصر كانوا في الأصل عسكر ... حتي وصلنا إلي آخر ملوك مصــر وهو الملك فاروق .!   

 

 قامت ثورة 52 لأسباب إلي الآن لم يتم الفصل فيها حيث ازدادت الأقاويل .. لكن انا من رأيي أنها كانت ثورة إخوانجية تم الإتفاق عليها بينهم وبين ما يسمون انفسهم بالظباط الأحرار .. لكن انا اري وجود خيانة بين هؤلاء الظباط والإخوان انتصر فيها الظباط الأحرار , وحاول الإخوان الإنتقام من الرئيس عبد الناصر بعملية نجسة وهي محاولة قتله في ميدان المنشية .. فألغي عبد الناصر هذه الجمعية التي كانت مشهرة بإسم الإخوان المسلمين وبدأت المحاكمات والإعدام والحبس لكل من ينتمي إلي هؤلاء الفريق ... فقد اتضح فيما بعد ان جمال عبد الناصر كان يعلم تماما أنهم غدارين وليس لهم آمان , بالإضافة إلي إرجاع مصر إلي عصور ما قبل التاريخ .... توالت الأحداث .. ومع كل حدث مؤسف نجد التشفي من هؤلاء الجماعة .. كما حدث في معركتي 56 , 67 لدرجة انهم أعلنوا ولعنوا حكم العسكر والذي بدأ ينتشر في أعقاب يوم انقلاب 25 يناير بقيادتهم انتقاما من الجيش والشرطة الذي كان مسيطر عليهم لمدة 82 سنة . 

 

    إنطبعت في عقول الشعب المصري شعار " يسقط يسقط حكم العسكر " بعد يوم انقلاب 25 يناير  والذي ابدعته الجماعات الإسلامية بجميع انواعها ... مع العلم ان التاريخ المصري منذ احمس حتي مبارك كان اساس الحاكم هو من الجيش , لأنه اكثر المؤسسات آمانة ووطنية  .. ولولاهم لم تكن هناك قيامة او شأن لمصــــــر منذ عهد احمس ومن قبله ابوه وإخوته حتي وقت وقوف السيسي بجانب الشعب  ليحقق مايريده الشعب من التخلص من هذا الكابوس الذي كان طوقا ملفوفا حول رقابهم ... لكي يجعلوهم أن يعيشوا في الظلام وفي العبودية والتخلف والفتن . 

 

 نفهم من هذا ان حُكام مصر كانوا في الأصل من الجيش منذ الأزل .. وقد تعودنا علي ذلك .. وهنا علينا ان لا ننسي أن كون الحاكم هو من الجيش فليس معني هذا أن جميع تصرفاته كانت منحازة للقوانين العسكرية .. بل بالعكس كان بسرعة شديدة يتحول إلي حاكم ليبرالي  أو إشتراكي أو ما يسمونه اليوم بالحاكم المدني .. وبقدرة قادر قام اصحاب انقلاب 25 يناير والذي قاده جماعة الإخوان بحرفية شديدة بالتعاون مع قوي الشر الدولية بترهيب اشعب ان حُكم العسكر هو من أسوء أساليب الحكم .. بالرغم أن مصر كان يحكمها ارقي قوانين العالم .  

 

 لم اري سببا واحدا في عدم ترشيح الفريق السيسي لرئاسة الدولة ... فهو اولا ارعب العالم بأعماله التي تتحلي بكبرياء المصري الممزوجة بطيبة ارضها وقوة نيلها .. و ارجع كرامة المصري التي إهتزت زمانا طويلا ...و ربما قبل تنحي مبارك بعشر سنوات . لا شك أن السيسي له امكانيات فريدة في التفكير العميق وطول الأناة لدراسة المشكلة من جذورها ... وبالرغم أنني لست من جيل السيسي إلا انني اري فيه شبابي وشباب الثورة الحقيقية يوم 30 – 6 . ورجعت لي ذكريات ثورة 52 .

 

علينا أن نوقف الحملة التي تنادي ان الشعب لا يريد حاكما كان يعمل في الجيش ... بل علينا ان نصمم بإنتخاب السيسي  رئيسا للبلاد فهو أنسب وأجدر الرجال الموجودين حاليا علي الساحة.. فهو رجل وطني اصيل حب بلده وكاد يضحي بحياته من اجل شعب مصر وشبابها ... فعلينا ان نخرس هؤلاء الشرزمة من الناس  التي تنادي " يسقط حكم العسكر" . وشعارهم هذا له دلالة عظيمة أن يبرطعوا كما يحلوا لهم بدون رقيب ولا حسيب ويصبح الجيش تحت مصالحهم الشخصية وليس من اجل مصلحـــة الوطن مصر ...................!!!! 

علينا رفع شعار جديد  : هو بس هو... اللي ساكن في وطني

هو بس هو... اللي وهبت له  حبي

هو.. هو.. هوَّ  السيسيى