الأقباط متحدون - سؤال كل البشر
أخر تحديث ٠٥:٠٢ | الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ١٢ | العدد ٣٢٥٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

سؤال كل البشر


بقلم: نسيم عبيد عوض
كان ومازال وسيظل هدف الفكر والفلسفات والعقائد الدينية هو البحث عن الحقيقة أو الحق ‘ وفى الفكر المسيحى يترجم الى سؤال وحيد ماذا أفعل حتى أرث الحياة الأبدية ‘ أو ماهو الطريق لتكون حياتى الأخروية فى ملكوت السموات أو فى ملكوت الله ‘حتى أعرف الله وجها لوجه. وكان إنشغال اليهود الأول إجابة هذا السؤال وخصوصا بعد أن ظهر السيد المسيح فى حياتهم ويكرز وينادى " قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله.فتوبوا وآمنوا بالأنجيل."مر1: 15.
 
وقد تكرر سؤال الرب يسوع عدة مرات من نامسيون يحفظون التوراة وكل الوصايا وجميع الفرائض التى أوصى الله بها موسى النبى العظيم ‘ فى إنجيل متى البشير 22: 35‘ومن الكتبة أيضا وهم كتبة وحافظواالتوراة والمزامير والأنبياء ‘سؤال واحد ماهى الوصية العظمى فى الناموس؟ ‘ وفى لو 10: 25 وقف  ناموسى آخر يوجه السؤال بصيغة مباشرة ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ‘ وجاء أيضا رئيس وسأله نفس السؤال "لو18: 18.
 
قد حمل السؤال إهتماما فى البحث عن الحق والحقيقة ‘ لأنهم سمعوا السيد المسيح يقول لمرثى أخت لعازر " انا هو القيامة والحياة. من آمن بى ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت الى الأبد ."يو11: 25و26 ‘ وبعدها قال لتوما " أنا هو الطريق والحق والحياة."يو14: 6‘ وفى وسط الهيكل وهو يعلم اليهود قال لهم " ان ثبتم فى كلامى فبالحقيقة تكونون تلاميذى . وتعرفون الحق والحق يحرركم."يو8: 31و32 ‘ وفى الهيكل أيضا كلمهم أيضا قائلا: " أنا هو نور العالم .من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة."يو8: 12.
 
ذهبوا للذى يقول أنه الحق والحقيقة ونور العالم يسألونه ‘ فكانت إجابته واحده لم تتغير" الوصية العظمى والأولى فى الكتاب بعهديه القديم والجديد ‘ أو كيف نصل للحق ونعيش معه  حياة أبدية " تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك." وعندما وجد الرب الناموسى حافظ الوصية أكد عليه أن يفعل هذا فيحيا لو10: 27و28‘ ليؤكد له أن المحبة فعل وليس حفظ كلام.
 
فالإجابة على السؤال الذى يحير كثيرين فى فهم الحقيقة تتلخص فى محبتنا لله .. ومحبة الآخرين ‘ ويقول معلمنا بولس الرسول " أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة ."1كو13:3 ‘ وقبل ان نستطرد فى وصية المحبة ‘ ينبغى لنا أن نفهم ما المقصود بالإيمان والرجاء ‘ وإرتباطهم بنوال نعمة محبة الله والآخرين ‘ وأيضا لأن المحبة والحياة الأبدية تتبادلان القوة كالحرارة والنور ‘ فأصل المحبة وهو الله وهو الحياة وتاجها ونبعها ‘ كقول الكتاب فى 1يو3: 14" نحن نعلم أننا قد إنتقلنا من الموت الى الحياة  لأننا نحب الأخوة .من لا يحب أخاه يبقى فى الموت." "لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق."
 والإيمان بإبن الله هو الطريق للحياة الأبدية " من إعترف ان يسوع هو ابن الله فالله يثبت فيه وهوفى الله. ..ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه." ‘بمعنى أنه على المؤمن أن يسلك بالمحبة محبة الله ومحبة القريب والآخرين كقول الكتاب " ايها الأحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هى من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله. ومن لا يحب لم يعرف الله لان الله محبة."1يو4: 7و8‘ وأيضا " من هو الذى يغلب العالم الا الذى يؤمن ان يسوع هو ابن الله.1ي5: 5 ‘وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر ."1يو3: 3.
 
إذا العمل أو الفعل الذى يخلص الإنسان ويقوده لحياة أبدية‘ هو المحبة العاملة بالإيمان أو الإيمان العامل بالمحبة ‘ والمحبة لله وللآخرين جميعا بدون تمييز هى قلب الحياة أو حياة الحياة :
 
فقول الرب ان تكون محبتك من كل قلبك لأن القلب هو المركز الرئيسى فى الإنسان. ومن كل نفسك لأن النفس هى مركز الإحساس والتأثر.‘ من كل قدرتك أى كل الإرادة المؤثرة والمدبرة من نبع المحبة ‘ ومن كل فكرك مركز القوة العاقلة والمفكرة والحكمة.
 
ولنتعلم من محبة الله لجميع البشر والتى تتصف بالثبات ولا تتغير ‘ محبة بدون شروط ‘ محبة بلا حدود ‘ محبة مطلقة ‘ فإذا كان الله يحب كل خليقته على هذا النمط ‘ وجب علينا ان نحب كل البشر حوالينا ‘ فقد وضحت تماما ان محبتنا للآخرين هى من أساس محبتنا لله ‘ ويعلمنا الرب فى الموعظة على الجبل" لكى تكونوا أبنا أبيكم الذى فى السموات ‘ فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الابرار والطالحين ‘ فالبرهان الحقيقى لمحبتك لله هو محبتك للآخرين .ولنلاحظ قوله الأشرار قبل الصالحين.
 
لتكن محبتك لله وللآخرين هو طريقك للوصول للحقيقة والحق ‘ لأن قوة المحبة ثابتة لا يمكن زعزعتها لأسباب أيا كانت ولتكن كالبيت الذى يبنى على الصخر  هذا ينطبق على المحبة بين الإنسان والله ‘ وبين محبة الإنسان لأخيه الإنسان ‘لأن محبة الله للإنسان ثابتة لا تتغير ‘ وهو دائما فاتح أحضانه لكى يقبل اليه الجميع فى أى مكان وكل زمان. والكتاب المقدس كله يعلمنا المحبة ‘ وهذه كلمات قليلة جدا كتبتها لأنه لا تسع كتب كثيرة فى الحديث عن المحبة التى تقودنا للحق والحقيقة. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع