الأقباط متحدون - سيناء من احتلال الصهاينة لاحتلال التكفيريين
أخر تحديث ٠٤:٤٦ | الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ١٣ | العدد ٣٢٦٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

سيناء من احتلال الصهاينة لاحتلال التكفيريين

بقلم: سليمان شفيق


ليس بالحل الامني ولا بالتنمية نستعيد سيناء

اسرار الحنين بين الماضي الاسلامي هروبا من الحاضر الدامي

قصة النمو السرطاني لتنظيم القاعدة بشبة الجزيرة

تقوم قواتنا المسلحة بأعمال بطولية في شبة جزيرة سيناء ، وتخوض حربا حقيقية ضد السلفيين الجهاديين التكفيريين، ومنذ 29/7/2011، حينما هاجمت تلك الجحافل الفاشية قسم ثان العريش،واعلنت شبة الجزيرة امارة اسلامية ، وحتي منتصف سبتمبر 2013،اعتدت تلك الجماعات 214مرة علي كمائن للشرطة والقوات المسلحة ،ادت الي سقوط 218ضحية بين شهيد وجريح،ولكن قواتنا المسلحة استطاعت تفكيك البؤر الارهابية ، وقبضت علي رؤوس الارهاب ،ولكن من الخطأ التعامل مع مشكلة سيناء منذ ذلك التاريخ،حيث تمتد المشكلة الي عمق تأسيس الدولة الحديثة،منذ تأسيس محمد علي لمحافظة العريش 1831،واول تمرد لاهالي سيناء 1834وتجريدة جيش محمد علي بقيادة ابنة ابراهيم باشا ،واخضاعهم>

ومنذ ذلك التاريخ وحتي ثورة يوليو 1952 تمرد اهالي سيناء 14 مرة،وكانت اسباب التمرد الاساسية هي نفس اسباب تمردهم فيما بعد ، اي تملك الاراضي والوظائف والمشاركة في الثروة ،ومنذ 1952 وحتي 1975 دفع اهالي سيناء 25%من فاتورة تضحيات المصريين في الحروب مع اسرائيل من 1955وحتي حرب التحرير 1973،مرورا 1956وحرب 1967وحرب الاستنزاف، ولم تلبي الحكومات المصرية المتعاقبة مطالب اهالي سيناء ،في التنمية وتملك الاراضي ،ولكن السياسات الخاطئة في عصر الرئيس الاسبق مبارك ، والقمع المفرط الذي تبناة وزير الداخلية الاسبق العادلي ، وغياب التنمية،ادت الي تفجر الاوضاع ، وفي الخمس سنوات الاخيرة من عهد مبارك ،شهدت سيناء 64 حادث تفجير،او سطو مسلح ،اوقطع طرق ادت الي صدور 255 حكما غيابيا،اي بمعدل 5حوادث شهريا،و300قضية أمن دولة ،اضافة الي الانكار والتلفيق من العادلي حتي وصلنا الي حادث قسم ثان العريش، وللنمو السرطاني للتكفيريين في سيناء.
 

قصة النمو السرطاني للقاعدة في سيناء:

منذ 2005 ضربت سيناء العديد من التفجيرات ،كلها ترتبط بعناصر من الخارج ،مثل تنظيم الوعد 2001،وحزب التحرير 2004،الذي ضم3 بريطانيين!!وجماعة التوحيد والجهاد المسئولة عن تفجيرات طابا 2004،وتفجيرات شرم الشيخ 2005ودهب 2006،وكذا الطائفة المنصورة التي تم القبض علي عناصرها في 19/4/2006،والذي تلاة في 14/7/2007القبض علي 35شخصا تحت اسم تنظيم الجبهة العالميةلجهاد اليهود والنصاري، وفي 15 /7/ 2007 أعلن مصدر أمني مصري ان هناك تهديد من عناصر ارهابية لشن اعتداءات علي بعض المرافق الحيوية اهمها مترو الانفاق بالقاهرة،وفي 27/5/2007 أصدر محمد خليل الحكايمة علي موقع الفجر للاعلام بيانا ،وجة فية نداء للمسلمين بنصرة فتح الاسلام في ارض الكنانة ، فكان اول تصريح رسمي للاعلان عن القاعدة في مصر،ولم يتوقف الامر علي ذلك بل ووفق دراسة اعدها المركز العربي للبحوث والدراسات ،اعلن تنظيم القاعدة عن الخريطة والبنية التنظيمية في مثر كالتالي:
 

أسم الفرع :قاعدة الجهاد في ارض الكنانة ،عدد الاعضاء 250،تاريخ التأسيس 12/5/2006،حجم التجهيزات العسكرية(مواد متفجرة،اسلحة نارية،قنابل واحزمة ناسفة)وتقسم الوثيقة الاعضاء علي المهام التالية:5 أعلاميين،190كادرا حركيا للتجنيد وسط شباب القبائل السيناوية والغزاوية، 5كوادر فكرية يعتبرون فقهاء التنظيم،أساليب الفرع للتجنيد :المواقع الجهادية علي النت،والقنوات الاسلامية،وتؤكد الوثيقة علي ضرورة الايعاز بتبني مطالب البدو ، وان ذلك لن يتحقق الاب الامارة الاسلامية،واستغلال اي تمرد اواحتجاجات مطلبية وتحويلها الي تمرد مسلح،(لاحظ التشابة والترابط بين جمعة الشريعة بميدان التحرير الشهيرة بجمعة قندهار 29/7/2001،وبين الهجوم علي قسم ثان العريش واعلان الامارة الاسلامية)ومنذ الانفلات الامني بعد 52يناير 2011،وافراج المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي عن 350من الجماعات السلفية والجهادية في محاولة لتهدئة الاوضاع في سيناء بعد انهيار المنظومة الامنية،بدء السلفيين بالاعلان عن نظام خاص بهم ،واخضاع سيناء لسطوتهم تحت قوة السلاح،واستعرضوا قوتهم في مواكب مسلحة،رافعين الرايات السوداء وشعارات تنظيم القاعدة،وافاد شهود عيان بأنهم كانوا يجرون التدريبات العسكرية باسلحة متطورة يشرق العريش ومنطقة الجورة،وشراء سلاح ويذكر دعبد الرحيم علي مدير المركز العربي للدراسات ،ان جيش الاسلام المرتبط بايران وحماس والذي يضم عناثر مصرية مثل خلف مصطفي وغيرةنممن تحالفوا مع جيش الاسلام ثم اسسوا تنظيم التوحيد والجهاد ،الابن الشرعي لجيش الاسلام الفلسطيني عام 2002في شمال سيناء ويقودة دخالد مساعد.
 

فتش عن الحركة السلفية:

يتواكب مع ذلك اعلان الحركة السلفية"غير الجهادية" في 6أغسطس 2011تشكيل لجان للتشريع والفتوي وبسط سيطرتها علي منطقة الشيخ زويد والعريش ورفح،ب 6ألاف مسلح تحت حجة حماية الامن لحين عودة الشرطة ،واعتبرت الحركة ان مساندة حركة حماس واجب شرعي ، واكد علي ذلك اللواء المحافظ السيد عبد الوهاب المبروك "للمصري اليوم" في 11 أغسطس بالقول:"انة في ظل الغياب الامني بمنطقتي الشيخ زويد ورفح شكلت مجموعة من السلفيين مجلس حكماء مكونا من 3لجان للتشريع والفتاوي وفض المنازعات لحماية المنطقة "واضاف "نحن كسلطة تنفيذية نعمل وفقا للقانون ولا يمكننا الوصول للشيخ زويد ورفح لذلك نترك الفرصة للمتطوعين للحماية" يقصد الحركة السلفية!!
 

 وهكذ ا يبدو جليا منذ 29/7/2011ان الحركة السلفية لها جناحين :جناح سياسي مكون من حزب النور ومشايخة ،وجناح مسلح في سيناء ، ويمكن التأكد من ذلك بعديد من الدلائل مثل ارتباط جمعة الشريعة "قندهار" بالهجوم علي قسم ثان العريش ، ودور عماد عبد الغفور في المفاوضات مع السلفيين التكفيريين، ثم دور صفوت حجازي ، واستكمال الحلقة بوصول مرسي للحكم ،والافراج عن الارهابيين ، وصفقة الشاطر مع القاعدة في سيناء .ورصدت اجهزة المخابرات الاسرائيلية الموساد اكثر من مكالمة بين مرسي وعناصر مرتبطة بالقاعدة وفق مانشر في موقع ديبكا الاسرائيلي ، وكذلك رصدت اجهزة الامن زيارات صفوت حجازي وعلاقتة بارهابيين ، كل ذلك يؤكد علي ان الارهاب في عصر مرسي تحول الي سياسة دولة.، وهكذا شرعنت ادارة مرسي الارهاب من جهة واقتطعت جزء من شبة الجزيرة لحركة حماس.
 

بيئة قبلية محايدة:

الخطر الاكبر ان تحالف الاخوان مع حماس ودعمهم للقاعدة قد حول البيئة السيناوية القبلية قد اصبحت محايدة ، وعلي راي احد كبار المشايخ "فخار يكسر بعضة"،يقصد صراع الدولة حينذاك مع الارهاب ، لان تنظيمات الارهاب والقاعدة جندت عدة الاف من ابناء القبائل السيناوية ،وكان موسي ابو فريج احد كبار مشايخ رفح قد صرح في 11/اغسطس /2011بأنهم لن يسمحوا لاي تنظيمات ارهابية بالعبث بأمن مصر، واضاف "ان عدد ابناء القبائل في التنظيمات لايزيدوا عن 300 شخص،ومعظمهم "مشموسين" ،اي مطرودين من القبائل ويستحل دمهم "،ولكن بعد شهرين عقدت القبائل مؤتمرا لنصرة الدولة المصرية ، واثناء عودتة الشيخ محمد المنيعي وابنة يوسة تم اغتيالهم ، وبعدها وصل عدد من تم اغتيالهم من المشايخ الي ثمانية قتلي ، اضافة الي التطهير العرقي، وتهجير اقباط رفح وحرق كنيسة مار جرجس ،وقتل الكاهن مينا عبود وذبح ثلاثة اقباط اخرين ، ورغم ان القوات المسلحة قامت بعمليتين في عصر مرسي "نسر 1 ونسر2"الا ان السياسة خذلت السلاح ،وهكذا قام الاخوان بتمكين الارهاب في سيناء ،وتحييد القبائل.
 

مطالب المواطنيين المصريين البدو:

يقع اهالي سيناء بين مطرقة السلفيين التكفيريين"القاعدة"من جهة وبين سندان تخاذل الدولة عن التنمية من جهة اخري،منذ تأسيس محمد علي لمحافظة العريش 1831 وحتي الان يفتقد اهالي سيناء لحق المساواة مع باقي المصريين ،سواء في الحقوق او الثروات ، كان اول صدام بسبب رغبتهم في الاستفادة من قوافل الحج والمحمل ، وصدق او لا تصدق كان الصدام مع ابناء السواركة والترابيين في رفح ومايسمي بمحافظة شمال سيناء الان ، ودشنت تجريدة ابراهيم باشا اول طريق الدماء ،ومنذ عام 1985وتحرير كامل سيناءوبداية التنمية ،حرم ابناء سيناء من حق تملك الاراضي ،ووفق الاحصائيات الرسمية 85%من الوظائف في شبة الجزيرة لغير ابنائها، وحتي ثورة 25يناير كان ابناء سيناء محرومين من دخول الكليات العسكرية، اضافة الي وبعيدا عن الارهابيين فأن هناك احكام غيابية وحضورية يشكك في صحتها اهالي سيناء، ويطالبون بالافراج عن المتهمين فيها واعادة محاكمتهم اسوة بما حدث مع الارهابيين،ناهيك عن عدم التنمية .
 

اما المسكوت عنة في المطالب هو السماح للسلفيين وتنظيم اهل السنة والجماعة بالمحاكم الشرعية ،وعدم السماع للمواطنيين المصريين البدو بالمحاكم العرفية ..والتي ترقي لان تكون عقيدة سيناوية،وتنقسم درجات التقاضي عند البدو الي ثلاثة درجات،مثل الابتدائي والاستئناف والنقض،وتعترف الحكومة المثرية بالقضاء العرفي القبلي منذ القرن التاسع عشر،كمرحلة اولي لفض المنازعات ،ومنذ 1853 عرف البدو التقاضي امام المحاكم المصرية اذا فشلت محاولات التقاضي العرفي،ولا تستفيد الحكومة المصرية من هذا التناقض مابين السلفية الجهادية وبدو سيناء في هذة الخصوصية!!

القبلية والسلفية الجهادية والحنين للماضي:

الخطير في القضية هي ان شباب البدوفيما سبق ،كان نموذج البطل هو من يحارب اسرائيل ،والا النموذج هو من يحارب الدولة!!هناك ضرورة لدراسة النخبة الجديدة في سيناء ،يبلغ عدد المصريين من القبائل العربية كما يقدرهم الشيخ سليمان ابوحسين ـشيخ مشايخ السماعنة بشمال سيناءـ ب17 مليون ،تتركز في سيناء وقنا والبحر الاحمرومطروح والساحل الشمالي ،ومن يعود بالذاكرة الي ابريل 2011 وقطع خط السكك الحديدية ،اعتراضا علي تعيين المحافظ القبطي ،منقبل بعض القبائل القنائية،وسط هتافاتهم "اسلامية اسلامية" ورفع اعلام السعودية،وبايعوا اميرا منهم علي أمارة قنا الاسلامية،واستخفت النخبة المركزية بالامر،حتي تزامن ذلك مع جمعة قندهار بميدان التحرير،ثم الهجوم علي قسم ثان العريش مساء تلك الجمعة ،نفس الشعارات والاعلام السوداء ةاعلام السعودية،ولم يتوقف احد بالتحليل والربط بين هذة الظواهر،وجدل العلاقة بين السلفيين والبدو ، وكيف ادرك تنظيم القاعدة والتكفيريين هذا الربط وقامو باستغلال هذة البيئة التي تعاني من الحرمان،في التجنيد ،ودفعهم الي ممارسة الاحتجاج المسلح ضد الدولة ،لشعورهم بالاغتراب تجاة الوطن المصري ،الي حد رفع اعلام القاعدة او السعودية،والحنين للماضي والرغبة في امارة اسلامية،وهكذا تجتذب التنظيمات الجهادية السلفية ابناء فقراء القبائل الضعيفة الذين يشعرون بالغبن والتهميش ، والبحث عن المكانة عن طريقالانتماء الي جماعات دينية سياسية ، تعوضهم مكانتهم المفقودة في السلم الطبقي القبلي ،او عدم وجود مكانة لهم في الوظائف الحكومية ترفع من شأنهم.
 

هكذا نشأت العلاقة بين تلك التنظيمات والشباب البدوي المهمش ومن ثم يمثل العلم الاسود مدلولا ثقافيا اكثر منة سياسيا ،فهو علم الهوية السلفية البدائية وحلم الماضي السحيق في مواجهة علم الوطن الذي لايظللهم ، انها عودة للبداوة الاولي في مواجهة العولمة والحداثة التي لايستطيعون اللحاق بها ،ويلاحظ ان التصحر الثقافي والفكري يتمركز في قلبة النفوذ السلفي في سيناء والساحل الشمالي ، اوقبلي السكة بالاسكندرية ، وكرداسة وناهيا ودلجا ودهشور،حيث يتركز فقراء البدو.
 

انهي بمقولة للواء الدكتور عادل سليمان:"نحن نعامل اهالي سيناء علي انهم سكان محليين في زمن الحرب"، بمعني غير موثوق فيهم !! 

لابد من اعادة النظر في قضية سيناء لان الامر تخطي الحل العسكري وحتي ماتطلق من صيحات حول التنمية ، لان كل تلك الحلول مانت تناسب سيناء ما قبل ظهور النخب الجديدة،نحن نحتاج لمؤتمر علمي لاسترداد جزء من جسد الوطن ، قبل ان ينفصل هذا الجزء !


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter