الأقباط متحدون - حكايتي مع صديق منفعل
أخر تحديث ٠٩:٢٥ | السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ١١ | العدد ٣٢٥٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

حكايتي مع صديق منفعل

بقلم: مينا ملاك عازر
اتصل بي صديقي، وبدأ مكالمته مدعياً الهدوء، فقد حمد الله على عودتي بالسلامة من السفر، وبدأت ملامح الثورة تلوح في الأفق، بسؤاله المباغت حين قال لي، هل سمعت ما جرى في أثناء غيابك في أجازتك تلك. فقلت له، ماذا تقصد؟ بدأت نبرة الثورة تزيد، فقال يعني حضرتك أعصابك ارتاحت وهديت، وإحنا نولع، فأجبت ببرود، وهل كان وجودي يمنع ما يزعجك!!!؟ فقال بتهكم، لا، فقلت إذن مالك ومال أجازتي؟ ثم قل لي ما الذي تعنيه؟
 
هل تقصد وفاة الدبلوماسي العظيم والسياسي المحترم أُسامة الباز؟ فقال وهو يعبر عن استيائه، وقد لاح من بين حروف كلماته رنة حزن حين ذكرته بذلك، لا طبعاً، لا أقصد هذا، ثم أتبع قوله هذا بكلمات قاسية مزعجة ترج الوجدان، حين قال البلد حاتخرب، البلد ضاعت، فقلت والبرود يتسرب من بين نقاط حروف كلماتي كيف؟! فوجدته يهيج وهو يقول إحنا حايحكمنا فريق؟ فقاطعته ضاحكاً فريق الأهلي أم الزمالك؟
 
فما زاده ذلك إلا غضباً على غضبه، إذا هددني بإنهاء المكالمة، ثم تابع دون أن يبال بأي شيء، وقال مصر سيحكمها فريق عسكري، يعني راجل عسكري. فقلت له، وهل أنت من ذوي الحساسية نحو العسكريين؟ فقاطعني وهو يقول عارف محاضرة التاريخ إياها،حتقول لي إن أيزنهاور وديجول كانا عسكريين، وما دام العسكر بيوصلوا بالانتخابات ما المانع؟. فقلت له مبتسماً أحاول أسرب نبرة الهدوء والبرود لكلماتي لأطمئنه، إذن ماذا يزعجك؟
 
فقال المزعج في الأمر أمرين، أولهما أن توقعات أولائك المتطرفين الإرهابيين اللذين كانوا يحكموننا ستنجح بأن السيسي سينقلب علينا وسيحكم مصر، ويغدر بالثوار، فقلت له مال السيسي ومال إللي بتقوله عن حكم فريق؟ السيسي فريق أول وليس فريق، وحاولت أن أطلق سخريتي عليه.
 
فقلت له لو صدقت فيما تقول من حكم فريق لمصر، لن يكن هذا الفريق إلا مبارك الذي كان فريق حين كان قائد للقوات الجوية أو الفريق شفيق، ولن يكن سامي عنان لأنه كان أيضاً فريق أول، ثم من أين لك بهذه التوقعات؟ سألت سؤالي بلامبالاة ملحوظة لا يخطأها سامع، فردها لي إذ أجاب بلامبلاة أكثر، عرفت من أولائك اللذين يتوقعون الأحداث القادمة، لكنه سرعان ما حول نبرة اللامبالاة إلى نبرة جادة، وهو يتجاهل سخريتي، الكارثة يا أستاذ مينا أن مجلس الشعب سيلغى للأبد، فقلت له وعرفت هذا أيضاً من أولائك المتوقعين!
 
فقال نعم، قالها حازمة قاطعة، بحيث لم يدع لي المجال للنقاش في هذه المسألة، فقلت له تلاقيهم ما شافوش كويس، قصدي يعني تلاقيهم إتلخبطوا بين مجلس الشورى إللي بيتلغي في الدستور القادم - الجاري تجهيزه- وبين مجلس الشعب، وآهى كلها مجالس نيابية، بيبقى فيها الناس جالسة كثير، فقال متسرعاً، وكمان الدستور ده مش حايشوف النور لإن إللي حايحكم حايحكم بدستور عام 1971، فضحكت وقلت له لو هايحكموا بهذا الدستور إذن كيف لن يوجد مجلس شعب، وهذا الدستور به المجلسين، مجلس شعب ومجلس شورى، وقلت لصديقي أرجوك لا تعول على هؤلاء حتى وإن كانوا هم من توقعوا إنتهاء حكم الإخوان.
 
وأنهيت المكالمة وأنا أكاد أستلقي على ظهري من الضحك
المختصر المفيد كذب المنجمون ولو صدفوا أو صدقوا.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter