الأقباط متحدون - فكر الإخوان
أخر تحديث ٠٤:٢٦ | الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ١٣ | العدد ٣٢٦٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

فكر الإخوان

بقلم: مينا ملاك عازر

أنا لست في صدد دراسة فكر الإخوان أو تحليله، فلا تقلق عزيز القارئ وادخل للمقال برجلك اليمين، فنحن اليوم بحاجة لتحليل فكر أولائك المطالبين بمواجهة فكر الإخوان بالفكر، مرتكزين إلى حقيقة مفاداها أن الفكر لا يواجه إلا بفكر، وفي هذا نحن متفقين ولكن اختلافنا في أن للإخوان فكر يمكن مواجهته بالفكر، فإن سلمنا أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر قاعدة فلكل قاعدة استثناء، واستثناءنا هنا فكر الإخوان. 
 
ولا تندهش فمواجهة فكر الإخوان مواجهة تقوم على محورين، أحدهما قصير المدى يقوم على إزالة أثر الفكر وهو ما لا يمكن أبداً تطبيق عليه قاعدة الفكر لا يواجه إلا بالفكر، وآخر طويل المدى وفيه لا يمكن إلا تطبيق قاعدة أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، نبدأ بالأخير لنفرد مساحتنا للقصير، فالأخير يحتاج نظام تعليمي يجعل من الإنسان مفكر وليس خروفاً يساق بلا تفكير، ويجعله أساساً إنساناً غير دموي سافك للدماء، وحينها سنكون قد نهينا على فكر الإخوان خاصةً وإن صاحب النظام التعليمي هذا نهضة اقتصادية لا تدع الفرصة للإخوان ومن شابههم استغلال فقر وحاجة البشر لغسل عقولهم بالسيطرة على جيوبهم.
 
أما الطريق قصير المدى، وهو الطريق الذي نعيشه الآن والمرتكز على المواجهة الأمنية وهو ضروري لأن مواجهة المجرم لا يمكن بالفكر ولنا في مراجعات الإرهابيون القدامي أسوة حسنة لنتأكد أنهم يكذبون كما يتنفسون. ثم أرجوك راجعني لو كت مخطئ، أي فكر يواجه في مسألة التفريط في أرض الوطن للجيران كهدية، أو أي فكر يواجه في مسألة قتل ضباط الشرطة وجنود الأمن المركزي وهدر دماء رجال القوات المسلحة وتكدير أمن المواطنين المدنيين العاديين، وتضييق الحياة عليهم في مواصلاتهم العامة والخاصة.
 
أي فكر  يواجه في مسألة العنف المستخدم من أولائك المدعين أن لهم الشرعية وحتى لو كان لهم ذلك، فهل كان يحل لأعضاء الحزب الوطني المنحل اقتراف تلك الجرائم إبان حل حزبهم وتحويلهم لفلول ومحرومين من ممارسة حياتهم السياسية الطبيعية؟ هل يحل لأولائك رجال النظام الأسبق تكوين مليشيات بالتنسيق مع دول أو أشباه دول ومنظمات إرهابية جارة لنا لتكدير السلم العام وسفك دماء المصريين لإعادة شرعيتهم التي أنهى عليها الشعب كما أنهى على شرعية النظام السابق؟
 
أي فكر يحمله الإخوان في عملياتهم الإرهابية التي تجري ضد الأقباط وكنائسهم وضد كل مصري رافض لهم ولفكرهم؟ أظن هنا الفكر لم يعد فكر بل أصبح فعلاً على أرض الواقع لا يواجه إلا بالحسم وأي تراخي في مواجهته لا يزد عن كونه تواطؤ وتراخي ويحاسب عليه صاحبه أكثر من محاسبة مقترف فعل الإرهاب نفسه. أرجوكم تذكروا، كيف كانت الملاحقات الأمنية لأصحاب الفكر النازي في ألمانيا؟ ولم يفتح أحد في العالم كله فمه، فكما عامل الأمن النازيين والفاشيين، هكذا أيضاً يجب أن يعامل الأمن في مصر الإخوان.
 
يا سادة، الفكر لا يواجه إلا بالفكر، والرصاص لا يواجه إلا بالرصاص، هكذا تكون القاعدة قد اكتملت ولا تحتاج لاستثناء حتى تستتب، وعلى الباغي تدور الدوائر، ولا تقل لي أن للإخوان فكراً يجب أن يواجه بالفكر ما دمت لم تصلح منظومة التعليم والاقتصاد، ثم اترك بعدها الإخوان يفعلون ما شاءوا، هذا إن بقوا بيننا. إذ أنك لو فعلت هكذا تكون قد هدمت بيئتهم الخصبة للحياة.
 
المختصر المفيد يسقط كل فكر فاشي مُخرب مُخرف.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter