بقلم : مجدي جورج
بمناسبة مايجري الآن في لجنة الخمسين من محاولات لتعديل الدستور الإخواني القديم او حتي كتابة دستور جديد ، فان الحديث يتجدد حول هوية مصر وتتعدد الآراء أحيانا وتتصارع أحيانا أخري حول هذا الأمر.
فالقوميين والناصريين والعروبيين يكادوا يحصروا الأمر في هويتها العربية . بينما الإسلاميين لا
يقبلون بديلا عن الهويه الاسلاميه بل يقتلون ويُقتلون في سبيل الهوية الإسلامية ، وهناك قله قليله ظهرت في بدايات القرن العشرين وكان من أبرز روادها الأديب طه حسين كانت تري أن مصر دوله من دول البحر المتوسط واتجاهها وتطلعها يجب أن يكون ناحية أوروبا وليس ناحية العرب .
فما معني كلمة هوية ؟ وماهي الهوية الحقيقية لمصر التي من الممكن ان تجمع كل المصريين حولها ؟
تعرف هوية الشخص بانها تعبر عن مطابقة الشخص لذاته كما تعبر عن اختلاف هذا الشخص عن غيره ممن حوله من اشخاص ، وبالنسبة للشعوب والامم فانها تعرف بانها هي مجموع الخصائص المشتركة التي تميز أمة أو مجتمع أو وطن معين عن غيره.
ويقول بعض علماء الاجتماع أن لها عنصرين هما :
الأول عنصر المطابقة أي مطابقة الشي لذاته بمعني أن هوية الشعب المصري هو أن يكون هو نفسه الشعب المصري أي مطابقا لهويته المصرية .
الثاني عنصر الاختلاف بمعني أن هذه الهوية تجعل الشعب المصري هو الشعب المصري وليس الشعب السعودي او الشعب الهندي مثلا .
ومن العناصر المحددة للهوية : الأرض، اللغة، التاريخ، الحضارة، الثقافة، الطموح وغيرها .
إذن ووفقا لهذا التعريف وففقا لهذه العناصر :
- فاننا عندما نحصر هوية مصر في الهوية الإسلامية فإننا نكون متجنيين عليها حيث أن الدين ليس من محددات الهوية فلم نسمع عن الهوية اليهودية او المسيحيه او الهندوسية او البوذية ، نعم سمعنا عن بعض الدول الدينية ولكنها انحدرت او في طريقها للانحدار .ثم ان الاخذ بالهويه الدينيه كمحدد وحيد للهويه هو قتل مؤجل للمجتعمات كما يقول البعض وان كنت اظن انه قتل عاجل وفورى لها . ثم ان التبجح من بعض الاسلاميين بان اوروبا تقول بان هويتها مسيحيه هو كذب بواح فالاوربي عندما تساله عن هويته لا يقول لك انا مسيحى بل يقول انا الماني او فرنسى او هولندى ...
- وعندما نتحدث عن أن هوية مصر عربية فإننا أيضاً نكون مخطئون حيث انه وان كانت اللغه من محددات الهوية إلا أنها ليست العنصر الوحيد. ثم أننا لا نقيم مع العرب في نفس الأرض وتاريخهم وحضارتهم مختلفان تماما عن تاريخنا وحضارتنا ، وثقافتهم مختلفه عن ثقافتنا ، ثم انه كما قال الدكتور وسيم السيسي : فانه لا يصح الحاق الجد بالابن فلا يصح أن يقال جمهورية مصر العربية بل هى جمهورية مصر فقط بل والصحيح أن نقول : المملكة السعودية المصرية او دولة قطر المصرية او الإمارات المصرية المتحدة وهكذا لان المصريين هم أجداد العرب فإسماعيل أبو العرب من نسل إبراهيم العراقي وهاجر المصرية .
- وعندما نجري وراء الأوربيين ونقول أن مصر يجب أن تلحق بأوروبا لان لها هوية متوسطية فإننا سنكون كمن يجري وراء السراب فاوروبا لن تقبلنا . ولماذا نجرى وراء الاوربيين وهم في الحقيقة يحسدوننا علي هويتنا وعلي حضارتنا الممتدة لأكثر من سبعة آلاف سنة والتي علمتهم وعلمت العالم كل جديد ، وهم يدرسون في جامعاتهم علم المصريات ويحتفون بكل هذه الحضارة التي سماها بعض المتطرفين الإرهابيين عندنا أنها حضارة عفنه وحطموا رموزها في متحف ملوي وفي غيرها .
ياسادة أن هوية مصر هي هويه مصرية تجمع بين كل هذا ، وليس عيب ولا حرام ان نقول اننا لسنا عربا وانما مصريين نعتز بمصريتنا وبتاريخنا وبحضارتنا التي يحسدنا عليها العالم اجمع ، وان مصريتنا هذه لها روافد متعددة احدها قبطي وثانيها عربي وثالثها اسلامي ورابعها افريقي وخامسها متوسطي وسادسها نوبى وهكذا .. ، كل هذا كون هوية مصرية مختلفة ومتميزة ومتمايزة عن الهوية العربية او الإسلامية التي يريدون الحاقنا بها زورا وبهتانا .
Magdigeorge2005@hotmail.com